|
ماذا بين الجزيرة العربية ودوزيم المغربية؟ بقلم: عبدو أشرف (مراكش) لأول مرة في مساره المهني والصحفي استطاع جامع كولحسن – صحفي بالقناة الثانية ومقدم برنامج مباشرة معكم –أن يكون مباشرا وبصفة حقيقية مباشرا مع المشاهد بشكل يخلو من التزييف والأقنعة والماكياج، لأول مرة عندما بدأنا نشاهد ونقرأ اسمه بصفته رئيس تحرير لنشرة الأخبار الأمازيغية بالقناة الثانية دوزيم. النشرة يتم بثها يوميا ابتداء من الساعة الثانية زوالا. أحيانا تتأخر بربع ساعة. المهم أننا نشاهد نشرة إخبارية بلغة أمازيغية تضمن لنا تواصلا أكبر، لنا نحن. أتحدث هنا عن أسرتي الصغيرة التي ستكون صورة ومرآة عاكسة لباقي العائلات المغربية التي تتحدث أو تفهم الأمازيغية. ابنتي الصغيرة تظل قابعة أمام التلفزيون مباشرة تحمل ورقة وقلما وتحاول كتابة حروف الأمازيغية كلما ظهرت على الشاشة. أحسد ابنتي الصغيرة على هذا الاهتمام لأنها بدأت تكتب بالأحرف الأمازيغية. قالت لي إن اسمها تيفيناغ. وقالت أيضا إن الثقافة هي "تاوسنا" وأن الدولي هو "أمضلان". في الحقيقة لم أكن أعرف هذه المصطلحات لكنني بدأت في استيعابها بفضل ابنتي الصغيرة وبفضل نشرة الأخبار الأمازيغية الدوزيمية. أمي كذلك لا تضيع الفرصة للانزواء والاستمتاع بالكلمات الأمازيغية. تقول إن النشرة تذكرها بكلمات كانوا يستعملونها في حياتهم اليومية في لبلاد: "تمزيرت" بنواحي مراكش. واليوم لا بد أنها تجدد ذاكرتها باستمرار. أما أنا فأحاول رغم وظيفتي التي لا تسمح بتتبع كل النشرات يوميا أن أتابع النشرة بعين المشاهد والمنتقد في نفس الوقت، إلى درجة أنني أنتظر سماع روبرطاجات وأصواتا بعينها. وقد تعلمت عند أمينة بنحمو "الريفية" أن الصحة هي "تدوسي" وأن الوزارة هي "تمواست". واستفدت عند الحسين وزيكـ "السوسي" أن الفن هو "تزوري" وأن الفريق هو "تربوت" وأن السياسة هي "تسرتيت"... ونستوعب أن لا فرق بين الريف وسوس والأطلس، لغة أمازيغية واحدة وبكل تفريعاتها. دوزيم تقدم لنا نشرة إخبارية تنشر مبادئ المواطنة وتحافظ عبرها بمبادئ التواصل اللغوي في الإعلام. في حين أن قناة الجزيرة تفاجئنا بقنبلة إعلامية "إرهابية" هي نشرة المغرب العربي وكأن سكان هذا المغرب "العربي" كلهم عرب ولا يجيدون إلا العربية. إنه الإرهاب الفكري يا إخواننا بالجزيرة. في شمال إفريقيا هناك سكان لا يفقهون في اللغة العربية شيئا ولا يتحدثون بها. العربية لغتنا نعم لكن تحقيق التواصل الإخباري يستهدف شريحة أوسع. عندما تسمونها نشرة المغرب العربي من الرباط أنتم تقصون مسبقا بعلم أو بغير علم الناطقين بالأمازيغية إنه الرأي... والرأي الآخر. اللغة... واللغة الأخرى. شكرا دوزيم شكرا للأخبار بالأمازيغية، النشرة المغربية بامتياز، شركرا باسمي وباسم أمي وابنتي الصغيرة.
|
|