أي دور يمكن أن يلعبه
القطاع النسائي ب MCA في التنمية؟
بقلم : بحــاج
لقد ناضلت النساء طويلا على امتداد التاريخ الإنساني من أجل
التحرر من نير الأغلال والقيود، حيث كان أول ظهور لما يسمى بالحركة النسائية
الحديثة و بشكل محتشم في بريطانيا، بميلاد الجمعية الوطنية للنساء المطالبات بحق
الانتخاب سنة 1867 حيث كانت المرأة مستثناة من الشعب بمفهومه السياسي قبل هذا
التاريخ، وكان من الفلاسفة الأوائل الذين أثاروا الانتباه إلى حق المرأة في
المشاركة السياسية جون ستيوان مل J.S.MILL الذي قال: «إنني أعلم أن ثمة شعورا غامضا
يود ألا يكون للمرأة حق في شيء اللهم إلا في خدمة الرجل.. وهذا الادعاء بمصادرة نصف
الإنسانية في سبيل راحة النصف الآخر، لينطوي على رعونة وظلم في آن معا. فكيف تطيب
الحياة لإنسان يعيش جنبا إلى جنب مع مخلوق يشاطره تفكيره وشعوره مشاطرة كاملة، وهو
يحرص على إبقائه منحطا يرى الجهل دون الاهتمام بالموضوعات الراقية كأنما في ذلك
سحره وفتنته؟»
واليوم، وبعد مرور زمن غير يسير وها قد نصت الاتفاقية الدولية على إلغاء جميع أشكال
التمييز ضد المرأة- والتي صادق عليها المغرب في 21/6/1993 بتحفظ – على مجموعة من
الحقوق منها: -الحق في الأهلية القانونية المماثلة لأهلية الرجل وإلغاء جميع أشكال
التمييز والاضطهاد الممارس على المرأة...
أنطلق من هذه التوطئة لأقول إنه: إذا كانت المراحل الأولى من نضال MCA قد اشتغلت
لأجل إثبات الوجود ونزع الاعتراف بالشرعية الذاتية، وإثارة انتباه واهتمام الدولة
وباقي أطراف المجتمع المدني إلى قضية تعتبر من أعقد القضايا المطروحة على الساحة
الديمقراطية ببلادنا ألا وهي القضية الأمازيغية، فإنه اليوم قد آن الأوان لطرح
أهمية تواجد قطاع نسائي مهم بالحركة الثقافية الأمازيغية - رغم أن MCA يتواجد بها
عدد كبير من الأمازيغيات منذ النشأة – لدواعي متعددة:
ـ دعم نضال الحركة النسائية بالمغرب في سبيل المزيد من إقرار حقوق المرأة وإدماجها
في التنمية الكاملة، وتطعيم مطالبها بما تزخر به izerfan n tamazighet بأعراف
إيجابية لا تحتاج إلا إلى الجرأة في التطوير.
ـ المشاركة في البرامج التنموية خصوصا التي تقام بالعالم القروي وتكون المرأة هي
المستهدف الأساسي منها، فبقدرة المرأة الأمازيغية على التواصل باللغة المحلية، تكون
أكثر إقناعا بنهج سبيل مشاريع تنموية فاعلة ذات نتائج إيجابية ومرضية. نأخذ على
سبيل المثال مشاريع تربية الماعز التي تقوم ong بجهة سوس ماسة، والقروض الصغرى
الممنوحة للنساء دون فائدة لأجل خلق مشاريع صغرى كتربية المواشي، الدواجن أو خلق
مشاغل منزلية لصنع الزرابي بمنطقة زمور، هـذه المشاريع الصغرى التي تدعـم في الأساس
استقلالية المرأة المادية والمعنوية ومساهمتها في تطوير الكيان الأسري.
فهنا نتساءل عن فاعلية هذه البرامج في ظل غياب التأطير والمتابعة المنشودة من قبل
الممولين أو الفاعلين المدنيين؟
ـ المشاركة في برامج محو الأمية بالمدن والقرى خصوصا الموجهة للنساء. فانطلاقا من
تعقد البنيات الاجتماعية التي ترفض الرجل كمؤطر لهذه العملية، وللحد من نسبة الهدر
التي قد تسم هذه العملية عندما لا توجد إلا شخصية الرجل كمؤطر لا بديل له مما يدفع
الأغلبية الساحقة من النساء إلى الامتناع عن الانخراط في هذه العملية النبيلة، وهذا
ما سيؤثر سلبا على البرامج التنموية التي تحدثنا عنها سالفا.
تشجيع النساء على المشاركة المدنية الواسعة خصوصا وسط المتعلمات واللائي تعوقهن
عوائق سوسيوثقافية من التواصل مع الرجل الذي يمثل النسبة الغالبة من الفاعل المدني،
لأن التنمية الشاملة لأي مجتمع، تقتضي مشاركة المرأة والرجل في العمل البناء على حد
السواء.
|