|
|
s ufus Azelmadv "الحكم الذاتي" بقلم: سعيد أبرنوص على غير العادة، قررت أن أناقش عبر مقال هذا العدد، وباليد اليسرى دائما، موضوع "الحكم الذاتي" كما طرحه وتطارحه الكثير من "الفاعلين"... لا تهمني كثيرا حيثيات هذه الطروحات على مستوى دواليب الدولة وفي علاقتها بملف الصحراء، أو تلك التي تبنتها بعض التيارات أو الأحزاب المتياسرة. لكن، وفي المقابل، أجدني غير مصدق لما يدعو له بعض المحسوبين على "النضال" الأمازيغي، عبر تأسيسهم للجان تحضيرية للمطالبة بالحكم الذاتي في الريف أو سوس. يبدو لي المشهد كاريكاتوريا إلى أبعد حد، عبثيا إلى أقصى أفق. لدرجة أني أتساءل، ولحدود كتابة هذه الحروف، إن كان الأمر يتعلق فعلا بمبادرات تحتكم لمنطق العقل والانسجام مع الذات. فبعد قرون من التفريق المقصود والمنهجي، وبعد عقود من النضال من أجل القضية الواحدة الموحدة، وبعد سنوات من "النار شاعلة" مع المشككين في عناصر اللحمة (بضم وتضعيف اللام) والالتحام بين ما أريد لها أن تكون "كانطونات لهجية"... أصبحنا الآن، وفي غفلة من ذواتنا، أمام عناصر محسوبة على الصف الأمازيغي تحكم (بفتح الحاء وجر الكاف المضعفة) ذاتها لتفرض ذاتيتها على ذواتنا المحكومة بالضعف بسبب هذا التفريق... أصبحنا أمام لقاءات ونداءات وعرائض ولجان تنادي وتدعو وتطالب بالحكم الذاتي للمناطق المسماة لديهم "أمازيغية"، وكأنهم اتفقوا، من حيث لا يدرون، أن باقي المناطق في المغرب عربية. في الوقت الذي صار لزاما أن نتوحد جميعا لنعي جميعا أن لا مناطق عربية في المغرب بما فيها ما اعتبر يوما قلاعا شريفة. توجه إخوتنا إلى خيار "الأوطونوميا" وكأنها خاتم سليمان. الخاتم الذي سيحل كل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. كما لو أن كل الفئات والطبقات المؤثرة (إن كانت تؤثر أصلا) في مستوى الوعي والفعل اللازمين لتحقيق ما لم تحققه سياسات الدولة المركزية. أغفل إخوتنا الذاتيون ما يشكله طرحهم الذاتي جدا من خطر موضوعي على الأمازيغية (لغة، ثقافة، هوية، وقضية) بالشكل الذي سيجعل منها مجموعات لغوية هامشية في مناطق وجب عليها، وبحكم الانسجام مع موقفهم، أن تصنف في خانات الأقليات اللغوية وما يترتب عنها من تحقير وتبخيس. إن الحديث هنا عن تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن والاستدلال بها (التجارب) هو أمر، في نظري، لا يتفق وخصوصية الوضع المغربي، على اعتبار أن وضعية هذه الجهات أو المناطق التي صنفها المخزن وبعض الأكاديميين والكثير من المناضلين (يا حسرا) في خانات : "الريف" "سوس" "أطلس"... بمنطق الحكم الذاتي لن يحق لنا أبدا النضال ضد المنطق العروبي الرسمي المتجه يوما بعد يوم نحو تعزيز ارتباطه بالقارة السادسة، ولن نجد مبررا لنطالب كل المغاربة، بدون استثناء، بالوقوف في وجه القومية والقومة لأننا، و بكل ما في البساطة من تعقيد، لن نكون إلا أوصياء على بعضنا البعض في رقع جغرافية حددها أو سيحددها من منَّ الله عليه بسلطة التقسيم والتحديد والتصنيف... (Appulius @hotmail.com) |
|