|
|
تامازيغْتْ قُبَيْلَ
"الاِنتحَابات": "آيةٌ من آيات
الله" أمْ "كذبٌ على الله"؟َّ!
بقلم:
أوتْمازْغا أسافُو
أولا: نظمتِ الكتابةُ الاقليمية لحزب العدالة والتنمية بمدينة الناظور "لقاءً تواصلياً" يوم 25 ماي المنصرم ، تحت شعار: (الأمازيغية آية من آيات الله) . (شهرية "العالَم الأمازيغي" العدد 109 الأخير . ص 7 ) . فهل تامازيغت من آية الله تعالى؟ ومتى؟ ومن قال ذلك؟ إنَّ الشعار المذكور هو ـ كما نعلم ـ من كتاب الله تعالى. هل ذُكِرتْ قضيةُ تامازيغت في القرآن الكريم؟ الجواب: نعم والدليل هو قول الله تعالى «ومن آياته (أيْ الله عَزَّوجَلّ) خَلْقُ السماوات والأرض واختلافُ ألسنتكم وألوانكم، إنَّ في ذلك لآيات للعالمين".(سورة الروم ، الآية 22).(1) . واللغة الأمازيغية هي لغة من لغات الناس ولسان من ألسنة العالمين المتنوعة المتعددة (اختلافُ اللغات والثقافات هو آيةٌ من آيات الله رب العالمين) . وبالتالي فالتأصيل والتأسيس الديني الإسلامي للقضية والهُوية والأرض واللغة والحضارة والأُمَّة والبلاد والحركة الأمازيغية ينطلق من هذه الآية الكريمة عِلاوة على آيات أخرى من كتاب الله تعالى كقوله تعالى في الآية 13 من سُورة الحُجُرات: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً...إنَّ أكْرَمَكُمْ عند الله أتْقَاكُمْ ، إنَّ اللهَ عليمٌ خبير). بمعنى أنّ قضية تامازيغت الإنسانية قد اعترف بها القرآن الكريم وجعلها آية من آيات الله رب العالمين قبل حزب العدالة والتنمية بأكثر من أربعة عشر قرناً / أكثر من ألف وأربعمائة عام. ثانيا: متى تكون قضية تامازيغت الإنسانية آية من آيات الله قُبيْل الانتحابات ـ بالحاء ـ أمْ بعدها؟ من المعروف ـ طبعا ـ أن القضية الأمازيغية هي دائما من آيات الله تعالى منذ آدم، وليس فقط قبل / قبيل الانتخابات الجماعية ليوم الجُمُعة (اليوم الذي يُسمى في العربية بيوم العروبة) 12 يونيو2009 . والذين يرون عكس ذلك فهم ظالمون، ظلموا أنفسهم وظلموا تامازيغت وظلموا الدين وكذبوا على عباد الله تعالى وكذبوا على الله الذي حرَّم الاستغلال كاستغلال قضية تامازيغت لأغراض انتخابوية سياسوية ضيقة وغير بريئة. ولا يعني هذا ـ ألبتَّةَ ـ أنني أتهم حزب "المصباح" باستغلال تامازيغت انتخابوياً. لا. أنا فقط تساءلت وناقشتُ وحللت. ليس إلاَّ. أنا لا أناقش حزب "المصباح" كحزب سياسي. لا. بل أناقش فقط مسألة واحدة ألاَ وهي: شعار "الأمازيغية آية من آيات الله" قبل الانتخابات وبعد الانتخابات، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة. أما "العدالة والتنمية" كحزب سياسي ف ( إنْ يَكُ كاذباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ، وإنْ يَكُ صَادقاً يُصِبْكُمْ بعضُ الذي يَعِدُكُمْ). والحقيقة ستظهر ـ لا محالة ـ بعد "الانتحابات" على كل حال وقبلها كذلك. إنما الذي يهمنا ـ هنا ـ هو أن الأمازيغية تُعَدُّ من آيات الله تعالى قبل "حزب المصباح" وبعد "حزب المصباح"، قبل 12 يونيو وبعد 12 يونيو (إلى أن ينفخ إسرافيل في صوره. ثالثا: ومن جهة أخرى قد يُعدّ رفع هذا الشعار الأمازيغي في مدينة الناظور، من قِبَل حزب سياسي، دليلاً على أن قضية تامازيغت تعرف حضوراً قويا ملحوظا ملموساً لا يستهان به في بلاد تامازغا عامةً ومنطقة تامازغا الغربية خاصةً . وهذا ما جعل أهل الانتحابات يكونون "أمازيغيين" قبيْل "الانتخابات" لعلهم "يفوزون" و"ينجحون" بفضل تامازيغت المظلومة التي لا تستفيد من "الانتخابات" شيئاً يُذكر . خصوصا وأن المنطقة ـ منطقة شمال تامازغا الغربية ـ قد عرفتْ مؤخراً نضالاً أمازيغيّاً "مكثفاً" ، لاسيما بعد تأسيس "جمعية الهوية الأمازيغية" السياسية ، إضافة إلى ظهور حركات المطالبة بما يسمى "الحُكْم الذاتي" و"(اللغة) الريفية" . ولعل كل ذلك جعل أصحاب الانتحابات يدركون أن تامازيغت هي القنطرة والممرّ ـ "الوحيد" ـ للفوز يوم 12 يونيو = يوم تبيضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوه (وجوههم لا وجوهنا طبعا). الخلاصة: الحقيقة أن قضية تامازيغت تحتاج إلى نضال ودعم وتبني كل التيارات والأحزاب السياسية لها ، إسلامية كانتْ هذه الأحزاب أم عَلمانية ، لكن بشكل حقيقي وبكل صدق وأمانة وإخلاص ونضال ، قبل الانتخابات وبعد الانتخابات وأثناء الانتخابات ، وليس أثناء "الحملة الانتخابية" فقط . فهل سَتَتَبَنَّى الأحزاب السياسية بالمغرب قضيةَ تامازيغت ، كما يجب وكما ينبغي ، بعيداً كل البعد عن "الانتخابات" والمصالح والأغراض الشخصية والسياسوية الضيقة؟! ذلك خير لهم إن أرادواْ البقاء والدواء ودعم الإنسان المُوَاطن الأمازيغي المظلوم لهم . (فأمَّا الزَّبَدُ فيَذْهَبُ جُفاءً وأمَّا مَا ينفعُ الناسَ فَيَمْكُثُ في الاَرض) . صدق الله العظيم . أزولْ فْلَّوْنْتْ / فْلَّوْنْ الهامش: (1)- قال ابن كثير رحمه الله : "وقوله تعالى (واختلاف ألسنتكم) يعني اللغات ؛ فهؤلاء بلغة العرب ، وهؤلاء تَتَرٌ لهم لغة أخرى... ، وهؤلاء فرنج وهؤلاء بربر..." . انظر ابن كثير: تفسير الآية 22 من سورة "الروم" من القرآن الكريم.
|
|