أن نكون أو لا نكون
بقلم: مصطفى بلحاج (أسيف ن دادس, ورزازات)
في الوقت الذي عرفت فيه الجامعة «المغربية» ما يسمى «بالإصلاح
الجامعي», فوجئنا بمقررات قد نظن أن مؤلفيها من المشرق. فهم أساتذة تغلب عليهم
إديولوجياتهم أكثر من مصلحة الطالب,حيث يعملون بمقولة لنين «أيها العامل (الطالب)
عندما يسألونك من أية قومية أنت, قل لهم أنا اشتراكي». كلا، ثم ألف كلا سنقول نحن
أمازيغ والهوية أسبق وأولى من الأيديولوجية. وهذه المقررات في مجملها لن تفيد
الطالب بالمطلق خصوصا في مادة التاريخ والسوسيولوجيا وفي حياته عامة بالنظر
للأكاذيب والتشويهات التي تحاول هذه المقررات طبعها وترسيخها في عقلية الطالب الذي
سيصبح غدا أو بعد غد إطارا يعتمد عليه في تربية وتكوين جيل التحديات القادمة. لكن
هذه السياسة المتبعة لم تفكر يوما إذا اكتشف نفس الإطار الأكاذيب التي تلقن له
ببلده وهو يدرس ببلد لا يشوه ولا يزور التاريخ. هذا لأن مستوى الطالب اليوم لم يعد
يتقبل تلك الخرافة والأكاذيب المقررة في الإعدادي. أما في الدراسة الجامعية,
فعناوين المواد المقررة تجعل الطالب عامة والطالب الأمازيغي خاصة، الذي له غيرة على
هويته وتاريخيه يمل وينفر من هذه المواد (سوسيولوجية العالم العربي, تاريخ العالم
العربي...) إذ يصبح الأستاذ من منظري القومية العربية. أما مادة الانتروبولوجيا
التي لم يستطيعوا حجب ما فيها من دراسات حول المجتمعات القديمة فكان مصيرها خارج
استعمال الزمن..
إلى متى سيتوقف المنظرون للقومية عن تدريس هذه الأخطاء؟ إلى متى سيتم إعادة
الاعتبار للثقافة الأمازيغية في المقررات المبرمجة؟ إلى متى سنبقى تجارة ولعبا في
يد القوميين الإقصائيين؟ الجواب ربما إلى إشعار آخر ريثما يستفيق أولئك النائمون في
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أو ينهار المعهد خجلا وإحراجا أمام ادعاءات
المسؤولين فيه.
(Belhaj439@hotmail.com)
|