مسلك
الدراسات الأمازيغية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ وجدة
بيان حقيقة بخصوص ادعاءات «ليركام» دعم
مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب بوجدة
بقلم: د. بلقاسم الجطاري
شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول وجدة انطلاق مسلك الدراسات
الأمازيغية هذه السنة، وقد كان هذا الإنجاز –الانطلاقة- ثمرة جهود السلكين التربوي
والإداري، عبر إنجازات وتخطيطات وترتيبات مضنية ومثمرة من السادة الأساتذة لكلية
الآداب بوجدة، وهي بمثابة عمل مشرّف يعتبر إضافة نوعية للحقل التربوي والتعليمي
الجامعي الموازي لحركة تدريس الأمازيغية التي شهدتها باقي المستويات الدراسية،
ومنها المستويات الابتدائية بخاصة.
لكن المؤسف والمدهش هو ما شهدناه وسمعناه من الأساتذة المحسوبين على المعهد الملكي
للثقافة الأمازيغية في إطلالتهم علينا من التلفزة 2M في برنامج «مباشرة معكم»،
والتي صرحوا فيها بشكل مذهل لنا حقا، بأن تخطيط المسلك الدراسي الأمازيغي بجامعتنا
كان بفعل ودعم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بل راحت الأستاذة سهام إحولين حيث
ادعت على لسان عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في جريدة المساء يوم الإثنين
22/10/2007 في مقال تحت عنوان: «المعهد الثقافي للثقافة الأمازيغية يحتفل بذكرى
تأسيسه»، بأن المعهد وأطره ودعمه كان وراء تأسيس مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية
الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، وأضافت في المقال نفسه، ودائما على لسان عميد
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن المعهد قام بدعم تكوين المكونين في الوقت
الذي أنهت فيه كليتنا وبمجهودات السادة الأساتذة المتواضعة هذه العملية في
28-29/10/2007 بدون دعم من معهد ولا غيره. بل أكثر من ذلك لابد من الكشف عن أننا
راسلنا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في موضوع «تأسيس مسلك للدراسات الأمازيغية»
منذ زمن ولم نتلق منه إلا الصمت والتجاهل والإنكار. وإذا ما قيل هذا الدعم في حق
جامعة أكادير فربما يستقيم ذلك، نظرا لما حظي المسلك في كلية الآداب بأكادير من دعم
ورعاية من المعهد، ومما لاقته مراسلتنا من إنكار وتجاهل، وهذا ما يكشف عن نوع من
الزبونية ونمط العلاقات الخاصة في التعاطي مع مشاريع تربوية تعليمية وطنية تعتبر
لبنة لتأسيس وطني يشكل منعطفا تاريخيا في المسار اللغوي والتربوي الوطني مما، يطفئ
كل كلام عن مبدأ تكافؤ الفرص والديموقراطية والشفافية وحقوق الإنسان الخارجة عن
المصالح الذاتية والشعارات الإيديولوجية البراغماتية.
وقد آثر السادة الأساتذة الاعتكاف على إنجاح هذا المشروع وهذه الانطلاقة،
بإمكانياتهم المتواضعة جدا، والتي تشدها عزيمتهم وروحهم الوطنية، وما كان لهم الخوض
في هذا الخذلان والتجاهل الذي واجه به المعهد مراسلتهم، لولا هذه المكابرة
والمزايدة الفارغة من الحقيقة والمضامين التي أطل بها علينا بعض الأساتذة المحسوبين
على المعهد الملكي من وراء الشاشة مدعين دعم المعهد لمسلك الدراسات الأمازيغية
بكليتنا، وهو ما يمكن اعتباره افتراء خطيرا وبهتانا عظيما في حق جامعتنا وفي حق
أطرنا وفي حق الأمازيغية وفي حق الوطن. كما نلفت النظر إلى أن باحثينا في كلية
الآداب بوجدة ضمن مسلك الدراسات الأمازيغية قد قاموا ببحث ميداني شمل برامج تدريس
اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية توصلوا من خلاله إلى أنه يتم الآن تدريس
اللغة الأمازيغية وفق المعيارية الوطنية للغة الأمازيغية، وهذا ما يتنافى والمسالك
التي أقرها خطاب أجدير والداعية إلى مراعاة الخصوصية اللغوية الجهوية في البرامج
التدريسية ثم الانتقال بعدها إلى المعيارية الوطنية احتراما للخصوصيات الجهوية وعدم
طمسها.
|