|
S ufus Azelmadv ماذا لو صرت وزيرا أول! بقلم: سعيد أبرنوص 1 ـ قبل البدءسأبدأ حملتي الانتخابية بكل ما أوتيت من»بسالة» ما استطعت إلى البرلمان سبيلا، فكل الطرق تؤدي إلى القبة، والمطلوب فقط قليل من «الزعامة» والتبحلس... سأدخل غمار المعركة بكل الألوان والرموز رغم اختلافها وكثرتها... سأتجمع مع التجمعيين ثم سأتحد بعد ذلك مع الاتحاديين لأشكل جبهة على شكل سنطيحة للقوى أو القوات التي سأتقدم باسمها مع التقدميين عبر حركة شعبية تهدف إلى تحقيق عدالة وتنمية تجعلاني في استقلال عن نفسي وعن الجميع بحول الله وقوته. لست مجبرا على الإدلاء ببرنامجي الحكومي قبل أن أجدني مضطرا لذلك في القبة... لكن، ولأني صاحب نية سليمة، سأعلن لكم عن المحاور الرئيسية لما أنوي (والنية أبلغ من العمل) القيام به بعد التنسيق مع الوزراء الآخرين، لأن أغلبهم سيكونون من أمثالي إن شاء الله 2 ـ موجز من البرنامج أ ـ الخارجية: لن أغير الشيء الكثير عما هو سائد. غير أني سأنادي وأدعو للوحدة، فمستقبلي من مستقبل الوحدة العربية، فنحن واحد والحمد لله، انسجاما مع ما قاله ابن خلدون: «أولاد عبد الواحد واحد». وبعد أن اخترعنا الصفر، ها نحن ذا الآن واحد... فلتحيَ إذن الوحدة كي يحيى واحد، وجدنا عبد الواحد أطال الله عمره... لن أتحدث عن الوحدة الوطنية، فقضيتنا الأولى الداعية للتضامن والوحدة هي القضية الفلسطينية، ومن هذا المنبر أدعوكم إذن للتعبير عن مساندتكم للقضية بشراء الكوفيات وصور أشجار الزيتون كي تحيى أقدم شجرة في التاريخ و يحيى أقدم شعب في التاريخ (نحن طبعا) وليحيى الصراع العربي الإسرائيلي كي نحيى نحن أيضا. فلولا أبناء عمومتنا اليهود لما وجدنا مبررا لنكون هنا... سأدعو إذن لخلق وزارة لدعم الشعبين العراقي والفلسطيني يكون مقرها برام الله أو البصرة،حسب ما سيسفر عنه قرار الرايس كونداليزا. ب ـ التعليم: سأكرس في التعليم سياسة التعريب، فعبر بوابته سيمر كل المغاربة إلا من سنضطر (أقول سنضطر) لإرسالهم،من أبنائنا، إلى أمريكا أو أوروبا ليعود حاملا مشعل الاستمرارية، هكذا إذن سيجد من باسمه العائلي رائحة البداوة والأمية نفسه في مراكز التكوين المهني أو في مهمة تعريب البقية المتبقية كمدرس لمحو الأمية في أفضل الأحوال. فقد قال جدنا عبد الواحد: “ولد الفار يخرج حفار”... أما من ينحدر من سلالات أهل فاس والمدن العتيقة، فسنجبره (أقول سنجبره) على تحمل ثقل الوزارات والمكاتب والوكالات الوطنية والأبناك والإدارات الكبرى من بعدنا مصداقا لما قالته جدتنا خناتة :”ذاك الشبل من ذاك الأسد”. أما اللغات الأخرى فلن نتبنى تدريسها إلا على سبيل الاستئناس أو بصيغة أخرى: “خضرة فوق سكسو”. وعلى ذكر الكسكسو فقد قال قديما العلامة القدير عبد الباقي الفاسي الفهري: “سكسو ما هو طعام والشلحة ما هي كلام”، ونحن إذ نتبناه شعارا دائما في أحزابنا ندعوكم للتخلص من عادة الحديث بالشلحة أو أكل الكسكس... ج ـ الصحة: لأننا في غير حاجة للأصحاء، فبرنامجي في وزارة الصحة سيكون على قد الحال، منسجما مع حال صحة المواطنين... فالأصحاء في حاجة للخبز والعمل، ولأن الخبز قليل والعمل في عطلة فإنهم سيخرجون إلى الشارع في مظاهرات، مما يشكل تهديدا للأمن العام والقوات الأمن الوطني... على هذا الأساس فسيكون علينا التفكير في جعل الأمراض غامضة أكثر، والمستشفيات بعيدة أكثر، والأطباء على قلتهم غرباء أكثر، متمرنين على الحديث بالفرنسية ولغة أهل فاس، وبذالك سننجح في جعل المواطنين في ارتباط دائم مع الشعوذة والدجل وفي انشغال دائم بعللهم وأوبئتهم، تاركين لأولادنا وأحفادنا مساحات أكبر وفرصا أكثر وحظا أوفر للقيادة والسيادة... د ـ السياحة: سأجعل من وطني قبلة للمشارقة. فهم أولى من النصارى. ولنا في ذلك سند جد معبر: “خيرنا ما يديه غيرنا” أو كما قال تشومسكي: “زيتنا في دقيقنا”. وبذلك سنجسد الوحدة الحقيقية والفعلية بعيدا عن الشعارات الرنانة... سنهتم بإخوتنا العرب هنا أيضا بعد أن اهتممنا بهم في بلدانهم ضد الرجعية والتخلف، وضد اليهود والنصارى... سنقاوم ضد مكبوتاتهم وسنقضي على عُقدهم بشتى أنواع المرح والتسلية بعيدا عن قوانين إقامة الحد. فإن تركناهم للرجم هناك ما بقي العرب، وإن تركناهم لمواجهة إسرائيل ما بقي الدم العربي لبقي عبد الواحد وحيدا، وهذا ما لا نريده طبعا. سيتحقق إذن حلم “10مليون سائح” وسيكونون كلهم من العرب إن شاء الله. بذلك تفرغ الجزيرة العربية عن آخرها فنعيد استيطانها من جديد عائدين لأرض أجدادنا .. هـ ـ الثقافة: لا حاجة لنا بالثقافة والمثقفين في المغرب، فيكفي أن يبقى الحال على ما هو عليه. ففي المشرق كنوز العلم والمعرفة، وقد قال قديما سيدي علال: “اللي ما عندو سيدو عندو لََََلاه” ونحن، والحمد لله، لدينا للا مصر أم الدنيا وللا سوريا مرضعتها والحاجة السعودية مربيتها الحنونة... فلنستضف مثقفينا من هناك كل في تخصصه كي نجعل من مدننا عواصم للثقافة العربية ومهرجانات تكرس الإبداع العربي... وبذلك سينهل أرباع المثقفين بيننا من الشرق والمشارقة ما يكفي لتصنيفهم في خانة الأدباء والفنانين... وكي لا نتهم بالعنصرية والتعصب لدمنا النقي، سندعو لتنميق صورة المغرب العريق عبر تنظيم بعض الحفيلات للفلكلور، فنثبت للعالم كيف نصنع التعدد والتنوع في وطننا العربي. و ـ الإعلام: لأن للتلفاز دورا كبيرا في دعم خططنا فسأدعو لتطبيق مقرر إعلامي يومي في «تلفا» زاتنا... ففي الصباح، وكي نوطد العلاقات مع الدول التينية واللا»تينية» سنعرض المسلسلات المكسيكية بالعربية طبعا لنساهم في تعريب الشعب المكسيكي الشقيق فيعود إلى أصله وفقا لما أكده العم القذافي في كتابه الموسوعة: «الأصول العربية للهنود الحمر»... وبعد الغذاء سندعو لتحرير الأندلس وإعادة اسبانيا إلى رحاب الوطن العربي عبر تثبيت الوصلات الأندلسية و»نوبات» الملحون عبر قنوات الصرف التلفزي، هكذا سنسترجع على الأقل بعضا من ذكرياتنا من ذاكرة استعمارنا للأندلس. وفي المساء سندعو كل المشاهدين إلى سهرات حية يتبارى فيها المغاربة على جائزة أحسن مقلد للمطربين المشارقة فنؤهلهم بذلك للرحيل إلى هناك حيث يتعلمون أصول الطرب الأصيل. أما في الليل فسنخصص برامج لاستضافة كبار المثقفين والفنانين العرب فيتحقق في ذلك شعارنا الخالد: «تقريب العروبة من المواطن» 3 ـ على سبيل الختمهذه بإيجاز شديد بعض النقاط الأساسية المؤطرة لبرنامجي الحكومي المقبل إذا ما صرت وزيرا أولا، وما بقي من القطاعات الأخرى فسأطلعكم عليها في الحملة الانتخابية المقبلة سنة 2012 فدعموا كل الألوان وصوتوا على كل الرموز لأن كل الأحزاب الستين تستحق أن تمثل في حكومتي، ولأني حنون ووحدوي فسأمنح لكل حزب 10 حقائب وزارية وسأكون بذلك أول وزير أول لحكومة مشكلة من 600 وزير ووزيرة في التاريخ... وكل هذا نكاية بمن يدعو لمقاطعة الانتخابات (Appulius@hotmail.com)
|
|