|
جمعية بويا للثقافة والفنون بآيث بوعياش/ الحسيمة حفظ الذاكرة الجماعية مدخل لإعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية اختتمت فعاليات الأيام الثقافية والإشعاعية التي نظمتها جمعية بويا للثقافة والفنون بايث بوعياش/ الحسيمة أيام 01-02-03 2007 يونيو، تحت شعار: "حفظ الذاكرة الجماعية مدخل لإعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية"، التي تأتي في سياق نهج الجمعية في العمل على ترسيخ وتجذير الوعي بأهمية اعتبار حفظ الذاكرة الجماعية جوهر إعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية وركيزة لإبراز المقومات السوسيوثقافية والسوسيوسياسية لشخصية الإنسان الأمازيغي، وذالك بحكم ما يطال هذه المقومات من طمس وتدمير وتشويه ضمن مخطط سياسي وضعه مهندسو الاستقلال الشكلي يهدف بالأساس إلى تقويض بنيات المنظومة الثقافية الحضارية والتاريخية والسياسية والهوياتية الأمازيغية وإفراغها من محتواها الحقيقي، كسياسة ينهجها النظام المركزي العروبي وخدامه لتحطيم معالم الإنسية الأمازيغية، في مقابل إنتاج هوية عرقية تقوم على الاستلاب والاغتراب وتخريب الذاكرة الجماعية وتشويه التاريخ والتحكم في المجال كنطاق سوسيوثقافي يحدد ارتباط ايمازيغن بالأرض، وذلك عبر ترسانة قانونية وسياسية إدارية تلغي كل عناصر التسيير والتدبير الذاتي لهذا المجال في مجمل تجلياته وخصوصياته وتعميق ثنائية "مغرب المركز الذهبي" و"مغرب المهمش العميق" . ويعتبر منع السلطات جمعية بويا من استعمال صيغة "ايث بوعياش" في وثائقها الرسمية وإلزامها بصيغة "بني بوعياش" بمبرر الجريدة الرسمية وتعليمات المركز خير مثال نورده. ووعيا من جمعية بويا للثقافة والفنون بمسؤولياتها في التعريف بمقومات الذاكرة الجماعية واستحضار أبعادها ورسالتها الحضارية، والتنبيه لما تتعرض له من طمس وإقبار كمخطط سياسي ممنهج ومبرمج، فإن الجمعية اختارت شعار: "حفظ الذاكرة الجماعية مدخل لإعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية" للأيام الثقافية والنضالية التي استهلتها بتنظيم زيارة جماعية إلى مقر القيادة العامة للمقاومة الأمازيغية بالريف، وذالك خلال اليوم الأول، التي كانت من تأطير الأستاذ محمد الشيخ الذي قدم شروحات ومعطيات هامة تتعلق بمختلف جوانب هذا الموقع ودلالته ورمزيته، كما عرفت هذه الزيارة مشاركة وحضور فعاليات وجمعيات من مختلف مناطق الريف والتي وقفت على نتائج مخططات التخريب والإهمال الفظيع الذي تعرضت له هذه المعلمة التاريخية، وما أعطى دلالة ورمزية أكثر لهذه الزيارة هو حضور الأستاذ احمد المرابط، أحد رفاق مولاي موحند الذي ألقى كلمة معبرة إلى جانب كلمات الفعاليات والهيئات الحاضرة. وانسجاما مع ذالك، فقد كانت ندوة "راهنية فكر محمد بن عبد الكريم الخطابي" التي أطرها الأستاذ أحمد المرابط خلال اليوم الثاني بقاعة محمد بن عبد الكريم الخطابي بالمركب الثقافي لايث بوعياش، مناسبة لاستحضار جوانب من الفكر السياسي عند مولاي موحند وراهنية مواقفه وفكره ورؤيته الإستراتيجية للعديد من القضايا، كما أتاحت هذه الندوة للحاضرين فرصة لطرح أسئلة عن مسيرة الرجل النضالية، والتي تفضل الأستاذ أحمد المرابط بالإجابة عنها انطلاقا من تجربة معايشته واحتكاكه مع زعيم الثورة الريفية خلال السنوات الأخيرة من عمره في القاهرة. وربطا بين جسور الذاكرة الجماعية ومداخل إعادة الاعتبار للهوية الأمازيغية، فقد كانت ندوة مستجدات ورهانات القضية الأمازيغية خلال اليوم الثالث، والتي ساهم في تأطيرها كل من الأستاذ علي خداوي بمداخلة حول "أرضية الاختيار الأمازيغي" والأستاذ اليماني قسوح بمداخلة " قراءة في معالم المشروع المجتمعي للحركة الأمازيغية: رهاناته ومستجداته " والأستاذ محمد زاهد بمداخلة "الحركة الأمازيغية وسؤال الأفق التنظيمي والسياسي"، مناسبة لإعادة صياغة أسئلة الذاكرة الجماعية ورهانات القضية الأمازيغية أمام تحديات التدبير السياسي الرسمي لهذه الملفات والقضايا القائمة أساسا على سياسة الاستيعاب والاحتواء والتدجين في مقابل بديل ورؤية الحركة الأمازيغية على المستوى الفكري والسياسي والتنظيمي لإعادة الاعتبار للإنسية الأمازيغية والسعي نحو السيادة الأمازيغية ضدا على إستراتيجية الدولة المكرسة لسيادة مفبركة وهوية جاهزة للمجتمع والدولة داخل الوطن الأمازيغي. وفي سياق استحضار المستجدات الراهنة للقضية الأمازيغية، فقد عبرت كل الفعاليات المؤطرة للندوة والحاضرة عن الاستنكار والتنديد بالهجمة العروبية لفلول القومية البعثية البائدة من "ميليشيات البرنامج المرحلي" على تنظيم الحركة الثقافية الأمازيغية، كما عبرت عن استعدادها وعزمها في مؤازرة المعتقلين ودعم نضالاتها التي تعرف تناميا كبيرا وامتدادا واسعا باعتبار ذالك أحد أبرز مستجدات القضية الأمازيغية في المغرب. لقد عرفت هذه الأيام حضورا مهما وإقبالا كثيفا ونجاحا عكسه التجاوب الكبير لدى الحاضرين والمشاركين والمتتبعين والفعاليات التي واكبت هذه الأنشطة، كما ساهمت في تأكيد حضور جمعية "بويا" للثقافة والفنون على مستوى نضالاتها ونوعية أنشطتها على مختلف واجهات القضية الأمازيغية. (صبري الحماوي: رئيس جمعية بويا للثقافة والفنون بايث بوعياش/ الحسيمة)
|
|