قرية
أيت امحمد: تلاميذ يبيتوت في المقاهي
بقلم: أوشن محمد (أزيلال)
تقع قرية أيت أمحمد بإقليم أزيلال وتبعد على أزيلال المدينة بحوالي 20 كلم في اتجاه
تبانت.تتكون البنية القبلية للمنطقة من الأمازيغ وبعض الموظفين النازحين من المدن.
يغلب على النشاط الاقتصادي للناس بعض الزراعات المسقية التي لا تكفي لسد رمق السكان
الذين يضطرون للسفر لإعالة أسرهم.
تتوفر البلدة على ثانوية إعدادية و داخلية بالإضافة إلى دار الطالب الممولة من
الخيرية الإسلامية. إلا أن اكتظاظ هذه المؤسسات وتعدد التلاميذ الوافدين من
الدواوير الأخرى (أيت عباس، بوولي، زاوية احنصال...)، جعلها غير قادرة على استيعاب
هذا العدد الهائل من التلاميذ الذين اضطر الكثير منهم إلى السكن في المقاهي الشعبية
مع أداء مقابل مادي يضمن لهم المبيت والمأكل والمشرب. تراهم في الليل تتلقفهم
الأزقة الباردة قبل حلول موعد العشاء والنوم، وأية مقاهٍ؟
بنايات تقليدية وأفرشة غير قادرة على وقاية تلك الأجسام النحيلة من شر المناخ الذي
يشبه في بعض الأحيان مناخ سيبيريا.
مأساة إنسانية تقع أمام أعين المسؤولين الذين يتبجحون كل يوم وليلة بما أوصلوا إليه
المغرب من رفاه ونعيم!!
فأين الإصلاح التربوي من هذه الحالات الإنسانية؟ وكيف يمكن لهؤلاء التلاميذ استيعاب
الدروس؟ وبالأحرى الوصول إلى مرحلة الإبداع والعطاء؟
الشعارات المرفوعة في واد، والشعب في واد آخر، وبين الإثنين حاجز وفرق قد تعجز
القرون القادمة عن طيه.
أخبرنا الوزير الأول في تقريره الحكومي أو تهريجه الحكومي أنه سيرفع نسبة النمو إلى
6 في المائة، كما استضافنا في إمبراطوريته الإحصائية بمجموعة من الأرقام التي تخجل
أية حكومة غربية عن تقديمها، نحن نطلب منه أن يلتفت إلى هؤلاء الأطفال الأبرياء،
فلا ذنب لهم في سياسة الانتقام من قبائل الأطلس التي تتهجها الدولة منذ فجر
الاستقلال.
إنها إذن صور صادمة لكل من يسمعها وما بالك بمن يراها، إنها بكل حق أداة اتهام ضد
كل البنايات الرخامية الكاريكاتورية المكلفة بمصير الشعب المغربي ومن أهمها طبعا
وزارة التربية والتكوين.
و في انتظار نزيف
(أوشن محمد،
أزيلال .ouchenmoha@gmail.com)
|