|
المؤتمر الليبي للأمازيغية يحيي ذكرى اغتيال يوسف خربيش كلمة عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للامازيغية، الأستاذ سليمان خليفة دوغا بمناسبة الذكرى السابعة عشر لحادثة اغتيال الشهيد يوسف خربيش ستيما د ايتما ازول فلاون.... أخواتي وأخواني، السلام عليكم، وبعد... في البدء، دعوني ادعوكم لوقفة صامت متدبر محورها: قول الله تعالى: "ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وقوله: " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتا، بل أحياء"، وقوله: "فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم لأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب" نيابة عن المؤتمر الليبي للامازيغية، يشرفني أن أقف أمامكم في أمسية إحياء ذكرى اغتيال "خالي يوسف خربيش" عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وهي مناسبة مدعاة للحزن واستدعاء للغضب ودعوة للتحدي. انه يوم مدعاة للحزن ليس فقط لأنه ذكرى فقد مناضل وطني- وفي ذلك ما يكفي للحزن- بل لأنه استذكار لحاضر وطن محزون وأهل مرهونين من قبل نظام ديكتاتوري. انه يوم استدعاء للغضب لواقع إذلال الليبيين المستمر من قبل نظام فاسد افسد الحرث واهلك النسل. انه يوم دعوة للتحدي ليساهم كل منا بما وجب وبما استطاع. رسول الله (صلعم) قال: "من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد"، فما بالك بخالي يوسف الذي مات دون الوطن كله الوطن. فنحن في المؤتمر الليبي للامازيغية، إذ دعونا لإحياء ذكرى استشهاد "خالي يوسف"، نعي جيدا الرسالة الجليلة والدرس البليغ اللذين حملهما لنا، وهي أن نكون للوطن كله، وان نضحي من اجل الوطن كله، فرفع الاضطهاد المنهجي الرسمي عن الأمازيغية والمتحدثين بها لن يكون إلا بان تكون ليبيا الغالية حرة من كل أشكال الظلم والجور. وعلى هذا فحين حدد المؤتمر هدفيه الرئيسين المتمثلين في: ـ الحماية والدفاع عن الوجود الأمازيغي وتطويره، هويةً وثقافةً، ضمن الكيان الوطني الليبي. ـ إقرار الأمازيغية وكل روافدها شعبياً ودستورياً، وضمان كل الحقوق المترتبة عن هذا الإقرار. أسس لأعماله ونشاطاته قاعدتين شرطيتين لتحقيق أهدافه ومطالبه، هما: 1. التأكيد على مبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 2. التأكيد على الانتماء الحضاري والتاريخي لليبيا. ومن هنا جاء موقف المؤتمر الليبي للأمازيغية القائل بان صلاح ليبيا وخير أهلها لن يكون إلا بوجود نظام دستوري ديمقراطي بديلا عن النظام الإرهابي الفاسد الحالي. والله تعالى يقول: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"، وما جزاء الإجرام إلا العقاب، وجبروت الظالم لا يحيل الظلم عدلا، إلا عند الخانعين المستكينين. في حادثة اغتيال المناضلين ومنهم الشهيد خالي يوسف كذب وخيانة وغدر وفجور وهي كلها خصال نفاق وآيات منافقين، والتي حددها رسول الله بـ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر.. ومن هنا كان موقف المؤتمر من تغليفات ورتوش "الإصلاح"، فهي وعود نفاق وعهود منافقين، لا يلدغ منها مرات إلا المريب. ولعل استمرار موقف النظام الرسمي المنكر المحارب للأمازيغية والمضطهد لحقوق المتحدثين بها، خير مؤشر لسوء نية النظام وفهمه الخبيث للإصلاح، والمحدد عنده باستمرار طغيانه المسلط على رقاب كل الليبيين. وبالمناسبة، نعبر، كأعضاء للمؤتمر الليبي للامازيغية، عن موقفنا المتعاضد والمساند لأخينا "إبراهيم قراده" رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر، لما يعانيه أهله في ارض الوطن من ضغوط أمنية شديدة لثنيه عن طريق النضال. وصدق الله العظيم حين قال" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلاً "، فخالي يوسف لم يكن ولن يكون الشهيد الوحيد من اجل الوطن المكلوم، فلقد سبقه في طريق النضال العشرات وسيلحقه العشرات حتى تدك دولة القلة الظالمة وتقام بدلها دولة الجميع العدالة. المجد والخلود للشهداء والأبطال والحرية والعزة لليبيا. (سليمان خليفة دوغا عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للامازيغية... لندن... 04/07/2004)
|
|