|
|
القناة التلفزية الأمازيغية وسيلة لتصالح المغاربة مع الذات بقلم: محمد عليلوش لقد أصبح الإعلام في الوقت الراهن وسيلة من أهم الوسائل الضرورية للتنمية بشكل عام، ولتطور المجتمعات نحو الأفضل... لما لها من تأثير وقوة في إعداد الكائن البشري. ولأن الإعلام اليوم يشكل المؤسسة التربوية والتنشئوية للصغار والكبار وبالتالي فهو يرقى إلى درجة منافس للبيت والمدرسة. وبالتالي فانفتاحه على المجتمع المدني ولجميع الأصوات المشكلة للتعددية المجتمعية كما هو الحال بالنسبة للمغرب، إلى جانب الاهتمام بتوفير الأرضية المادية والمعنوية للعاملين بهذا القطاع ومواكبة التقنيات المستحدثة، هي من الأمور الكفيلة بإخراج المجال الإعلامي ببلادنا من الأزمة التي يعيشها خصوصا وأن الظرفية الإعلامية دخلت عالم التنافسية الذي لن يبقى فيه إلا الأصلح والأحسن. وإذا كانت سنة 1938 هي السنة التي عرفت انطلاقة الإذاعة الأمازيغية بالمغرب، وبعد مرور سبعة قرون من الزمن ما زالت لم ترق إلى المستوى المطلوب، بل الغريب في الأمر أنها لم تكن في متناول جميع المغاربة لنظر لرداءة خدماتها... لكن مع ذلك نأمل أن تتحسن الأمور بعد هذه المدة الطويلة، كما نتمنى أن تكون سنة 2008 السنة التي تعرف ميلاد قناة تلفزية أمازيغية وطنية تسعى إلى التعريف بالأمازيغية ثقافة ولغة وتراثا وحضارة، وكذلك فتح المجال أمام الطاقات الأمازيغية من مبدعين وكتاب وفنانين ورجال السياسة وجميع شرائح المجتمع المغربي من أجل التعبير والتحدث مباشرة مع المجتمع قصد المساهمة في تغيير العقلية المغربية والتصالح مع الذات. وفي هذا الإطار نتمنى أن تلتزم وزارة الاتصال بمضمون التعهدات الواردة في اتفاقية إطار للشراكة الموقعة بينها وبين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في 19 يوليوز 2006 وأن تلتزم كذلك الوزارة الأولى بتصريحاتها حول الموضوع وبالتالي الحكومة كاملة. وهنا أريد أن أفتح قوسا لتفادي تلك العشوائية التي أصبح المسؤولون يتعاملون بها مع الأمازيغية بشكل عام، كما هو الحال في تعليمها في المدرسة المغربية. نخشى أن يقع للقناة الأمازيغية مثل تدريس الأمازيغية وبالتالي الدفع بها مباشرة إلى البث قبل التحضير لذلك بشكل مسبق وبذكاء عال، حيث لا بد في بداية الأمر التحضير لذلك من حيث الموارد البشرية والمادية وكذلك من حيث المحتوى فلا يعقل أن تنطلق قناة تلفزية وهي لم تتوفر على صحافيين مكونين تكوينا عاليا ثم كذلك توفرها على مواد وبرامج تستطيع بها القناة أن تشتغل على الأقل مدة ثلاث أشهر أي أن يكون تمة محتوى يتم تحضيره مسبقا من أفلام وبرامج وثائقية وندوات وربورتاجات ومسلسلات... وبالتالي ما ننادي به هنا وما نسميه التزاما ووفاء من لدن الدولة المغربية هي أن تخصص الدعم المادي والقانوني لتنطلق القناة في التحضير والاستعداد لتوفير المادة الإعلامية الأساسية لكي تخرج إلى الوجود بجانب جميع القنوات الست التي تتوفر عليها جعبة الإعلام المغربي.
|
|