العقلية المخزنية في
الإدارة المغربية وعلاقتها باللغة الأمازيغية
بقلم :عمر نايت سعيد (أسيف ن دادس,ورزازات)
لقد طال الطمس والقبر العروبي لتمازيغت عدة عقود حتى أصبح
الأمازيغ يميلون بسرعة إلى استعمال الدارجة المغربية - وهذه الدارجة مزيج بين
تمازيغت والفصحى العربية - في الحياة اليومية والحياة المهنية. وهذا يبدو جليا في
مؤسسة الإدارة المغربية بشتى أنواعها, حتى الدركيين أو رجال الشرطة في بعض الأحيان
يستعملون الدارجة المغربية لكي يعنفوا أو يجادلوا. فنادرا ما نسمعهم يتحدثون
بتمازيغت حتى ولو كان أصلهم أمازيغيا. كما أن رجال التعليم يحضرون كل شيء
بالأمازيغية ويفكرون بمنهاجها لكن ساعة العمل يلجأون إلى العربية. وهذا ما كرسته
العقلية المخزنية بالمغرب حيث جعلت من العربية لغة سلطة وتواصل إداريين. هذا في
التعامل المباشر مع الشعب. لكن التعامل المخزني مع الشركات والمقاولات والبنوك
والجمارك... فكل الوثائق المهمة والجادة تكتب بالفرنسية.
لا ننكر أننا تعلمنا باللغة العربية لكن لا ينبغي أن تسلب كل شيء في حياتنا,
فالديمقراطية تقتضي التصالح مع الذات، وذاتنا نجدها في تمازيغت. كما لا ننسى أن "هيئة
الإنصاف و المصالحة" التي بدأ المخزن المغربي يلمع بها صورته للدول الخارجية كشفت
عن واقع سالف. فواقع المخزن مر وماؤه ليس صافيا. لقد حول كل شيء إلى حملات: حملة
حقوق الإنسان, حملة تمازيغت, حملة الهجرة, حملة الدروس الدينية , حملة المرأة ,حملة
برلمان الطفل...؟
وجاءت هيئة الإنصاف والمصالحة لتعطي دراهم معدودة لأشخاص فعلا ظلموا لكن ماذا
يستفيد الشعب المغربي من هذه الدراهم . فالشعب المربي يريد مصالحة اقتصادية وثقافية.
يريد توزيع ثروات بلادنا بالعدل, يريد إيقاف نهب وسرقة المال العام. يريد مصالحة
ثقافية نحن امازيغية, يريد تعايشا ديمقراطيا ومصالحة تكفل إنصافا لتراثنا ولغتنا
وفكرنا وقيم تمازغا الضاربة جذورها في أعماق التاريخ البشري. فإذا كان المعذبون
الذين يتحاورون مع هيئة الإصلاح والإنصاف عذبوا تحت ضربات أو عقاب بدني, فم ازال
المخزن يعاقب الأمازيغ لكن بطرق تعذيب نفسية وطمس للحقائق البديهية, حتى منشورات
السياحية بالمغرب نشرت باعتبار تاريخي عربي مشرقي فغير المخزن أسماء الكثير من
المدن وعرّب أسماءها.
فإلى متى سننتظر مصالحة اقتصادية؟ إلى متى سننتظر مصالحة ثقافية؟ أسئلة نطرحها على
منبر"تاويزا"، الجريدة التي تسد رمقنا في هذه الجبال البعيدة والمبعدة سياسيا
وثقافيا واقتصاديا.
|