|
|
نداء إلى الضمير الأمازيغي بقلم: جواد عبيبي
بعد أن قرأت العديد من المقالات التي نشرها مجموعة من النشطاء الأمازيغ واطلعت على الكثير من البيانات التي أصدرتها بعض الفعاليات الأمازيغية أدركت أن كل حرف نقرأه أو نكتبه بالعربية ينقل إلينا جزءا من الفيروس العروبي المركب من الإقصاء والتمزق. لأقول إن المناضل الأمازيغي لم يتحرر بعد من بقايا الفكر والممارسة العروبية المعششة في دماغه رغم ادعائه خلاف ذلك. أقول هذا وأنا أفكر في المقولة الشهيرة للأنتربولوجي الكبير ابن خلدون "اتفق العرب ألا يتفقوا", قد تصح هذه المقولة على مستويات ما أو في حقبة تاريخية معينة, إلا أن المؤكد هو أن العرب اتفقوا على الأقل على مسألة واحدة وهي طمس الهوية الأمازيغية في شمال إفريقيا, ليبقى السؤال: هل اتحد الأمازيغ لمواجهة هذا الأجنبي الذي عرب وخرب بلاده؟ أعود لابن خلدون وأقول إنه لو كان بيننا اليوم لكتب بدون تردد "اتفق الأمازيغ ألا يتفقوا" ولأضاف "انتقلت إليهم العدوى من العرب, فشفي منها هؤلاء" كان قد ينتهي هنا كلام ابن خلدون. قرأت للكثير من المناضلين وهم يمجدون ويقدسون الإطارات التي ينتمون إليها ويتهجمون ويتهكمون على باقي الإطارات الأمازيغية من منطلق قبلي أو جهوي أو كذا انتماء تنظيمي محض. هكذا أصبحنا نقدس الشكل وننسى الجوهر. نسينا أن كل تنظيم أمازيغي مقدس فهو مقدس لغيره لا لذاته إذ يستمد قدسيته من قداسة القضية الأمازيغية وعدالتها وليس القضية الأمازيغية هي من تستمد قدسيتها من الإطارات, فكل الإطارات والتنظيمات وكذا الأشخاص تصبح مدنسة أمام قدسية القضية. فليتك أيها المناضل تضع المصلحة العامة لقضيتنا فوق كل اعتبار قبل أن تتجرأ على نشر مقال أو بيان قد يستفيد منه الإطار الذي تنتمي إليه للحظة معينة لكن تساهم به في قتل القضية. وما من إطار بلا قضية؟ ليتك أيها المناضل تستحضر روح الشهيد لونس المعتوب الذي ضحى بحياته من أجل هذا الشعب الكسير، ليتك تستحضر أرواح كل هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس لتتمكن أنت من كتابة مقالاتك وإصدار بياناتك. ليتك فكرت مليا في معتقلينا بالسجون الذين هم رموز وحدتنا وأنوار دربنا. ليتك فكرت فيما يجمعنا قبل أن تفكر فيما يمكن له أن يفرقنا. ليتك فعلت ذلك قبل أن تسطر أول كلمة من المقال أو البيان قد تشعل به فتيل الفتنة والتفرقة. في الأخير أود أن أوضح أن نيتي في هذا المقال ليس الدفاع عن إطار ضد آخر أو جهة ضد أخرى, لا تسألوا عن الإطار الذي أنتمي إليه فأنا ابن كل التنظيمات والتنسيقيات الأمازيغية المستقلة ولا تسألوا عن الجهة التي انحدر منها فأنا ابن هذا الوطن الجريح مواطن تمازغا.
|
|