|
|
الحرب الكبرى ضد اللغة الأمازيغية بقلم: بقي عبد الحكيم، «طالب» بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس
يوم الخميس 04 أبريل 2009 في العدد 841 من جريدة المساء، كتب الأستاذ المحترم مصطفى البقالي الطاهري (رئيس فرع الجمعية المغربية للدفاع عن اللغة العربية) مقالا تحت عنوان «الحرب الكبرى ضد اللغة العربية»، تطرق فيه إلى مواضيع تعود إلى زمن شامهروش وشرشبيل، حيث أثار انتباهي وأنا جالس في مقهى أحتسي كوب حليب ساخن وأراجع دروسي وأتفحص الجريدة، عنوان المقال. فقد كان يتحدث عن حالة اللغة العربية التي هي في حالة جيدة، على العكس من اللغة الأمازيغية (المسكينة) التي تعاني من إنفلونزا التعريف حيث تستدعي حالتها تدخل الوقاية المدنية. في بداية قراءتي التقيت مع (جميع الحروب التي مرت ترمي بالأساس إلى القضاء على هذه اللغة المقدسة) أي أن هناك لغات مدنسة لا تستحق الاهتمام بالعكس فلغة قوم قريش التي أتى بها القرآن لم يأت لأنهم سكان أو قوم صالحون لكن لتصحيح أخطائهم التي اقترفوها من شرب الخمر ووأد البنات في زمن كان الأمازيغ قد حكمتهم امرأة كملكة وعندما واصلت قراءة المقال التقيت ب: «التي (اللغة المقدسة) استطاعت أن تستوعب كلام الله» أي أن الله سبحانه وتعالى لم يجد لغة سوى لغة الضاد التي كتبت بها المعلقات وعلقت في الكعبة. فيا ترى هل هذا استهزاء بقدرة الله وعلمه؟ وأضاف كذلك: «والتي اختارها الله لتكون لغة يوم القيامة والتي تمكنت من توحيد أمة كانت عبارة عن شرذمة مجهولة مشتتة هنا وهناك وجاءت كمبشرة وليست كمستعمرة حتى غذت اللغة العربية لغة العالم لا يمكن الدخول إلى علم إلا عن طريقها»، أي أن اللغة العربية هي التي وحدت الأمة وليس الإسلام الذي جاء بمبادئ سمحة لهداية الناس وليس كاستعمار وإنما أصحاب (الزيروات) هم من قاموا بنهب واستعمار كل البلدان التي حلوا بها كما قال ابن خلدون في مقدمته (مهما أسرع العرب إلى أوطان أسرع إليها الخراب). أستاذي عفوا ليست لغة العالم وإنما سجينة الكتب وتعليقات الصحفيين في نشرات الأخبار، نشرات لا تلقى استحسانا من طرف المتفرجين الذين يتحدثون بالدارجة والأمازيغية ولا يفقهون في الفصحى شيئا. اسمحوا لي إن أخذت من وقتكم هنيهات. فأي حرب هناك وأي لغة تواجه الموت هل هي اللغة العربية التي لديها المعاهد والجامعات أم اللغة الأمازيغية التي لا تملك سوى أناس يكتبون بلسانهم ويقرؤون بآذانهم. كيف ستكون اللغة العربية لو واجهت قمعا كاللغة الأمازيغية التي منعت أسماؤها أمازيغية ومنع التحدث بها في الإدارات والمحاكم إن لم نقل في الشارع بدعوى أننا في دولة عربية وأن لغتنا ما هي إلا خليط من عصير الفرنسية وفواكه العربية وبيتزا الإيطالية فأصبحت بذلك بربرية. ومنعنا كذلك من التعلم بلغتنا الأم في المدارس. فقد كان أستاذنا يقول لنا عندما يعم الضجيج في القسم «ما ديرو الفوضى». وقد كنت أعتقد أنها الفوطة التي نجفف بها أيدينا. اللغة الأمازيغية قوية ومتينة لأنها واجهت أقصى وأخطر إرهاب في التاريخ ألا وهو التعريب لكن ما زالت حية ترزق. وأخيرا، عفوا أستاذي، اعتقدت في بداية مقالكم أنكم كمدافعين عن اللغة العربية – أنتم إلا أمازيغ عربتكم الدولة- تدافعون عنها ولا تحتقرون أية لغة لكن احتقرتم لغتي ولغة المغرب ولغة شمال إفريقيا إضافة إلى احتقاركم اللغة الفرنسية عندما قلتم «وإذا بقينا متمسكين بلغة ليوطي الغريقة فسنكون كالغريق الذي تمسك بغريق». إذن أنتم أستاذي غرقى وغرقت معكم الفرنسية وبقيت الأمازيغية صامدة لا زالت تعيش وأي تناقض هذا عندما قلتم إن الفرنسية غارقة ودعوتم إلى تعلم اللغة الأجنبية (لنشجع أبناؤنا على تعلم اللغة الأجنبية)، تناقض هذا يبين مدى عدائكم لما هو إنساني وأستسمح عندما أظهرتم عداءكم للغة الأمازيغية وقلتم «على الدولة أن تقوم بما تقوم به الدول وترفع راية التحدي باستعمال لغة دستورها في جميع مجالات الحياة». نحن سنستعمل لغة أجدادنا في مجالات الحياة بدون انتظار دعواكم، والسلام.
|
|