| |
الأمازيغية و"المناضلون"
اليساريون محليا
بقلم: أحمد الشيخي (الحسيمة)
إن
كلمتي "النضال" و"المناضلين" تثير بعض الاشمئزاز والتقزز ونوعا من الاحتقار والضحك،
حين تصدر عن بعض مسؤولي "أحزابنا" المغربية، خصوصا أثناء حملاتهم الانتخابية
ومهرجاناتهم الخطابية(1). إلا أن الموقف/النظرة اتجاه كلمة "مناضل" سرعان ما تنقلب
أمام ذلك المناضل اليساري الذي يتملكنا شعور الاحترام والتقدير تجاهه حين نجالسه
ونجادله، وكما عرفنا وعهدنا هذا المناضل، هو ذلك الإنسان الذي يمتاز أولا وقبل كل
شيء برصيد نضالي خال من كل شبهة ويمتاز بسلوك وأخلاق إنسانيين علميين عاليين – إن
صح القول – يعرف كيف يخلق ثقافة الاختلاف ويمارسها عمليا على أرض الواقع مع قبول
الرأي الآخر المخالف... بدون أية عقدة التفوق في أي مجال كان. فالمناضل اليساري وضع
صوب أعينه هدفا أسمى وهو ببساطة ووضوح، القضاء على ديكتاتورية البرجوازية
والكمبرادور وجميع الطفيليين الذين يدورون في فلكهم، وبالتالي القضاء على استغلالها
ووقاحتها وكذبها. لذلك نجد المغاربة آمنوا بهذا الفكر الإنساني اليساري مبكرا
تسليما له بالتفوق المنهجي والمعرفي، ويعتبر بالتالي حسما فاصلا بين فكر الخير وفكر
الشر.
سأضطر بهذا الصدد أن أفتح قوسا للإشارة إلى ظاهرة واكبت تطور الفكر اليساري وهي أن
أغلب مناضلي هذا اليسار بكل اتجاهاته يعلنون ويؤكدون دائما في مناسبات عديدة
تركيزهم على ما هو عملي- فعلي على حساب ما هو نظري، وذلك لتزكية وتصحيح ما قد يشوب
هذه النظرية من أخطاء بفعل الممارسة العملية... من قبيل: "لا للنظرية الثورية بدون
ممارسة ثورية" و "الممارسة أو العقل العملي، هي التي تصحح مغالطات العقل النظري"،
إضافة أن ما يميز هؤلاء اليساريين عموما إلى جانب تاريخهم وكفاحيتهم العالية،
انخراطهم الجذري في قضايا الشعب والوطن فكريا وعمليا، هو كون كفاحهم سيرتكز أساسا
وفق البرنامج المرحلي على تهييء شروط إنجاز الديمقراطية وذلك بالنضال العلني
والشعبي من أجل تصفية كل الآليات التي تعوق وضع المجتمع والدولة في سكة الديمقراطية.
باعتبار المرحلة الحالية هي مرحلة ما قبل الديمقراطية تهيئ للدخول في الديمقراطية.
لكن هناك قوى عدة تعوق تحقق هذا التحول بأشكال مختلفة. وحتى الأحزاب اليسارية
المغربية لم تشذ عن القاعدة هاته، حيث نجد بعض مناضليها يصبحون عمليا "متناضلين"
بامتياز ليس إلا، وذلك بوجود قيود تكبل عقلية تفكيرهم وممارساتهم، ومن ثم تأثيرهم
على تنظيماتهم التي ينتمون إليها وبالتالي يصعب على هذه الأخيرة الوصول إلى تحقيق
مرادها وأهدافها خاصة منها الاستراتيجية.
قد أتهم بهذا الصدد –ربما – بأنني مناوئ ومعاد لليسار مقارنة بالتوجهات السياسية أو
الحزبية الأخرى المسماة بالإدارية أو "بالوطنية"، بل العكس هو الصحيح، فبتحليلي
المتواضع، وفي اعتقادي الشخصي، أن فكر اليسار هو متميز، لو تمت ترجمته إلى واقعنا
المغربي أو عمل على مغربته، إلا أنه في هذه المرحلة التاريخية، وأخذا بعين الاعتبار
حالة الأزمة الذاتية والموضوعية التي يمر بها، قد تجعلنا نتشبث بهذا الفكر، أكثر من
أي وقت مضى، وذلك بالعمل على نقده بطريقة بناءة – وهذا هو الأساس – لنعالج فعلا كل
قضايانا من خلال فكره ذاته الذي نؤمن أنه فكر أولا وقبل كل شيء علمي ذو بعد إنساني
بامتياز.
إلا أن هذا اليسار لم يستطع بعد النزول بمواقفه المعلنة "نظريا" كي يمارسها عمليا
على أرض الواقع، لما لهذه الثقافة من ارتباط وثيق، طبيعي – تاريخي بماضي وحاضر
ومستقبل شعوب بلاد تامازغا عموما والمغرب على وجه الخصوص(2).
وارتباطا بالموضوع الذي أسعى وأحاول إبراز فيه بعض المظاهر/الظواهر لدى بعض
مناضلينا المحليين، خاصة المحسوبين على اليسار ومن ضمنه اليسار الجذري. سأستهل في
ذلك الإشارة إلى ظاهرة نعيشها باستمرار مع مناضلينا ونخبنا المثقفة المحلية، خاصة
أثناء الاجتماعات والمناقشات الفكرية التي تعقد للعموم وتتم بالعربية، حيث تخلق بعض
الاكراهات لدى الحضور خاصة منهم الناطقين بلغتهم الأم – الأمازيغية. ومن ثم عدم
المشاركة الفعلية والكلية لهذا الحضور قصد إغناء المناقشة تجنبا للتلعثم في اللسان،
إذ أن من المعلوم أن الإنسان الأمازيغي حين يتكلم بدون لغته – اللهم إذا كان قد
تربى في بيئة غير مغربية -، يصبح بين إكراهين: الأول يبحث عن مصطلحات مناسبة
لاستعمالها بهذه اللغة والثاني يرتب وينسق بين أفكاره.
فكثيرا ما تتم المناقشات في مثل هذه المناسبات بالعربية (ولا أقول باللغة العربية)
أي تتم بالدارجة المغربية – التي هي في أغلبها أمازيغية على مستوى بنيتها اللسنية
كما يؤكد ذلك اللسنيون – منقحة باللغتين العربية والفرنسية (عرنسية). وفي نفس
السياق، قد يدعي رفاقنا "الديمقراطيون" أنه مادام الكل يفهم العربية، فلا داعي
لاستعمال الأمازيغية، كي لا يتم إقصاء – 3% أو أقل من ذلك الكم الذي لا يفهم
الأمازيغية أو يستوعب بعض الكلمات المحدودة والمعدودة منها – والغريب في الأمر أن
البعض من هذه الفئة الأخيرة لا حرج لديها بسماعها مداخلات بالأمازيغية، وفي نفس
المسار، يفرض سؤال نفسه كالتالي: كيف يمكن "لمناضل ديمقراطي" أن يحقق الرقي وتطوير
اللغة الأمازيغية إلى مستوى أرقى من دون أن يعطى لها قسطها على الأقل في التعبير
الشفهي أو بالأحرى في التعليم والإعلام والإدارة أو... وهذا بالطبع ضرب من الخلف
للأمازيغية من طرف هؤلاء المناضلين من دون أن يدروا الذين يصبحون شوفينيين بامتياز،
إذ وباستمرار الحال على هذا النحو الذي يكرس دونية الأمازيغية ويجعلها ثانوية أو من
الدرجة الثانية مقارنة على الأقل مع العربية، فإنه بات من المؤكد أننا لن نجعل منها
أبدا لغة وطنية مستعملة وبالأحرى رسمية في هذا الوطن، وبالتالي سنكون من المساهمين
في تكريس فكرة احتقار الأمازيغية على حساب العربية ومن ثم تزكية – عن قصد أو غير
قصد – لفكرة انتصار العربية سياسيا على الأمازيغية وهكذا سيصبح الأمازيغ مواطنين من
الدرجة الثانية.
إن ما جعل من الأمازيغية تستقر على هذا الوضع – (أي وضع دوني)- هي كذلك تلك
المساهمة التي تصدر من الأمازيغي نفسه، الذي تربى وترعرع في أحضان الفكر العروبي
الشرقاني وفي بعض الأحيان "اليساري المغربي" (الحركة التلاميذية والحركة الطلابية
فترة السبعينيات حتى التسعينيات) والتي خلقت لديه حاجزا سيكولوجيا منيعا، طغت عليه
التربية التعليمية – العروبية التي تلقاها خلال مشواره التعليمي والتي ساهمت فيها
بشكل هستيري الحركة المسماة بالوطنية وزكتها فيما بعد الحركة اليسارية المغربية
التي تعتبر "العربية"، الضامن لأي مناضل يريد أن يصبح يساريا من الدرجة الأولى(3).
-2-
فالأكيد، وحتى نضع القارئ في الصورة، أتحدث هنا عن المناضلين المحسوبين والقريبين
إلى الصف اليساري الديمقراطي، لأن كل ما غير ذلك لا يستحق أن نعترف له بالتداول في
موضوع مهم كهذا، ونجدهم في التقاطعات اليسارية كالتالي: النهج الديمقراطي،
الديمقراطيون المستقلون سابقا، اليسار الاشتراكي الموحد، الوفاء من أجل
الديمقراطية، الحركة من أجل الديمقراطية سابقا... كتقاطعات سياسية أو من خلال
تواجدهم في منظمات وهيئات مدنية موازية: كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منتدى
الحقيقة والإنصاف، الاتحاد المغربي للشغل، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الفضاء
النقابي الديمقراطي(4)، الجمعيات النسائية ذات التطلع التقدمي، إضافة إلى بعض
الجمعيات ذات الطابع التنموي بالمدينة والبوادي. فمجمل القول نجد عند كل هاته
التقاطعات غيابا شبه تام من البرامج، إن هي سطرت برامج أصلا تهم الأمازيغية، وتحديد
الآليات للدفاع عنها لغة وثقافة في أفق تحقيق المطلب الشعبي لجعلها لغة رسمية في
الدستور.
أضف إلى ذلك غياب أي تصور محدد يهم الأمازيغية. أما تنظيم ندوات إشعاعية تهم
الموضوع فهي ممنوعة من الصرف لديها مخافة كما أعتقد عن عدم رضا التنظيمات الأم في
المركز، اللهم بعض المحاولات المحدودة التي قامت بها الجمعية المغربية لحقوق
الإنسان من خلال إحياء السنة الأمازيغية 2953 لوحدها مبادرة من أفراد المكتب
المسير، وإحياء سنتي 2954 و 2955 والربيع الأمازيغي2002 بتنسيق مع جمعيات مدنية أو
من خلال الاهتمام بالنضال إلى جانب الجمعيات الثقافية الأمازيغية لانتزاع الحق في
التسمية للطفلتين نوميديا أقلعي ونوميديا الشريف.وربما حاولت التجربة الحقوقية
الأخيرة التقرب وكسب ود الحركة الأمازيغية محليا بهذا النوع من الالتفاتات وكذا
استعداد بعض المناضلين الحقوقيين الدائم أن يكونوا قريبين لحقوق الإنسان الأمازيغي
وليس اختزال التضامن الحقوقي مركزيا مع قضايا فلسطين والعراق وقف (لازلنا نتذكر
قرار اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الخاص بعقد ندوة دولية في
موضوع الأمازيغية، من ثم تحويلها إلى وطنية وبعد ذلك إلى محلية- الحسيمة – وفي
الأخير ، الحصيلة صفر ندوة).
في نفس السياق، نناشد بعض إخواننا في الحركة الأمازيغية كذلك الكف عن إعادة إنتاج –
إن صح القول – تلك المظاهر التي تجعل من الأمازيغية غير مفهومة من قبل أشخاص مغاربة
"مثقفين" ويعملون على تعريب أقوالهم كي لا يظهروا في عيون هؤلاء المثقفين أنهم
متعصبون، شوفينيون وليسوا ديمقراطيين... بل إن الديمقراطية هي احترام شعور الآخر "
أمازيغ" الذي تغتصب وتقتل لغته يوميا أمام مرأى ومسمع هؤلاء المثقفين أنفسهم الذين
يعتقدون أنهم "أوصياء" للدفاع على مصالح الطبقات الكادحة وعموم الشعب والذين
يساهمون في قتل اللغة/اللهجة الأصيلة بعدم منحها أي اهتمام بل ولا حتى أية محاولة
تعلمها... والديمقراطية بهذا الصدد أيضا هي التعبير بحرية بلغة الأم (5) في وطنها
الأم ولو من دون أن تفهم وتستوعب من طرف الكل!!.
سأقدم عينة/ظاهرة لا مثيل لها وهي بمثابة ظاهرة ربما غريبة يجمعها قاسم مشترك واحد،
وهو أنها تفقه في كل شيء (الفكر / السياسة/ الثقافة/ حقوق الإنسان/المصالحة/الحقيقة
/الإنصاف وحتى الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات...) من دون أن يستمدوا ذلك من
كتب علمية أو على شبكات الانترنيت أو.. ، لأن ذلك يتطلب وقتا ومجهودا ذهنيا شاقا/
يكتفون في ذلك على اعتمادهم على "أفكار" شفاهية تدور فيما بينهم. كما يتخذون من
عملية النضال وقتا ثالثا لهم إلى جانب لعب الكارطا والبارتشي ومشاهدة الليكا
الاسبانية الشيقة...
ويعتبرون أنفسهم كذلك أوصياء للدفاع عن الأمازيغية في جوانبها الإعلامي، الحقوقي
والثقافي وحتى على المستوى السياسي، وفي نفس الآن ليست لهم الدراية الكافية بهذه
الثقافة وتاريخها ولغتها وتراثها، كما لا يولون أي اهتمام لذلك، ويغلبون كل ما أوتي
لهم من "دفاع" عن الأمازيغية إلا في الجانب السياسي – الفلكلوري المراد منه إظهار
الذات- الشخصية، والتي في الغالب لا تطلب منهم أي اجتهاد وبحث ذهني في المجالات
المذكورة آنفا مقابل مزايدات سياسوية-كلامية سهلة المنال وكسولة ليس إلا.وما يزال
هؤلاء "المتناضلون" حبيسي أصوار الجامعة المغربية أيام احتضارها من هيمنة الطلبة
القاعديين.
وما يزيد الطين بلة، هو اختيار هؤلاء التكلم في وسط عائلاتهم ومع أبنائهم بالخصوص"بالعربية"
بدل الأمازيغية... إذ وإن لم يبدأ الدفاع عن القضية الأمازيغية باستعمالها على
الأقل على مستوى التواصل بها، فإن أصحاب هذا الموقف يصبحون من أكبر منافقي ومجرمي
وأعداء القضية(6).
إن ما عهدناه أيضا من المناضل خاصة اليساري هو امتيازه بيقظة فائقة اتجاه أية قضية
أو مشكلة، فتراه دائما يكون حذرا ويحيط كل الأمور خاصة منها ذات البعد السياسي بكل
الاحتمالات الممكن تمريرها من قبل خصومه، إلا أن القضية الوحيدة والواحدة التي لم
يستوعبها بعد ولم يطرحها بشكل علمي-عملي في تقديري الشخصي – هي قضيتنا الأمازيغية.
إذ لا يزال ولحد الآن حبيس ذهنية "مغربية" تم صنعها في العقود الأخيرة من تاريخ
المغرب، داخل مختبرات أجنبية أغلبها شرقانية، تجعل منه مناضلا ينظر دائما إلى شعبه
ووطنه وحضارته عبر عيون غيره.
ـ فهل إعلان هؤلاء المتناضلين دفاعهم عن الأمازيغية ترقى فعلا بوعيهم بالقضية إلى
اتخاذ أيضا الحيطة والحذر من الاجراءات و“الحلول” التي تتخذها الدولة في حق
الأمازيغية، وكذا القدرة على التصدي لعراقيل وحربائية اللوبي المخزني وبعض
المحسوبين على الشق العروبي الذين يعادون كل ما هو أمازيغي أصيل في هذا الوطن؟ ومن
ثم، متى يستفيقون من سباتهم، ويصبحون حقا مغاربة ويلقنون لأبنائهم إذ كانوا يدركون
معنى كلمات: أجدير، أشاون، تطوان، طنجة، تازة، إفران، أنفا، أكادير تارودانت...
-3-
ـ هل هؤلاء “ المتناضلون “ في مستوى إدراك بأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
مؤسسة خلقها المخزن، استطاعت أن تحتوي أغلب مناضلي ومثقفي الحركة الأمازيغية، ويعطي
بالتالي الصورة الجميلة والرائعة للمؤسسة الملكية بدل الحكومات المتعاقبة التي كان
من المفروض عليها أن تبادر إلى تأسيس معهدا يعني بالثقافة الأمازيغية، وباستقلالية
بعيدا عن كل توصية.
- هل يلمسون أن السنة الأولى من تدريس الأمازيغية كانت شبه بيضاء (تكوين المعلمين
لذلك في مدة بضعة أيام – غياب الكتاب المدرسي في الأشهر الأولى... عدم جدية وزارة
التربية “الوطنية” في إنجاح هذا المشروع...) / وهل يمتلكون الإحساس بأن تدريس
الأمازيغية هو أكبر خدعة في مغرب القرن الواحد والعشرين بعد أكذوبة “الظهير
البربري” في القرن العشرين (انظر مقال الأستاذ محمد بودهان بجريدة تاويزا عدد 91
نوفمبر 2004)؟
- هل يتفرجون على “ شاشتينا التلفزيتين الأولى والثانية” لكي يكتشفوا مآل
الأمازيغية إعلاميا (السمعي البصري على الأقل)، وهل بإمكانهم مطالبتهم بخلق إذاعة
خاصة باللغة الأمازيغية. أم أن تلفازاتهم مبرمجة وموجهة اتجاه فضائيات الشرق الأوسط
التي تتناسب مع توجهات تفكيرهم ؟..
- هل يلمسون في الوقت الحاضر ضرورة تمزيغ الإدارة المغربية لكي لا يحس المواطن
المغربي الناطق بالأمازيغية بالغربة داخل الإدارة المغربية التي من المفروض أن تكون
في خدمته؟..
- وأخيرا، هل باستطاعتهم استيعاب ضرورة التخلص من قبضة أخطبوط الايدولوجيا العروبية
الشر قانية ويعطوا بعض الاهتمام للثقافة الأصيلة لهذا الوطن، كما فعلوا شعوبا أخرى
أعطيت لثقافتها الوطنية أولوية وصارت في ركاب التنمية والتطور بلغاتها الأم (
اليابان، الصين، روسيا....)كي يكونوا مؤهلين على الأقل في مستوى مطالبتهم بدسترة
لغتنا الوطنية الأمازيغية لغة رسمية في البلاد؟ ويكون بالتالي منسجمين من حيث
المبدأ مع ذواتهم ، وعدم التلاعب بالمواقف وتغيرها حسب المواقع طمعا في كسب رضا
أسيادهم في المركز أو قضاء بعض المصالح السياسوية الضيقة حتى .
الهوامش:
(1) أحيانا، وللأسف الشديد لا زلنا نعيش في مغربنا العزيز أجواء الانتخابات، كأجواء
إقصائيات كأس العالم.
(2) أقصد ببلاد تامزغا – وهذا الكلام موجه لبعض من المناضلين اليساريين – هي أراضي
شمال أفريقا التي تمتد من سيوا المصرية إلى جزر الكناري الإسبانية مرورا بأجزاء من
تشاد والنيجر ومالي وموريطانيا وبوركينافاصو ، حيث التواجد الفعلي والطبيعي
والتاريخي للشعوب الأمازيغية . أما العقدة المسيطرة على عقول بعض هؤلاء الرفاق
الذين يعتبرونها خرافة ووهم، فإنني أهمس في أذنهم بأن أكبر خرافة هي ابتكار أسيادهم
في جزيرة العرب لأسطورة: “الوطن العربي” – “المغرب العربي”، “الإنسان العربي”...إلخ
(3) لا تزال ترن في أذني عبارة: “عرب آ الرفيق “ أيام الجامعة، حين يشرع ذلك
الأمازيغي في مناقشة قضية ما في مقصف الحي الجامعي، إذ بمجرد ما أن يلتحق أي "
معرب" يطلب من الجميع التعريب.
(4) تأسس كرد فعل على الانقلاب الذي قاده الأموي على الاتحاد المحلي للكدش بالحسيمة
بعد أن انحاز نقابي في التعليم إلى نقابة شناف ، كما ساعدها كذلك التفكير الذي كان
دائما يؤرق النقابيين محليا بتأسيس إطار ديمقراطي منفتح بعيدا عن كل وصاية. لكنني
أعتقد جازما أن الفكرة تمت قرصنتها من طرف بعض ذوي النفوذ في الكدش سابقا لأسباب
ذاتية وظرفية وليس غيرة في النضال المحلي الجذري وبالتالي فالهدف الأسمى من تأسيس
هذا البديل قد اغتيل في المهد، ويبقى المشروع مؤجلا إلى حين.
(5) La Langue maternelle est une richesse qu’elle faut développer – Lénine
Oulianov-
(6) إننا مع موقف أي إنسان يختار أية لغة يتواصل بها سواء داخل أسرته أو مع مجتمعه،
ونكون من المدافعين عن حرية هذا
الاختيار، شريطة أن لا يكون متناقضا مع ذاته.
|