|
|
لسنا عربا... بقلم: الحسين بوردة
بدأت الفلسفة اليونانية في القرون الغابرة تغير مجرى تاريخ البشرية بطرح شعار: أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك. يسجل على هؤلاء العباقرة استثمارهم في الموارد البشرية مند أزل التاريخ. فمعرفة الإنسان لنفسه كفيلة بإخراجه من قوقعة الاستلاب ودفعه للإسهام في رفع معانات شعبه عوض نسيان ذوي القربى وزج النفس في صراعات تكون فرصة لذوي النفوس المريضة لإبادة ثقافتهم. استطع المخزن العروبي محاصرة العقول في زنازين فكر أحادي ينبذ الاختلاف، وتهريب جوهر الصراع إلى الشرق الأوسخ بفعل زرعه لمظاهر تحقير الذات في النظام التعليمي المريض وتشويه الإنسان الأمازيغي في الإعلام الشوفيني البعثي. أصبح المغاربة يعتقدون في أنفسهم أنهم عرب رغم تكذيب التاريخ والواقع الهوياتي لشعب تعرض للاستعمار الإيديولوجي الذي يعتبر أكثر فتكا بجعله للإنسان تائها في فكر عنصري فاشل في موطنه لارتباطه بالخرافة بدل العقل وتمجيده لماضي غابر وفهمه العكسي للتاريخ. فليس بعد الكامل إلا النقصان والتخلف كنتيجة حتمية لدوران عجلات زمان عكس الفكر المعاصر الذي يعتبر الإنسان كائنا في تطور دائم نظرا لتركم العلم والمعرفة وقتل الخرافة إلى غير رجعة. يعيش المغربي أزمة نفسية خانقة بربطه لكيانه بهزيمة الأصنام رغم أن المغرب تلقى طعنات من هؤلاء القوميين منظري الإبادة الثقافية للشعوب غير العربية كالأكراد والفراعنة والاشوريين والأمازيغ. كل مغربي حر لن ينسى الذين قتلوا في سبيل فصل الصحراء المغربية عن موطنها وكذا خلق القلاقل في سبيل مسار شعبنا بتصديرهم للتطرف والغلو والتآمر على المغرب. فأنصار العروبة لم يستفيدوا من التاريخ وظلوا ينشرون سموهم في عقول الأطفال قصد خلق أنصاف الرجال والنساء الخانعات بغية استغلال أميتهم السياسية لمحو ثقافة شعب أعلن تمرده على التاريخ برفضه للانقراض وإيمانه بالتعايش وليس الانصهار كحل لصون الكرامة من أجل بناء وطن ديمقراطي وعلماني يتسع للمغاربة من شتى الأعراق والديانات. يجب رفع اللبس عن خدام القومجية وتقديمهم لمحكمة التاريخ وكذا من كان سببا في تصدير الإرهابيين إلى العراق وأفغانستان. آن الأوان أن يعرف المغاربة أنهم أحفاد ديهيا وورثة يوغرضة وأنهم أفارقة. فللأسف الشديد أن ضحايا الاستلاب ينعتون مهاجري دول الساحل بالأفارقة وكأننا ننتمي إلى جزيرة العرب بالقارة الأسيوية وهذا دليل على فعالية ترسبات الفكر الساذج. لقد خيرنا أن نكون "برابرة" خاضعين كما يحبون ونسمح لهم بالتبرز صباح مساء على أفواهنا أو نكون أمازيغ ونعلن كفرنا بفكرهم البغيض ونتمرد ونسجن لكن النصر حليفنا. لم نتردد في اختيار الاختيار الثاني وفاء للشهداء ورفضا لحياة القهر والذل. لسنا عربا ولن نكون رغم استغلالكم لأموال شعبنا في سبيل إفنائنا. لن تموت الأمازيغية دون المرور على جثثنا. ولدنا أحرار وسمينا أحرارا وسنبقى أبناء الحرية رغم كيد شرذمة العروبيين وضوضاء الغوغاء لن نغير جلودنا. لن نسمح في كرامتنا ولكم الخونة المتملقون إلى حين.
|
|