|
|
حوار مع المناضل الأمازيغي علي خداوي حول الصداقة الأمازيغية الكوردية
سؤال: في إطار انفتاح الشعوب وانفتاح العالم على التواصل والتعاون، انطلقت قبل فترة فكرة تأسيس جمعية للصداقة بين الشعبين الأمازيغي والكردي، كيف تقيم هـذه المبـادرة؟ جواب: قبل كل شيء، أريد أن أشكر المناضلين الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذه المبادرة، لأن إنشاء جمعية صداقة بين الشعبين الكردي والأمازيغي من الأهمية بمكان نظرا لما يمكن أن ينتج عن هذه العلاقة من مزايا ومصالح مشتركة ستعود بالنفع على الشعبين. إننا نكن كل التقدير والاحترام للشعب الكردي، هذا الشعب الذي تجمعنا معه العراقة في التاريخ والأصالة في الثقافة، كما تجمعنا معه كذلك قيم إنسانية مشتركة كحب الحرية والديمقراطية ومقاومة الهيمنة التي استهدفت –ولا تزال – إبادة هويتين معتزتين بتميز ثقافتهما بين الأمم. سؤال: ما هي في نظرك مبررات التواصل والتعاون بين الشعبين؟ جواب: إن علاقة الصداقة لا تحتاج لأي مبررات. فقط تحتاج إلى أن تكون صادقة، يكن فيها الطرفان نفس التقدير والاحترام لبعضهما البعض، ويتواصلان على قدر المسارات. وهذا ما تفتقر إليه العلاقات بين الدول لأنها مبنية على ميزان القوى، تحركها المصالح والهيمنة التي تضمنها. والصداقة كالحب، شيء مرغوب فيه سواء بالنسبة للأفراد أو الشعوب، لأنها تضمن منافع ومصالح نفسية ومادية تعود بالخير والسعادة على الجميع. سؤال: كيف تتصور أفق عمل هذه الجمعية في خدمة الشعبين؟ وما طبيعة الملفات التي ستشتغل عليها؟ جواب: اعتقد أنه نظرا لتشابه المسارين التاريخيين للشعبين الصديقين، يتعين العمل على: - تكثيف الجهود لكي يتعرف الشعبان أكثر على بعضهما البعض. - إرساء قواعد لتبادل الآراء والخبرات بين شعبين عانيا من الهيمنة والاحتقار من طرف نفس الإيدولوجيا العروبية التي حاولت –ولا تزال- إبادة مقومات هويتيهما بكل الوسائل بما فيها تفريغ الغازات السامة على المدنيين العزل وقتل الآلاف منهم. - توحيد الجهود لمواجهة المخطط الذي لا يزال يناضل من أجل استكمال الإبادة، حتى يتسنى قيام «عالم عربي» من المحيط إلى الخليج وذلك على أنقاض ثقافتينا وحضارتينا العريقتين. - تكثيف الجهود في اتجاه كل ما يمكن أن يساهم في تقوية وتطوير هذه العلاقات لتشمل جميع الميادين التواصلية، والثقافية، والعلمية والفنية وحتى الاقتصادية. وهذه الميادين كلها ملفات يجب الاشتغال عليها بشكل احترافي ومنتظم، بشكل تدريجي عبر لجن تكوّن لهذا الغرض من مختصين ومناضلين. ونظرا للظروف التاريخية الصعبة التي مر منها شعبانا، فإن الأولويات يجب أن تركز في اعتقادي على كل ما يمكن أن يستفيد منه شعبانا لاستعادة عزتهما وكرامتهما، وهنا أقصد الملفات التاريخية والتراثية، حيث أصبح من المستعجل الحفاظ على تراثينا المادي منه وغير المادي، لأن في هذا الحفاظ على التراث، حفاظا على مقومات هويتينا. سؤال: ماذا سيستفيد الشعبان من جمعية الصداقة بينهما وخاصة الشعب الأمازيغي؟ جواب: من المؤكد أن كل الأعمال التي ذكرت بعجالة والتي لم تذكر، ستكون مفيدة جدا لكلا الطرفين، وخصوصا بالنسبة إلينا نحن الأمازيغ، لأننا ما زلنا نعاني من الهيمنة والتهميش والاحتقار، خلافا للشعب الكردي الذي ينعم منذ مدة ولو قصيرة بطعم الحرية والديمقراطية والوحدة والانسجام، وهذا ما يجعلنا نتطلع بأمل كبير إلى ما ستنتج عن هذه التجربة. سؤال: هناك من يعتبر أن جمعيات الصداقة بين الشعب الأمازيغي والشعوب الأخرى هي محاولة من الحركة الأمازيغية للاستقواء بالخارج للضغط على الدولة المغربية، ما قولك في هذا الرأي؟ جواب: هذا الكلام نابع من عقلية متخلفة أو معادية للأمازيغية في حركتها نحو استعادة حريتها وهويتها المضطهدة على أرض أجدادها. لماذا؟ لأن العلاقات والتواصل بين الشعوب اليوم، أصبحت أكثر تطورا وعمقا وكثافة بفضل وسائل النقل، ووسائل الإعلام الحديثة، وكذلك بفضل المجتمع المدني العالمي الذي يعرف تطورا سريعا أصبح دوره يضاهي أو يفوق دور العلاقات الدولية النظامية. إن العلاقات المباشرة بين الشعوب ضرورية لأنها تمكن هذه الأخيرة من التعرف على بعضها البعض، وبالتالي الوثوق ببعضها البعض، وهذا ما يعزز التفاهم بينها ويقلل من التوترات الناجمة غالبا عن الخوف من ذلك الآخر الذي لا تعرفه حقا. إن إرساء الثقة بين الشعوب يمر أصلا عبر العلاقات المباشرة والتواصل الدائم والحوار المبني على الاحترام المتبادل. كلمـة أخيــرة: أتمنى كل النجاح والتوفيق لهذه التجربة التي بلا شك ستسعد الشعبين الصديقين، وستعود عليهما بالنفع الجميل، وخصوصا استعادة السلطة على مصيرهما كهويتين حرتين تنعمان بالعيش في أمان. (حاوره: محمد المساوي – أشـرف بـقـاضـي)
|
|