|
|
ديوان "أزهار السماء" للشاعر الأمازيغي عمر الطاووس بقلم: محمد ارجدال
يعد الشاعر عمر الطاووس من الشعراء القلائل الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الأصالة والمعاصرة وأن يمزجوا بين ما هو تقليدي أصيل وحديث معاصر، إذ أنه أنشد قصائده وأبياته الشعرية على أنغام وإيقاعات رقصة أحيدوس، هذه القصائد الشعرية المتشبعة بأصالة وعراقة الحضارة الأمازيغية، إنها قصائد منظومة على الأوزان الشعرية التقليدية "تالالايت ن يزلان" وقد أنشدها بصوت شجي يزلزل الجبال على إيقاعات وحركات المايسترو "موحى والحسين". قصائد شعرية صادقة تفوح منها الفطرة الإنسانية، كما أنشد قصائد شعرية ارتوت من التراث العالمي الحديث نظرا لتكوينه الأكاديمي الحديث، مما سهل عليه مخاطبة جمهور عريض من قراء شعره ومستمعيه من كهول وشباب في البادية والمدينة معا ولم يستثن الصغار فخصص لهم أشعارا تعجب أذواقهم. ينحدر الشاعر عمر الطاووس من الجنوب الشرقي المغربي بواحات تافلالت. ولد سنة 1963 بكلميمة بإقليم الراشدية، ويشتغل ألان أستاذا للتعليم الابتدائي بها، مدرسا للغة العربية والأمازيغية، وقد شارك بقصائده الشعرية في مجموعة من الملتقيات الأدبية والفنية بالمغرب والجزائر ومصر وفرنسا كما سجل أشرطة سمعية تتضمن أشعاره الغنائية. وهو عضو إحدى الجمعيات المهتمة بأحدوس والتراث، ومن إنتاجاته الأدبية: ديوان " Iledjigen n yigenna" بمعنى "أزهار السماء "سنة 1996 وسوف ينشر قريبا كتابا للأطفال بعنوان "اهطل يامطر" Ut a yanzar. و" Iledjigen n yigenna/ أزهار السماء " ديوان شعري أمازيغي صدر عن مطبعة أمبريال بالرباط سنة 1996 من الحجم المتوسط ويتألف من 48 صفحة ويتضمن مجموعة من القصائد الشعرية أولها قصيدة: آه يا ورقة a tawriqt ص 5 وأخرها قصيدة: الزهرة البيضاء aledjig umlil ص 46 والديوان مذيل بمعجم للمصطلحات ص: 47 و48. ومفتتح بمقدمة الشاعر أما غلافه الخارجي فأبيض اللون تعلوه لوحة رسومات حجرية بالأحمر والأسود رسم العربة ورمي النبال أعلاها كتب اسم الشاعر وعنوان الديوان وأسفلها عبارةammud n tmdyazin أي ديوان شعري أمازيغي باللون الأسود وبالحرف اللاتيني وكتب العنوان أيضا بحرف تيفيناغ باللون البرتقالي. ومن قصائد هذا الديوان: A tawriqt (p5) mma(p6) tamazirt(p7) izeghwran(p8) tudert(p10) tigmmi(p17) amdyaz(p18) ayul umlil(p19) tizizwa (p20) id n umdyaz (p21) ighef n uzger (p22) (…)..aldejig umlil (p46). وقد أهدى الشاعر هذه القصائد الشعرية إلى كل الذين يزرعون قيم المحبة والصداقة والصدق في النفوس ويرعون القيم النبيلة في المجتمع من أجل غرس الأمل في هذه النفوس الكئيبة لتزودهم بالشجاعة ليبدعوا شعرا جميلا. كما بيّن الشاعر سبب اختياره لعبارة "أزهار السماء" كعنوان لديوانه هذا لأن روح الإنسان تطير حبا في الحرية والانعتاق محطمة الأغلال وكل ما يعرقل نمو الأفكار والأزهار مستمدة طاقتها من حب السماء. أزهار ترمز إلى المحبة بين القلوب والتعارف بين الناس. ففي القصيدة الأولى" اه ياورقة" A tawriqt ص: 5 وبقرية النيف سنة 1989 يناجي الشاعر حروف الورقة المكتوبة ويحث على الكتابة بلغته الأم الأمازيغية من أجل جعلها لغة الكتابة والتدوين لتتمتع بالديمومة والاستمرار. وفي القصيدة الثانية "أمي" mma ص:6 خاطب الشاعر أمه بأسلوب طفولي عفوي فيقول: A mma new a tenn’ agh issegman Tusimt anezgum a nemghur Temdimt tamara y iherran Ussan nnem tarezzift ayd gan Mar ad di nxiter mar a nili G uyenna akw ihlan tgid agh amur G uyenna akw illan tgid agh ili Udem nnem amezdugh agensu nnegh Idammen nnem d wini nnegh yuwen Tasa d tayri nnem gant agh afud Nedda g ubrid tgid agh asidd وفي قصيدتي tamazirt(p7) الوطن و( izeghwran (p8 الجذور تحدث الشاعر عن موطنه أصله الأمازيغي واعتز به. وفي قصيدة " الحياة tudert ص:10 طرح الشاعر إشكالية أرقت الشعراء والفلاسفة ألا وهي: ماهية الحياة وقد كتبت القصيدة بلغة رمزية وأساليب استعارة غاية في الإتقان. وفي قصيدة" البيت tigmmi " ص:17 تحدث عن البيت الذي ترعرع فيه ونشأ به. وفي قصيدة "الشاعر" amdyaz ص:18 بأسلوب خيالي بحث الشاعر عن مدينة فاضلة وجنة خضراء بعيدة عن العالم حيث الطيور والخضرة النضرة ليجعلها مكانا خاصا للشعراء والإلهام الشعري فيقول: Ammas igran iwrinn i lghaci Tigemmi nnek a yamedyaz ag tella Tur igdad ghur ulmu yzegzawen Festan ar ssefliden iwawal n dduyt Ammezzugh ruran-t s ifesti nn' asen-ittin Iqqim ar seksiwen g tillas tafuyt Tibrida ttekkan munent t-tama n waman Ag illa da ttxemmamen ixemmimen izilen Imellul-as wul afrah ayd ittarew Temmghimt a timedyazin g imi nnes. أما قصيدة "القلب الصافي" ayul umlil ص: 19 فتحدث فيها عن مجموع القيم والأخلاق الحميدة الصادرة عن هذا القلب الأبيض الخالي من الشر والمملوء بالحب والصداقة والإخلاص وحب الحقيقة. وفي قصيدة "النحل tizizwa ص:20 يقول: Ammas n uqecmir iwrinn i lghaci A tizizwa yag nni-tgid taxamt Ur digs aqqur ula tawdiwin Tifawt tzil, iledjigen ghwman!! Rzemn allen ar tter3aben g tafuyt hlant Tamazight nnem a tizizwa tghuda! Ayenna turw hlan g-yigenna d wakal Ayennagh as da ttarud tamamt zzigh!!? كما تحدث عن المكانة التي يتبوؤها الشاعر في المجتمع الأمازيغي قي قصيدة" id n umdyaz ليلة الشاعر"ص:21. وفي قصيدة "رأس الثور ighef n uzger "ص:22 تحدث الشاعر بلغة الحكماء الهنديين وبلسان الحيوانات إذ يتحدث إلى رأس الثور ويسأله أسئلة شتى وتعد هذه القصيدة من أطول قصائد الديوان. شعر عمر الطاووس شعر أصيل يحمل معاني المودة والصداقة والألفة والحقيقة، شعر يدعو إلى التفاؤل ونبذ التشاؤم، شعر تغنى بالحقول الخضراء والطيور المغردة اختار وانتقى ألفاظه وعباراته بشكل دقيق.
|
|