انتعشت ببلادنا ظواهر شاذة أضرت كثيرا بسمعة وكرامة المغرب والمغاربة على الصعيدين الخارجي والداخلي. هي ظواهر سلبية وراءها مشارقة بشحمهم ولحمهم، وهي ظواهر تجعل ملاحظها يصنفها، وللوهلة الأولى، ضمن العبث والفوضى المشرقيين ببلادنا. إليكم بعض منها. وفرجتكم ممتعة!

الأحزاب السياسية المغربية تتنافس في دعم فلسطين بسخاء كبير! فحسب البلاغ الصادر عن "بيت مال القدس"، وهو مؤسسة رسمية، قدم حزب العدالة والتنمية برسم سنة 2007 مبلغا ماليا وصل إلى 615 ألف درهم إضافة إلى دعم إضافي يقدر ب 120 ألف درهم من تبرعات للمواطنين. وكان هذا الحزب قد قدم سنة 2003 لنفس الغاية دعما مقداره مليون درهم. في حين وصل دعمه سنة 2005 إلى حوالي مليون و700 ألف درهم. فيما قدمت حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الديني للحزب، دعما سنة 2005 بمقدار 100 ألف درهم. وقدم حزب الحركة الديمقراطية والاجتماعية بدوره دعما لفائدة فلسطين وصل إلى 100 ألف درهم. أما حزب الاتحاد الاشتراكي فقد قدم دعما بقيمة 225 ألف درهم. والسؤالان اللذان يطرحان نفسيهما: لماذا لم تبادر هذه الأحزاب وغيرها بتقديم مثل هذه المبالغ السخية لضحايا كارثة أنفكو هذه السنة؟ ألا تمثل هذه المبالغ نوعا من الجزية التي يدفعها المغاربة للمشرق؟

المشارقة يحولون المغرب إلى ماخور كبير للفساد والخلاعة. فقد اخترع هؤلاء نظرية جديدة في مجال السياحة أسموها "السياحة الجنسية"، جاعلين من المغرب مكانا لتطبيقها وتجريبها عمليا، خصوصا في الشقق المفروشة بأكادير أو في رياضات مراكش الحمراء وبيوتاتها القديمة. وحينما تضبط السلطات المعنية هؤلاء المشارقة في وضعيات تلبس مع المومسات المغربيات، فإنها تفعل القانون في حق الأخيرات، في حين تمنح مهلة كافية للمشارقة لمغادرة التراب الوطني دون تقديمهم للعدالة!

المشارقة يستوردون المغربيات لممارسة الدعارة في بلدانهم. فحسب الإحصائيات التي نشرتها جريدة المساء مؤخرا، يصل عدد المغربيات اللواتي يمارسن الدعارة والأنشطة المتعلقة بها في العاصمة السورية دمشق لوحدها حوالي 35000، وكل ذلك تحت يافطة مهنة "فنانة"! وهناك رقم مماثل بالأردن حيث ابتكر الأردنيون طريقة جديدة لاستقطاب المغربيات وذلك للتحايل على القانون فيلجأون إلى التزوج شرعا وقانونا بأربع مغربيات مرة واحدة (تعدد الزوجات)، وحينما يصلون معا إلى بر الأمان في العاصمة عمان يقوم الرجل بتطليقهن – حسب الاتفاق- ليجدن الباب مفتوحا بمصراعيه أمامهن لممارسة الدعارة هناك. ثم يعود الرجل مرة أخرى للعب نفس الدور: زواج في المغرب ثم تطليق بالأردن وهكذا دواليك! هكذا إذن باع العرب المشارقة سمعة المغرب والمغاربة والمغربيات في مزاداتهم العلنية بأبخس الأثمان وأرخص الطرق وأكثرها دناءة.

في مدينة أكادير، وبالضبط قريبا من منطقة أنزا الساحلية يوجد أكبر مصنع لصناعة الإسمنت بالجنوب، يزود منطقة سوس بأكملها بهذه المادة. في نفس هذه المنطقة يوجد قصر فخم وكبير جدا لأحد الأمراء المشارقة، ولأن سعادة الأمير يأتي إليه خلال شهري مارس وأبريل لقضاء عطلته، فقد فرض على أصحاب المعمل توقيف العمل خلال هذه الفترة. والنتيجة: تسريحات واسعة للعمال، ارتفاع مهول في أسعار الإسمنت وباقي مواد البناء أحرقت جيوب المواطنين. الفنانون المشارقة يستنزفون جيوب المغاربة المغفلين: فقد سبق لنانسي عجرم أن جاءت إلى مراكش وأحيت فيه حفلا، وأخذت بذلك مليار سنتيم! كان ذلك سنة 2004. وفي بحر هذه السنة جاءت هيفاء وهبي التي رقصت بطنجة لمدة 20 دقيقة فقط وأخذت إثر ذلك 137 مليون سنتيم! ترى من هم الفنانون المغاربة الذين أخذوا مثل هذه المبالغ المالية من بلدان المشرق؟ لماذا لا توظف هذه الأموال لبناء المؤسسات التعليمية والمستشفيات وتجهيزها وتشغيل العاطلين؟

إنها باختصار شديد جدا بعض المظاهر التي تدل على فوضى مشرقية بالمغرب، والتي تدل كذلك على أن بعض المشارقة لا يعيرون اعتبارا لكرامة المغاربة وسمعتهم. فمتى يحين الوقت للقطع مع هذه الممارسات الشاذة ومرتكبيها؟