|
|
"الأحداث المغربية“ ترد على القرار الملكي بإحداث معهد للأمازيغية بشتم الأمازيغيين ونعتهم بالعنصريين والصهاينة والنازيين بقلم: محمد بودهان ماذا تريد جريدة "الأحداث المغربية" من نشرها ـ عدد يوم 13 غشت 2001 ـ لمقال "الحركات الأمازيغية حركات عنصرية بامتياز"، الذي نسبته لمت سمته "أبو مهدي"؟ لقد نُشرت المئات من المقالات تهاجم الحركة الأمازيغية منذ أزيد من ثلاثين سنة حتى أصبح ذلك يشكل ما نسميه بـ"الأدبيات الأمازيغوفوبية". لكن ما كتبه "أبو مهدي" يجبّ ما قبله ويبزّ من سبقه في مجال الكتابة الأمازيغوفوبية. فـ"المقال" المعني عبارة عن شتم صريح وسب مكشوف وقذف مباشر في حق الحركة الأمازيغية والأمازيغيين الذين وصفهم بالعنصريين والصهاينة والنازيين. ولهذا فـ"المقال" لا يتوفر على أدنى شروط النشر وقواعده وضوابطه المعروفة. بل هو نشر يعاقب عليه قانون الصحافة المغربي بالفصلين 44 و 47 وغيرهما. ولأن "المقال" شتم وسب وقذف لا غير، فهو خالٍ من أي نقاش أو استشهاد أو إحالة أو حجة أو سند. ويبدو أن "الأحداث المغربية" ـ ومعها "أبو مهدي" ـ تضايقت من رزانة الأمازيغيين واعتدالهم وصبرهم وتعقلهم، فنشرت هذا الموضوع، الذي فيه مس خطير بالنظام العام، ابتغاء للفتنة وتحريضا على التطرف ودعوة إلى التعصب وإيقاظا للضغائن والنعرات العرقية بين مكونات الشعب المغربي. فهل أصبحت حرية الصحافة ـ عند "الأحداث المغربية" ـ التي يناضل من أجلها الصحفيون هي حرية شتم الأمازيغيين وسبهم ولافتراء عليهم؟ أم أن هذه الجريدة لم يكفِها أنها أصبحت هي الجريدة البورنوغرافية (من القلب إلى القلب) الأولى بالمغرب، فأردات أن تكون أيضا هي الجريدة الأمازيغوفوبية الأولى بامتياز في العالم، وليس في المغرب فحسب؟ ولهذا نلاحظ أن بذاءة وحطة ما نشرته هذه الصحيفة حول الأمازيغيين لا يضاهيه في بذاءته وحطته الأخلاقية إلا ما تنشره في الصفحات البورنوغرافية المعروفة بـ"من القلب إلى القلب". لكن الأخطر في الموضوع هو أن "الأحداث المغربية" تنشر هذه الشتائم ضد الأمازيغيين بعد أسبوعين فقط على إعلان جلالة الملك في خطاب العرش عن قرار إنشاء معهد ملكي للأمازيغية. هذا القرار الذي حيته كل الصحف وكل المنظمات المدنية والهيئات السياسية، بل رحبت به حتى الحركة الأمازيغية بالجزائر (اقرأ ذلك بالصفحة 4).وفيما تواصل العديد من المنابر الإعلامية نشر تعاليق وتحاليل حول أبعاد القرار الملكي، تفاجئنا "الأحداث المغربية" بـ"رد" على القرار الملكي بنعت الأمازيغيين، موضوع القرار، بالصهيونيين والعنصريين والنازيين، دون مراعاة لحرمة ما جاء في الخطاب الملكي حول الأمازيغية. ويتساءل صاحب "المقال" بصلف وخبث: "ما هو الداعي إلى التركيز على الأمازيغية في هذا الظرف بالذات؟". وهذا سؤال يكشف عن وقاحة واضحة و"قلة حياء" مستفزة، لأن طرح هذا السؤال مباشرة بعد القرار الثوري لجلالة الملك بإنصاف الأمازيغية، يعني التساؤل عن سبب إعطاء كل هذه الأهمية للأمازيغية من طرف أعلى سلطة في البلاد. وهذا منتهى الوقاحة وقلة الأدب والتربية! في الحقيقة، مثل هذا السؤال يجب أن يوجه إلى "الأحداث المغربية": لماذا هذا التركيز على العداء للأمازيغية في هذا الظرف بالذات، أي بعد القرار بالملكي القاضي بإنشاء معهد للأمازيغية؟ الجواب واضح: لأن مسألة إنصاف الأمازيغية والاعتراف الرسمي بها أصبحت أمرا جديا وملكيا، وليست مجرد وعود حزبية أو حكومية. وهذا ما يزيد من "فوبيا" أعداء الأمازيغية ويدفعهم إلى كتابة انتحارية ضد الأمازيغية والأمازيغيين، كتابة انتحارية لأنها تسير في الاتجاه المعاكس لمسيرة الإصلاحات التي تقودها المؤسسة الملكية. وهي كتابة تهدف كذلك إلى تنبيه "الدوائر المخزنية" المعادية للأمازيغية إلى "الخطر الأمازيغي" حتى تتدخل هذه الدوائر بطرقها المعروفة، كما فعلت بعد خطاب 20 غشت 1994 القاضي بتدريس الأمازيغية، لوقف عملية "التطبيع" مع الأمازيغية، أو إعطاء هذا "التطبيع" مضمونا لا يخدم الأمازيغية على المدى البعيد. المفارقة أن "الأحداث المغربية" لا تكفّ عن التنديد، في الكثير مما تنشره، بما تسميه بـ"جيوب المقاومة"، مقاومة حكومة "التناوب" وما يرتبط بها من "تغيير" و"إصلاح". لكن ما نشرته هذه الصحيفة بقلم "أبو مهدي" حول الأمازيغية والأمازيغيين، لا يشكل "جيبا" فحسب، بل "فضاء" واسعا وكبيرا لمقاومة التغيير الحقيقي، التغيير المتمثل في تصالح المغاربة مع هويتهم وأمازيغيتهم. لكن، كما يقال، القافلة تسير والكلاب تنبح! |
|