|
رسالة مفتوحة إلى السيد عدنان أبو معيليش/ موقع: وصال العرب بقلم: مليكة مزان السيد عدنان أبو معيليش.. تحية إنسانية أخوية طيبة وبعد.. شكرا على دعوتكم لي وترحيبكم بي في موقعكم ˝وصال العرب˝... ستشرفني فعلا كل مساهمة في مواده المختلفة بقصائدي وباقي كتاباتي؛ ولكن ما سيشرفني ويشرفكم أكثر هو أن تعتبروني ـ وإن كنت أكتب باللغة العربية ـ شاعرة أمازيغية ومن بلد أمازيغي اسمه المغرب، وهو بالمناسبة بلد يوجد في أقصى الشمال لقارة اسمها إفريقيا، وفي غرب شمالها بالضبط. وهو أحد بلدان المغرب الكبير؛ وهو ـ مع غيره من بلدان شمال إفريقيا ـ لم يكن ذات يوم ولن يكون بأي حال من الأحوال بلدا عربيا قط. كما سيشرفني أكثر أن تكفوا تبعا لذلك عن تداول هذه التسمية الجائرة للمغرب الكبير والتي تغيظ الجماهير الأمازيغية ألا وهي: ˝المغرب العربي الكبير˝. هذا بالإضافة إلى أني ـ إن كان لا يحرجكم الأمر ـ أرى من اللائق بموقع عربي محترم كموقعكم ضرورة تخصيص صفحة في موقعكم للتعريف بوطني وبكل دول شمال إفريقيا على أساس الاعتراف بهويته /ها الأمازيغية، وتخصيص صفحة أخرى لتنظيم حملة للتضامن العربي مع الحقوق الأمازيغية وذلك احتراما للمشاعر الوطنية للشعب الأمازيغي وجزاء طيبا لكثير من الكتاب الأمازيغ الذين يكتبون بلغتكم العربية بدل لغتهم الأم اللغة الأمازيغية، وبالأبجدية العربية بدل الحروف الأمازيغية الأصلية والأصيلة والتي أطلق عليها أجدادي القدماء اسم تيفيناغ، وهي كلمة مكونة من كلمة مضافة إلى ضمير الجمع هما: تيفي ناغ وتعني: اكتشافنا... كما لن أنسى أن ألتمس منكم الترحيب بكل الدراسات والمقالات التي تدافع عن مغربية صحرائنا على أساس أنها جزء لا يتجزأ من ترابنا الأمازيغي الممتد من سيوا غرب مصر حتى الجزر الكناري بالمحيط الأطلسي، والتي يعد استرجاعها لحظيرة الوطن الأم من أهم منجزات العهد الملكي السابق. هذه الصحراء التي لم يسقط ولا عربي مشرقي واحد ـ حسب معلوماتي المتواضعة ـ شهيد الدفاع عن مغربيتها ولا عن أمازيغيتها وكلاهما سيان؛ وكأن خلق دولة عربية أخرى فيها يتماشى مع مطامع التوسع العربي التي لا تنتهي سواء باسم نشر الإسلام أو غير الإسلام... بل لاحظت أن بعض المواقع العربية تسمح لما يسمى بالبوليساريو بنشر أكاذيبهم وأطماعهم الخبيثة وكل باسم ضمان حرية التعبير والدفاع عن باقي حقوق الإنسان، ذاك الدفاع الذي يظل مشروعا حتى إذا ما فكر الإنسان الأمازيغي في المطالبة بحقوقه الخاصة اتهم بالعمالة للصهيونية وللولايات المتحدة أو بالرغبة المجنونة في تمزيق الجسد ˝العربي˝ وإشعال فتيل الحرب الأهلية ليس إلا... أما محنتنا نحن الأمازيغ، وخاصة منا المغاربة، مع قوارب الموت فلم تتدخل الأموال العربية الطائلة لإنقاذ شبابنا وشباب آخرين من مختلف أنحاء العالم منها، ولا كتب عنها شاعر عربي مشرقي ولو بيتا شعريا واحدا. في حين مازال كثير من شعرائنا المغاربيين ينظمون مئات القصائد عن فلسطين وعن العراق غيرة منهم على الأراضي الإسلامية وتضامنا منهم مع شعوب المنطقة... السيد عدنان أبو معيليش.. بناء على ما سبق أنصح موقعكم ـ ومواقع عربية شبيهة متحمسة فقط لما هو عربي ومن أجل كسب تعاطفِ عدد كبير من الكتاب والمثقفين من مختلف الجنسيات المحسوبة على عروبتكم ـ أن يوسع من مساحة أهدافه وانشغالاته وأن ينفتح على كل قضايا العالم الإسلامي وقضايا باقي أنحاء العالم لا على القضايا العربية ذات الصلة القريبة بالشرق الأوسط وحدها وكأن هذا الأخير هو المنطقة الوحيدة التي تعاني فيها البشرية. السيد عدنان أبو معيليش.. هي فقط إجراءات وأشكال تضامن واحترام من واجب العرب عامة القيام بها الآن؛ وذلك حتى يردوا بعض ما عليهم من ديون إزاء الأمازيغ، هؤلاء الآدميين المسالمين الطيبين والذين بذلوا كل ما في وسعهم لنشر الإسلام ولإثراء اللغة والثقافة العربيتين عبر مختلف العصور، كما بذلوا من دمائهم وأرواحهم الشيء الكثير الكثير لتحرير فلسطين وهضبة الجولان. وما كتب التاريخ التي لم تصلها بعد أيادي التزوير والتحريف وكذلك مقابر شبابنا في مشرقكم هناك إلا أكبر الأدلة على كل تلك الخدمات المجانية التي قدمها الأمازيغ لكم بحسن نية وبإخلاص، إخلاص قل نظيره في الغباء، ذاك أنهم لم يجنوا من كل تلك التضحيات والخدمات، وعبر كل مراحل التاريخ العربي الأسود، غير الإهانات المرة والسخريات الجارحة والتجاوزات والإقصاءات القاتلة. وقد آن الأوان للتكفير عن كل تلك الجرائم في حق الشعب الأمازيغي الصامد... السيد عدنان أبو معيليش.. تلك هي شروطي للمساهمة في موقعكم وهي لابد أن تصير شروط كل مثقف أمازيغي غيور، شروط أرجو أن أكون بها وبكل التوضيحات والمعلومات السابقة قد أيقظت ضميركم العربي والإنساني ليقول كلمته المنصفة الآن وقبل فوات الأوان وحتى لا تتفاقم مشاعر الإحساس بالغبن وبالقهر وبالتجاهل لدى الشعب الأمازيغي المسالم وفي كل أنحاء العالم؛ ذاك التفاقم الذي قد تكون له عواقب وخيمة تنتهي بركوب الغضب الشعبي والعنف المادي الجسدي، وإذاك لن يجدينا لا التأسف ولا البكاء على كل فرصة ثمينة نضيعها معا من أجل بناء عالم أساسه الاعتراف والاحترام المتبادلان بين مختلف الشعوب والثقافات وبالتالي مصيره الحب والأمن والرخاء والاستقرار. السيد عدنان أبو معيليش.. أرجو أن تتفهم مقاصد النبل والصفاء المتضمنة في رسالتي هذه وأن تكون لديك الشجاعة والنزاهة الكافيتان لنشرها في موقعكم كما أرجو أن تشهد أني بلغت وأني أديت واجبي كمثقفة أمازيغية مخلصة لقضايا شعبها وثقافتها، ومخلصة أيضا لكل قيم التسامح والتعاون بين بني البشر. مليكة مزان: شاعرة أمازيغية من المغرب، malika_mezzane@hotmail.com
|
|