|
|
إلى متى يبقى الفنان
الأمازيغي موضوع استغلال في
الحملات الانتخابية المشبوهة؟
بقلم: ع.فاطمة الزهراء. تستضيف مدينة الدشيرة في منتصف الشهر الجاري ما يسمى بـ"المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية...". فهل مثل هذه المهرجانات بالفعل مساندة للقضية الأمازيغية ومدافعة عن الأغنية الأمازيغية؟ أم مجرد برنامج سياسي هدفه كسب عطف المواطنين الأمازيغ؟ فعند اقترب موعد الحملة الانتخابية لشهر يونيو2009 انتظرنا أن يتم استغلال مجموعة من المكتسبات التي ناضل من أجلها المناضلون والمناضلات في صفوف الحركة الأمازيغية منذ عقود من طرف الكائنات الانتخابية المتنافسة من أجل بلوغ الكعكة. فانتظرنا مثلا أن يتم استغلال اللغة الأمازيغية بجميع تحققاتها اللهجية في هذه الحملة ضد مكاسب الشعب الأمازيغي وحقه في الحياة، أو أن يعلق حرف تيفناغ على الواجهات البراقة لترطيب القلوب القاسية للأمازيغ الذين عزموا على المقاطعة الشاملة لكل ماله صلة بهذه الانتخابات. ذلك كله إنما من أجل إيهام المخدوعين من الأمازيغيين أو بتعبير أصح – الذين تنوي هذه الأحزاب خداعهم- من أجل تصويبهم نحو الصناديق الزجاجية ليس من أجل المساءلة عن مدى ديموقراطيتها، لكن من أجل تلميعها... فكما كان من المنتظر كذلك أن تتم استمالة بعض المعطلين المعدمين قلبا وقالبا والقفز على أحلامهم ورميهم بوابل من الوعود الكاذبة بتشغيلهم مباشرة فور حصول المراد أو عدمه اعترافا لهم "بالجميل". فلم تعد التعبئة الانتخابية مقتصرة على جمع حشود من المتعاطفين في الساحات العمومية، وإلقاء الخطب العصماء، وإقامة ولائم وحفلات عمومية وكذا مهرجانات مشبوهة، وإنما أيضا على استخدام الفن الأمازيغي كمطية بعد أن وجد مناضلو بعض الجمعيات والأحزاب المغربية مثل هذه التظاهرات المشبوهة كوسيلة للتعبئة والتأثير على الناخبين ودفعهم إلى التصويت لصالحها... فعلى بعد أقل من عشرين يوما عن موعد الانتخابات الجماعية لـ12 يونيو 2009، سارع منتمون إلى بعض الأحزاب المغربية إلى تنظيم بعض الأنشطة المشبوهة، بعضهم يخوض من خلالها معركة انتخابية قبل الأوان لحشد الدعم ورص الصفوف استعدادا لليوم المنتظر، فيما يتغيا البعض الآخر تحسيس المواطنين المترددين إلى مكان تنظيم مثل هذه التظاهرات، خاصة فئة الشباب، بأهمية المشاركة في الاقتراع واختيار الأنسب والأكفأ لإدارة شؤونهم المحلية. فالانتخابات الجماعية 2009 ستكون محطة استثنائية بكل المقاييس، إذ من المرتقب أن تقتحم الحياة السياسية وسيلة جديدة من وسائل الحملات الانتخابية والتي ستكون بمثابة إضافة نوعية إلى الوسائل الدعائية التقليدية، كالاجتماعات العامة والإشهار في الصحف والملصقات الإعلانية. |
|