|
|
العنف
ضد الأمازيغ
بقلم: أسكاي الحسين
تعرض الإنسان الأمازيغي للعنف بنوعيه، العيني والمعنوي. فلقد كانت لتجليات العنف العيني آثار بليغة ما زالت الحركة الأمازيغية لم تستطع تجاوزها، لأنه بقي في تاريخها ورسم في مسارها بصمة يستحيل محوها. وهذه التجليات تظهر أساسا في اختطاف المفكر الحر بوجمعة الهباز 1981، ثم الاعتقالات في صفوف الأمازيغ الذين يستمر اعتقالهم وتعذيبهم، والقانون الاسمي للدولة الذي يكرس الإقصاء التام للأمازيغية، كما يعتبر نزع الأرض من ماليكها عنفا عينيا لأنه يمس وجود ذلك الإنسان الذي يعتبر الأرض رمزا للوجود. وفيما يتصل بالعنف المعنوي، فهو الممارس أكثر على الأمازيغيين. ولا جدال في أن استعمال مصطلح “البربر”،”المغرب العربي”، “العالم العربي”، ونهج سياسة التعريب هما عنف رمزي، كما أنه لا خلاف في اعتبار انخراط المغرب بجامعة الدول العربية عنفا معنويا كذلك. هذا بالإضافة لمختلف الأشكال الإقصائية كالتضييق على أنشطة الجمعيات، ربط الأمازيغية بـ”الظهير البربري”، منع الأسماء الأمازيغية، السماح لعقد المؤتمرات العربية في هذه الأرض الأمازيغية كبلد عربي، استعلاء الهوية العربية على الأمازيغية، عدم الاستجابة للمطالب الأمازيغية.. كل هذا يمثل عنفا معنويا رمزيا. سأشرح البعض منها بشيء من التفصيل. نهج سياسة التعريب: يعتبر نهج سياسة التعريب عنفا معنويا، لكونه يهدد وجود إنسان له هويته المستقلة، وهو ما يجعل تبديلها عنفا معنويا. مصطلح البربر: البربر مصطلح قدحي تركه التاريخ في شمال إفريقيا لا زال يستعمل لتسمية الأمازيغيين، وهو ما يعتبر مسا بكرامته. والغاية منه أساسا إنكار البعد الأمازيغي، لذلك يعتبر عنفا رمزيا. المغرب العربي: مسألة اعتبار بلدان المغرب الكبير بلدانا عربية يعتبر عنفا لأن هذه البلدان ليست بعربية قحة، بل إنها أمازيغية أرضا وإنسانا. انخراط المغرب بجامعة الدول العربية : إن انخراط المغرب في جامعة الدول العربية يعتبر عنفا رمزيا، لأن تمثيلية الدولة بها تعتبر الإنسان المغربي عربيا محضا بالهوية لا أمازيغيا مستقلا هوياتيا. وهو ما يجعلنا نعتبره كذلك. الظهير البربري: إن إدراج ظهير 16ماي 1930 على خلفية إيديولوجية خاطئة متصلة الأمازيغ يعتبر عنفا، لكونه افتراء يتنافى مع المضمون الحقيقي لهذا الظهير. منع الأسماء الأمازيغية: يعتبر منع الأسماء الأمازيغية دليلا واضحا على أن الدولة مستمرة في إقصائها لكل ما هو أمازيغي، لذلك فمنع الاسم الأمازيغي، بالإضافة إلى أنه عنف مادي، فهو كذلك عنف رمزي. عدم الاستجابة للمطالب الأمازيغية: يعتبر كذلك عنفا ماديا ورمزيا في نفس الوقت. لقد عملت الحركة الأمازيغية على تحرير الأمازيغية من الأيادي العروبيةالتي تسعى إلى خنقها وقتلها، لكن ما زالت تعاني من العنف الممارس عليها. سوف نتساءل عن طبيعة النضال الذي تخوضه الحركة الأمازيغية، إنه نضال”ظل حبيس الخطاب المطلبي” (انظر الوثيقة التي قدمتها جمعية الهوية الأمازيغية). إن هذا النضال ليس كفيلا بانعتاق الشعب الأمازيغي، الأمر الذي يستلزم أن نطرح بديلا لتلك الإستراتجية المعتمدة. لقد قامت “ثاويزا” بإعداد استراتجيات على شكل مطالب موجهة إلى الحركة الأمازيغية، لكن المكونات الأمازيغية لم تول اهتماما لها، رغم أن هذه المطالب تعكس لنا من خلال مضمونها إستراتجية راديكالية هي التي بإمكانها أن تسعف الشعب الأمازيغي على التحرر والانعتاق من القيود، حيث إنها تنظر إلى الأمازيغية من زاوية مرتبطة بالأرض والإنسان الحر المستقل، وليس من زاوية عرقية وإثنية. إن تغيير هذه الإستراتجية الملبية التقليدية التي اعتمدتها الحركة الأمازيغية ودراسة مطالب “ثاويزا” يعد أمرا ضروريا وملحا، وذلك لتجاوز ما هو ثقافي إلى ما هو سياسي مرتبط بهوية السلطة والدولة التي ينبغي أن تكون منسجمة مع هوية الأرض الأمازيغية بالمغرب. The_first_taghara@hotmail.fr |
|