|
عن المهنية والكفاءة في القسم الأمازيغي للإذاعة الوطنية: قراءة في تخبط القسم الأمازيغي بقلم: كوثر أمزيل (باحثة في الإعلام الأمازيغي ـ أكادير)
استبشرنا خيرا وقلنا إن هويتنا الأمازيغية ستخرج من الإقصاء الذي عاشته سنين عديدة، وشاءت الأقدار أن يتم تحرير القطاع السمعي البصري وتتحول الإذاعة والتلفزة المغربية إلى شركة وطنية اعتبارا للطموح في تطوير الأداء الإعلامي الرسمي ليعبر عن الرؤى والمضامين الوطنية المختلفة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة. وكان من حسنات تلك الوضعية أن تم تفعيل القسم الأمازيغي بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ليواكب التحولات التي عرفتها القضية الأمازيغية ويعبر بلسان الزاي عن أعماق الانتماء الأمازيغي ويوصله إلى المغاربة أنفسهم ويصل بنا إلى مرحلة تصدير النجاح المفترض لإعلامنا في إيصال المعلومة وتنشيط المستمع الأمازيغي. غير أن لا شيء مما ذكرنا حصل، بل بقيت الإذاعة على حالها، تتواصل فيها قهقهات بعض الجهلة ممن تركز وجودهم بالإذاعة الأمازيغية من غير أي مؤهل علمي، أو حتى قدرة واضحة على وضع فكرة برنامج وتفكيكها وإيصالها إلى الناس، وظل أولئك المنتفعون يتمتعون بالرواتب الكبيرة ويبيعون للأمازيغ هراءهم الذي يعتبرونه تنشيطا وتطويرا للثقافة الأمازيغية. استقطبت بعض القنوات الخاصة التي تم تأسيسها مؤخرا جمهورا واسعا من المستمعين الأمازيغ، وكسبت ثقتهم وحققت أرقاما قياسية في مناطق الاستماع، مما جعل راديو الإذاعة الرسمية المغربية نكتة في أرجاء سوس، حيث قال بعضهم إن إذاعة اشتوكن لم يعد لها معني في ظل نمو تجربة إذاعية جيدة في أعماق سوس. في إشارة إلى العدد الكبير من أبناء شتوكة الذين يشتغلون في الإذاعة الأمازيغية الرسمية، مما جعل البعض يصفهم باللوبي المسيطر على القسم الأمازيغي في الإذاعة الوطنية، فهل كانت تلك الوضعية مقصودة، ولا يبدو غير هذا، لأن آليات التوظيف والتعاقد والإدماج يظهر أنها تخضع للمعادلات الموروثة، هذا ابن عمي، وهذا مرسل من قبل صديق من حزبي، وبمناسبة ذكر الأحزاب فإني أبشر كل من ينتمي إلى أحزاب الأغلبية الحكومية خاصة أعقاب الحزب الشيوعي المغربي أن يبادروا إلى تقديم طلباته للتوظيف في القسم الأمازيغي، لأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، هذه المؤسسة الرجعية جدا، ما دامت خاضعة لنفوذ هؤلاء التقدميين جدا فالطريق إليها ليس بشهادة أو مؤهل علمي بل بمعرفتك وصحبتك لأصحاب بوكوس الشيوعيين جدا. وهناك أمر آخر يرتبط بامتلاك مغريات جسدية بالنسبة للإناث، فذلك مؤهل آخر يمكن من ولوج القسم الأمازيغي والتعاقد لإنتاج أغانٍ مائعة ستذاع بشكل فوري مع تعويضات خيالية وتذاع في ظرف يروج فيه أحد المتزلفين والمتملقين أن إذاعة أغاني عبد الهادي أكوت سيؤدي إلى فقدان الوظيف!؟. ما من مشكلة في أن تذيعوا ما تشاءون لأن الأمازيغ لم يعودوا ينصتون إليكم، فاستعاضوا عنكم بأشرطة حنجرة عبد الهادي اكوت، وعلى شوهاد، وأحمد بيزماون... وغيرهم من أركان الأغنية الموزونة الهادفة. هناك أمر له قصة كبيرة، وهو توظيف أناس لا يعرفون حتى النطق بكلمات أمازيغية مضبوطة، بل تخترق كلماتهم الأمازيغية المعدودة، عبارات وجمل عربية كبيرة. وهنا نطرح السؤال عن الذين أشرفوا على إدماجهم، وخلق حالة من عدم الاستقرار في القسم الأمازيغي، حيث يصر فريق من العهد الإذاعي البائد على التدخل في كل شيء، والظهور بمظهر الرجال الأقوياء وهم لا يستوعبون أن الزمن قد فاتهم وأن كلماتهم الأمازيغية المعدودة قد تجووزت بلسان شباب منعوا من ولوج القسم وهم يمتلكون الأمازيغية لغة متكاملة، نطقا وكتابة ونمط حياة... يا لطيفة أخرباش، لست ادري هل تعرفين أن تنطقي بحروف من الأمازيغية، لكني أود أن أقول لك: إن المهنية لا يمكن أن تتحقق بموظفين غير أكفاء يدعون أنهم إذاعيون، و"التاحرايفيت" في العمل لا يبنيها التملق. إن في سوق الأطر العليا المعطلة، من يفرز الأمازيغية فرزا، ومؤهل تأهيلا علميا ومعرفيا وأكاديميا بما يمكنه من الانخراط الحقيقي في الرفع من أداء الإذاعة الوطنية، وحسبي أن الأمازيغ مستمعون أوفياء، يحسون بمن يؤدي المهام الإذاعية إذا كان جديا أو أنه يريد الضحك على ذقونهم. إن المهنية يخلقها التمكن من القلم وآليات التواصل باللغة الأصيلة، فبقدر ما تحتاج الإذاعة الوطنية الأمازيغية إلى كفاءات أبنائها الأمازيغ المتقنين للغتهم، بقدر حاجتهم إلى الوظائف المتوفرة في تلك المؤسسة، ونرجو أن تكوني كما عاهدناك، لا تخضعين عملك كما فعل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لمنطق هذا أخي وهذه أخت زوجتي، وهذا ابن خالي، فيكون الفشل مصير تجربتك مع الإذاعة، كما فشل عميد المعهد المولوي في تدبير ملف الأمازيغية، لأننا نحن الأمازيغ يسهل أن نتفق على من يستهزئ بنا ونؤسس لمواقفنا منه من خلال ممارساته. إن الإذاعة في يدك، معهد كبير آخر خرج أجيالا من المواطنين المغاربة أيام كبار مذيعيه، واليوم نريدك أن تؤسسي قسما أمازيغيا بكفاءات أمازيغية مؤهلة في جميع مناحيها لتؤدي معك رسالة التأسيس لوضعية اللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية المندمجة.
|
|