|
|
على هامش الذكرى العشرين لإنشاء القناة الثانية: عشرون سنة من الفَرْنَسَة والعَرْبَنَة أَوْ الشُّذُوذ الإعلامي والمسخ الهُوياتي بقلم: بْراهيم أسافو أوتْمَازْغَا"إن التعريب ليس مجرد مسألة لغوية تنتهي مهمتها عند تعريب اللسان وفرض وتعميم اللغة العربية بالدستور والمدرسة والإدارة والإعلام، بل هو بالتعريف يتعدى ذلك إلى تعريب الذات والفكر والمشاعر والأحلام والآمال. إنه مسخ للانتماء والهوية عبر مسخ ـ ومسح كذلك ـ اللسان واللغة. إنه غسل حقيقي للدماغ وملؤه من جديد بمشاعر انتماء عروبي أقوى بكثير من مشاعر الانتماء العروبي التي يحملها العرب أنفسهم. وهذا الفرق في درجة مشاعر الانتماء العروبي بين المغاربة والعرب الحقيقيين يرجع إلى الفرق بين المشاعر الطبيعية والصادقة، والمشاعر المصطنعة والزائفة التي خلقتها وصنعتها وضخّمتها عملية التعريب وغسل الدماغ، كما هو شأن كل ما هو اصطناعي وبشري مقارنة مع ما هو طبيعي، الذي لم تُغيرْ خصائصَهُ الأصليةَ يَدُ الإنسان". (المفكر الإفريقي الأمازيغي المراكشي ذ. محمد بودهان). إنها عشرون عاماً من التعريب والفرنكوفونية ضدَّ الهُوية والحضارة الوطنية الأمازيغية والإنسانِ الأمازيغي والاِنتماءِ الجغرافي الإفريقي لهذه البلاد الأمازيغية المراكشية ( = "المغرب"). فلقد تجاهلت القناة الثانية (دوزيم) طيلة عشرين سنة ـ وبشكل سافر ـ حقوقَ الإنسان المُوَاطن المراكشي (أيْ "المغربي") كإنسانٍ / مُوَاطنٍ إفريقي أمازيغي مغَاربي: ابن الأرض الأمازيغية والهُوية الأمازيغية والقارة الإفريقية، ليس أسيويّاً مشرقياً عربياً ولا أوروبياً غرْبياً فرنكوفونياً، فَتَنَكَّرَتْ كل التنكر للهُوية الأمازيغية والانتماء القارّي الإفريقي لبلادنا مراكش (مِنْ مدينة تِينْ ئِكِّي = مدينة طنجة إلى مدينة ئِكْوِيرْنْ = مدينة الكويرة، أيْ: "بلاد لْمْغْريبْ"). فمنذ ميلادها وازديادها سنة 1989 ميلادية، عملتْ قناة (دوزيمّْ)، بكل ما تملك وما لا تملك من قوة، على فرْنَسَة وعرْبَنَة أرض وشعب وهُوية وحضارة ولغة وثقافة ولغات وثقافات وفكر وتراث وعقل هذا البلد الإفريقي الأمازيغي (منطقة تامازغا الغربية = بلاد مراكش = لْمْغْريب). إلى درجة أن المشاهد ـ غير المطَّلع ـ تجعله "قناةُ التعريب والتغريب والشذوذ الإعلامي الهُوياتي" يتوهّم أن هُوية هذه البلاد الإفريق!!! فنتيجةً للشذوذ الإعلامي للقناة يظُنُّ المشاهدُ، المظلوم، أن الهُويتيْن الفرنسية والعربية هُمَا "هُويتان مغاربيتان وإفريقيتان". مع أن الصواب والحق الجغرافييْن والتاريخييْن والواقعييْن يقولان وهُمَا صادقان ولا يكذبان: إنَّ الهُوية العربية ـ بِنْت الأرضِ العربية ـ هي هُوية آسيوية لا إفريقية، قبل الأَمويِّين وبعدهم. وإنَّ الهُوية الفرنسية هي هُوية أوروبية لا إفريقية، قبل الحماية الفرنسية وبعدها. وإنَّ الهُوية الأمازيغية تامازيغْتْ هي هُوية إفريقية، ولَيْسَتْ آسيويةً ولا أوروبية ولا أمريكية، قبل ديانتنا الإسلامية وبعدها. ولن يستطيع أحدٌ ـ كيفما كان ـ تكذيب الحقائق و"إثبات" أراجيف وأباطيل وأوهام وخزعبلات وأكاذيب الإيديولوجيتيْن الأجنبيتيْن: إيديولوجيا العُورُوبَا الآسيوية العربية وإيديولوجيا الفرنكوفونيا الأوروبية الفرنسية. فهل ستُوقف قناةُ (دوزيمّْ) ما تمارسه من شذوذ هُوياتي وإعلامي، فَتَتَصالح مع الهُوية الأمازيغية والحضارة الأمازيغية والإنسان الأمازيغي والقارة الإفريقية، وتعتذر للأرض الأمازيغية وشعبها الأمازيغي ولغتِه الوطنية الأمازيغية؟ أو على الأقل، لماذا لم تكن "القناة" صريحة مع نفسها ومع عُورُوبيِّيها ومُفَرْنِسِيها، فتُعلن أنها تحتفل بعيد ميلادها، تحت شعار: عشرون سنة من الفَرْنَسَة والعَرْبَنَة ومحاربة الهُوية الأمازيغية والإنسان الأمازيغي!؟ لن يضرونا إلا أذى... عجَّل اللهُ فرَج الإعلام الإفريقي الأمازيغي السمعي البصري الحقيقي. أزولْ فْلاَّوْنْتْ / فْلاَّوْن outmazgha_2959@hotmail.com
|
|