|
|
الشاعرة "ربيعة دريدي" نجمة مشعّة في سماء الشعر الأوراسي بقلم: نورالدين برقادي (الحزائر)
لسنوات عديدة، كان الناي (القصبة) يمثل أهم سفير للثقافة الخنشلية؛ فقد ارتبطت أسماء كل من: علي الخنشلي، زوليخة، عبد الحميد بوزاهر، سعيد جريدي... باسم ثقافة الولاية 40، لكن في السنوات الأخيرة، أصبح حملة القلم ينافسون حملة " الناي"، إذ ظهرت أسماء إبداعية عديدة في مختلف مجالات الكتابة، نذكر منهم : أ.محمد الصالح ونيسي(باحث في الثقافة الشعبية) – جمال رميلي(شاعر) – كمال بركاني(روائي) – عزالدين جوهري(شاعر وكاتب)... ومــن قائمـــة نــون النسـوة المبدعات ؛ الشاعرة والإذاعية ربيعة دريدي. أن تبدع المرأة في ولاية تنافس فيها نسبة الذكورة نسبة المشاركة الانتخابية في الولاية (95%)، فهذا أمر صعب نوعا ما، رغم الفتوحات التي قادتها في الأدب كل من: زوليخة السعودي، نجاح حدة، جميلة فلاح، الوازنة بخوش... وفي الأغنية نجـــد أسماء: زوليخة، رفيقة حكار... إلا أن المسيرة صعبة ولازالت في بدايتها. ربيعة دريدي، اسم مميز في قائمة الإبداع الخنشلي باللسان الأمازيغي، تخط الكلمات كما تنسج المرأة النموشية زربية بابار ذات الشهرة العالمية، كتبت أشعارا بلغة ماسينيسا، عن الحب، الوطن، الأمل، الهوية...إلخ تصر الشاعرة على الحضور وتمارس أرقى السلوكات الحضارية (الكتابة)، ورغم صعوبة النشر في الجزائر، إلا أنها استطاعت إصدار مجموعتها الشعرية الأولى _على نفقتها الخاصة_ عنونتها بــ"ثاسليث اونزار" أي (عروس المطر). جمعت في هذا الكتاب / الباقة أجمل وأزكى الأزهار البرية، لعل وعسى أن يبزغ قوس قزح، بعد أن تغسل أمطاره كل الأمراض، العقد والأوبئة التي أصابتنا عبر هذه السنوات العجاف . عروس المطر أو قوس قزح، موعد أوراسي مع فرح البراءة لرؤية ألوان الطيف السبعة، وفرصة الكبار لتذكر أيام الصبا (ليتها تعود يوما). "عروس المطر" خطوة مشكورة في درب التدوين، بعد قرون من الشفاهية، وهي تجربة ونموذج لكل مبدعي الشعر الأمازيغي وما أكثرهم في الأوراس: بشير عجرود، زرفة صحراوي، ساسي عابدي، عزالدين معاش، عبد الله خلفة، عيسى براهيمي، يحي عيدي، أم 'أوراس'، سمير شملال، فطيمة يحي باي...إلخ. وجب أن نحتفل كثيرا، ونقيم الأعراس لمدة أسبوع، بمولد كل كتاب في زمننا هذا المتسم بالعقم الإبداعي، التصحر الثقافي وجدال الشيوخ على طريقة المراهقين. أصبح من الضروري أن نضع الثقة في كل شخص يقاوم اليأس بالقلم لكي يطل علينا_ يوما ما_ عروس المطر. الشاعرة من مواليد بلدية تازقاغث شرق مدينة خنشلة، دائمة الحضور في مختلف الفعاليات الثقافية داخل الولاية، من خلال تنشيطها لهذه التظاهرات،كما شاركت في العديد من الأسابيع الثقافية الخنشلية خارج الولاية، وهي حاضرة أيضا بصوتها عبر أثير إذاعة خنشلة الجهوية بتقديمها لبرنامج "أهل الفن". ربيعة دريدي، رفضت التخلي عن الملحفة الشاوية ولا تحطيم الأواني الفخارية، كما تأبى بيع الحلي الفضية التي ورثتها عن جدتها، لأنها أغلى - عندها - من كل مجوهرات العالم.
|
|