|
توظيف التاريخ في رواية "Jar u Jar" لمحمد بوزكو* بقلم: اليماني قسوح، جامعة محمد الأول وجدة 1- الرواية والتاريخ: ضمن مشروع الانفتاح على التراث الذي تبناه بعض الروائيين المغاربة في أفق صياغة كتابة روائية متميزة، اتجه جانب منهم إلى التاريخ. فاستلهموا أحداثه واتخذوها مادة حاولوا أن يؤسسوا على أنقاضها عوالمهم الحكائية. الرواية ـ كما هو متعارف عليه ـ عمل تخييلي، لكن جوهرها التخييلي لا يمنعها من أن تتخذ من الواقع المتحقق مادة حكائية لها. وهنا يكمن جانب من خصوصية هذه الروايات، أي في مظهر المزاوجة بين التخييلي والمتحقق، وبالخصوص المتحقق الماضوي. وهو ما سيطرح مفهوم الرواية ذاتها موضع سؤال كمحاولة للبحث عن صياغة جديدة لها، خاصة إذا استحضرنا كون إقحام الحدث المتحقق في الرواية يتم عبر نصوص تاريخية قديمة توظفها الرواية وفق علاقات التفاعل المختلفة التي تقيمها معها. ثم إن المزاوجة بين المتحقق والمتخيل تقود الرواية لتلامس أسئلة أخرى تتحدد معها كمحاولة للوعي بذاتها، من قبيل السؤال حول الحقيقة الحكائية وحول علاقة الرواية بالواقع أو علاقتها بالتاريخ[1]. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه بحدة: لماذا العودة إلى الماضي للتفاعل مع التاريخ؟ وكيف تتعامل معه الرواية لتحوله إلى مادة حكائية دالة في واقع تداولها؟ إن طبيعة التاريخ العلمية والمعرفية لا تصل به إلى درجة ينفصل فيها عن الرواية بمظهرها الإبداعي. فبين التاريخ والرواية هامش مشترك، فهما معا يعتمدان على الحكي، أي أنهما محكيان. فالرواية، حسب "ميشيل بوتور"، شكل من أشكال القصة[2]، والتاريخ محكي بتعبير "رولان بارث"[3] ويتدخل الجنسان، في هذا المستوى، كشكلين من أشكال الحكي يتعامل فيها المؤرخ والروائي مع الحدث الذي تصنعه شخصية ما في الزمان والمكان. إن طبيعة تعامل الرواية والتاريخ مع الحكي، والغاية التي يتوخيانها منه تختلف بينهما. فالرواية لها طابع تخييلي، وحتى في أقصى حالات واقعيتها التي تحكي فيها عن واقع متحقق فإن المظهر التخييلي الذي يميزها أجناسيا يطفو على السطح، ويفرضه الاعتقاد بوجود مقصدية أخرى عند المبدع تتجاوز مجرد الحكي عن ذلك الواقع. فهي تعتمد على نوع من التوهيم بالواقعية والتحقق لأن الروائي "يقدم لنا حوادث شبيهة بالحوادث اليومية، مسبغا عليها أكثر ما يستطيع من مظاهر الحقيقة مما قد يصل إلى الخداع[4]". ويقترن الخداع الذي يمارسه الروائي بالتوهيم الذي يوقع فيه المتلقي بتحقق الأحداث المحكية، حيث يستند إلى قواعد الإدراك العادي للأشياء في صياغته لقصته المتخيلة، والتي يستقدمها كقصة واقعية أقرب ما تكون من الحوادث اليومية. وما يميزها عن هذه الأخيرة هو افتقارها إلى مرجعية خارج النص الروائي يمكن لنا أن نعود إليها لنتثبت من تحققها الفعلي[5]. وحتى في الحالة التي تحكي فيها الرواية عن أحداث واقعية ومتحققة، فإن مجرد الإتيان بها في قالب روائي يفرض على المتلقي تعاملا خاصا معها. فالرواية لا تحكي تلك الأحداث لمجرد الإخبار بها أو الإعلان عن تحققها. فللنص الروائي دائما مقصدية، تتجاوز في الغالب المادة الحكائية، وتصوغ نفسها عند المتلقي في سؤال من قبيل: ما الدلالة التي تنتجها الرواية في حكيها لهذه الأحداث المتحققة؟ وتكمن الأهمية الأجناسية لهذه المقصدية في أن غيابها يجرد النص من مظهره الإبداعي وينتقل به من جنس الكتابة الروائية إلى جنس كتابة أخرى. ومن هنا تأتي خصوصية الرواية، فمحكيها يخصص دائما هامشا للمتخيل حتى في أقصى درجات واقعيته. وتقودنا هذه المقارنة الأولية بين التاريخ والرواية إلى الوقوف عند أهمية المقصدية المؤسسة لكل منهما كعامل حاسم في التمييز بينهما. 2- المقصدية بين الروائي والمؤرخ: إذا كان التاريخ بدوره محكيا أو يعتمد على فعل الحكي، فإن الغاية التي يتوخاها منه تختلف عن سابقتها في الرواية، حتى في حالة صدور هذه الأخير عن واقع متحقق كمادة حكائية لها. إن اهتمام المؤرخ ينكب على ضبط تحقق الحدث أو عدم تحققه، وعلى صحة الخبر أو زيفه. فبهذا النمط من الاهتمام الذي تقتسمه ثنائية الصدق والكذب تتوارى إلى الخلف كل مقصدية فكرية وجمالية تقترن بذاتية المؤرخ وهي ما يمثل في المقابل الهاجس المحرك للروائي كمنتج لدلالية وفنية الحدث المحكي. فالروائي يعيد إنتاج رؤيته وإدراكه الخاصين للعالم عبر الحكي، والذي لا يعني مجرد عرض اعتباطي للأحداث، بل ينتج عبره أيضا صياغة جمالية وفنية للموقف أو الرؤية. ويوضح "بول فاين" هذا الاختلاف بين الرواية والتاريخ عندما ميز بين عمليهما وحدد طبيعة الحدث الذي يمثل موضوع اهتمام كل منهما: "التاريخ حكائي ويفيد عبر الحكي كالرواية، ويختلف معها حول نقطة أساسية فقط... فالمؤرخ ليس هاوي تحف ولا متذوق جمال، ولا يهمه الجمال ولا التحفة النادرة أيضا، لا شيء يهمه غير الحقيقة، فالتاريخ هو محكي أحداث حقيقية. وإلى حدود هذا التعريف يجب على الحدث أن يستوفي شرطا وحيدا كي تكون له أهلية الحدث التاريخي: أن يتحقق فعلا، وينتهي تحديده إلى تأكيد تمييز دقيق بين التاريخ والرواية والخرافة، حيث يحصر الأول باعتباره محكي أحداث حقيقية، وليس أحداثا يمكن تصديقها (كما في الرواية)، أو لا يمكن تصديقها (كما في الخرافة)[6] . فالرواية والتاريخ يفترقان على مستويين أساسيين، تقترن أولها بطبيعة المادة التي يتخذها كل منهما موضوعا له، ويقترن الثاني، وهو الحاسم، بطبيعة التعامل مع تلك المادة والذي يحدد الغاية التي يسعى إليها كل منهما. فرغم أوجه التشابه الوارد بين المادة الحكائية للرواية والمادة موضوع التاريخ، فإن اهتمام المؤرخ يقف عند حدود المتحقق من الأحداث مما يقتضي معه ما دونه من الأحداث التي يمكن أن تتخذها الرواية موضوعا للحكي. فاهتمام الروائي يتجاوز المتحقق ليشمل أيضا الشبيه بالمتحقق من الأحداث، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك ليهتم أيضا بالأحداث الخيالية كما نصادف في بعض التعريفات الروائية الجديدة كرويات الخيال العلمي والروايات العجائبية وروايات اللغز وغيرها. فالروائي، إذن، ينفتح على التاريخ المتحقق كمنطلق ضمن منطلقات أخرى يمكنه أن يتعهد عليها في بناء حكاية يمرر عبرها أسئلته. وحتى في حالات من قبيل هذه الأخيرة التي تنطلق فيها الرواية من المتحقق الذي يشكل موضوع اهتمام المؤرخ، فإن تعامل الروائي معه يبقى متميزا، فكما سبقت الإشارة، فإن عمل النموذج يقف عند حدود البحث في تحقق أو عدم تحقق الحدث، أما الروائي، فإنه يتجاوز سؤال البحث في طبيعته ليجعل منه ذاته منطلقا لارتياد عوالم تخييلية تتجاوز العالم المتحقق إلى عوالم افتراضية تصدر عن مخيلته، بذلك يحول الحدث والشخصية والزمان والمكان، كأبعاد للحدث المتحقق إلى أدوات محفزة للتخييل وإنتاج الدلالة[7]. 3-تقديم الرواية تحمل الرواية العنوان التالي"JAR U JAR" أي "بين وبين"، صادرة عن مطبعةTRIFA GRAFH بأبركان. وتضم ثمانين صفحة من الحجم المتوسط، الطبعة الأولى 2004، وقدم لها بالفرنسية رشيد رخا، رئيس مؤسسة "دافيد مونتغمري هارت" للدراسات الأمازيغية، والرواية مكتوبة بأمازيغية الريف بالخط اللاتيني. أما مؤلفها، فهو محمد بوزكو مدير شاب بالمصالح الجمركية *، من مواليد منطقة دار الكبداني بقبيلة آيت سعيذ بإقليم الناظور، تمكن من تحقيق تراكم ملحوظ نسبيا على مستوى الإبداع الأدبي المكتوب بأمازيغية الريف حيث ساهم في إثراء بيبلوغرافيا هذا الإبداع بروايتين[8]، ومجموعة قصصية[9] ومسرحية.. إن الرواية التي نحن بصددها، تكشف عن وعي مؤلفها، بالكتابة الروائية ودرايته بالأسئلة التي تروج في فضاء الرواية المغربية من جهة، ومن جهة أخرى على أنه يمارس كتابة حداثية بلغة أمازيغية متداولة وبسيطة لكن عميقة وشاعرية دون تكلف أو تعمد استخدام مفردات نادرة موظفا ومستلهما لمظاهر التراث الشعبي ولمكون التاريخ في محاولة لتقديم البديل الذي يعتقد في قدرته على بلورة شكل مميز للكتابة في الرواية المغربية والكتابة الإبداعية الأدبية الجديدة[10] تأخذ بعين الاعتبار جوانب من عناصر الهوية التي ظلت لردح من الزمن ينظر إليها نظرة لا تخلو من الدونية والاحتقار والتهميش. هذه الرواية تحكي عن واقع اجتماعي، وأحداث معاشة، أي أن مقصدية الحكي مرتبطة بالحاضر: الآن هو الزمن الذي تحكي عنه الرواية[11] Rexxu, ussan sqàren ". تدور الحكاية في الرواية حول شخصية محورية ملقبة ب "MUDRUS "، شاب فقد أباه خلال فترة المقاومة والجهاد أثناء إجراء المفاوضات التي انتهت إلى الفشل بين الاستعمار الفرنسي والمقاومة الريفية سنة 1926، إن بطولة الآباء والأجداد وتضحياتهم تحولت إلى خيانة في نظر أقران "موذروس" وأبناء الدوار الذين ظلوا ينظرون إليه نظرة احتقار واستصغار مردها جهل أجيال اليوم لتاريخهم واحتقار رجالاته ورموزه. ولعل إساءة "أمارزاك" إلى "موح أمقران" خير أنموذج. لقد ساهمت هذه المواقف والسلوكات، التي تعمقت بفضل موقف الصمت الذي اتخذته أم "مودروس" وصديق أبيه "الزوفري" إلى جانب وفاة كل من حميتو وحمو غرقا في البحر في محاولة للوصول إلى الضفة الأخرى، إلى "إرومين"، في اختلال التوازن النفسي لشخصية موذروس، غير أن احتضانه من قبل جده وجدته وحرصه على الاستماع لحكيهما عن الماضي، ساهم في الكشف عن مفارقات الحاضر الواقع من خلال مقارنته بالماضي. هذا الحاضر الذي تبدو فيه الأجيال بعيدة عن قيم التشبث بالأرض، كسولة تريد أن تحيا على الهامش، وفي أحسن الأحوال الهروب من الواقع التعيس والمزري نحو الآخر الذي قاومه الآباء والأجداد بالأمس القريب. هذا الواقع الذي لم تعد قيمه ومؤسساته كما كانت في الماضي القريب الذي تحكي عنه الجدة والجد، حيث كانت مسؤولية أمغار يتحملها الشخص اعتمادا على إجماع السكان والكفاءة والمصلحة المتبادلة.... عكس أمغار اليوم الذي تقول عنه الجدة إنه ينصبه المخزن، ويختاره من بين الناس الملاك للأراضي والثروة، والمحظوظين من أولئك الذين يقولون نعم، ويشترون الذمم والصمت ويبيعون الكلام، منهم من استفاد من تعاونه مع الاستعمار، فاستحوذ على الأملاك التي تركها بعد رحيله. والأنموذج المقدم هو "عمار ن عمار" الذي أصبح "أمغارا" بمباركة المخزن من دون تضحية أو مساهمة، في الوقت الذي كان مآل المقاومين والمجاهدين النسيان والجهل والتهميش إلى درجة أن بعض رموزهم (الأب) لم يخصص له أي قبر بين الشهداء. ولم يحظ بإطلاق الزغاريد عند استشهاده، وقد شبه الوضع ـ على لسان الأم ـ الذي آل إليه الأب والجد "موح أمقران" بالشمعة التي تحترق من أجل الآخرين قبل أن يُرمى ما تبقى منها في الأزبال. ورغم إحساس "موذروس" بالظلم والإساءة إليه ولرموز التاريخ فإن اقترابه إلى "موح أمقران" بث فيه الأمل بالمستقبل: « War teqnid xa ad yas ij n ass war it ghimi manaya ad ac tecna tghuri ad ac tecna tudart »[12] غير أن الراوي بقدر ما يحكي عن الحاضر، يهمه أيضا معرفة الماضي. - manya snext, siwer ayi x min iεdun... - min iεdun awar xaf s d azirar - ura d ida awar xaf s d azirar...![13] إن الكاتب يستحضر هنا العلاقة القائمة بين التاريخ والحاضر والمستقبل مؤكدا على مقولة وحقيقة سبق وأن تبناها العديد من علماء التاريخ والحضارة وهي أن الشعب الذي يجهل تاريخه، يضيع عنه مستقبله. Aydud umi iweddar umezruy it weddaras ura d imar[14] لذلك سيسعى إلى معرفة ما جرى، سيما وأن رسائل "الزوفري" من فرنسا زادته إصرارا على معرفة الحقيقة التاريخية وتصحيح التحريفات التي تعرضت لها، الشيء الذي سيدفع به إلى مغادرة الوطن متوجها نحو فرنسا بغية استكمال الدراسة، لكن أساسا لمعرفة مصير أبيه وما جرى. وقد تمكن من الالتقاء بـ"الزوفري"، صديق أبيه في الجهاد والمقاومة الذي وجده بالمستشفى طريح الفراش، مريضا بفعل الغربة والعزلة بعدما حكمت عليه المحكمة العسكرية الفرنسية بعشرين سنة سجنا نافذة. لقد شكل اللقاء بين الإثنين لحظة استعاد فيها "موذروس" جانبا من توازنه النفسي، وتمكن "الزوفري" من استعادة جزء من حيويته ونشاطه، مما سمح له بالبوح بالحقائق التي كان يجهلها الأول عن تاريخ الأب وصديقه الذين تحولت بطولتهما في المقاومة والجهاد إلى خيانة وانتهازية وتواطؤ مع المستعمر بفعل إشاعات ظلت تتداول بين السكان ساهمت في جهل الحقيقة وتشويهها وضياع للحقوق، والإحساس بالحيرة، واتخاذ مواقف اجتماعية وسيكولوجية سلبية، والشعور بالغبن والحرج والحقد على الانتماء إلى الذات، والانفصال عن الأرض والتربة السوسيولوجية، والتنكر للرموز والتاريخ، وهذا يشكل أعلى وأخطر مراتب الاستلاب. إن عنوان الحكاية: Jar u Jar أي "بين وبين"، يلخص الموضوع المحوري للرواية المتمثل في جوانب من الحياة للشخصية المحورية بالرواية "موذروس" الذي كبر وعاش على مفارقات موزعة بين ما يسمعه وما يراه، بين الحقيقة والكذب والافتراء، بين يتم الأب والأم الصائمة عن الكلام، بين أحلامه وحبيبته "طيموش"، بين جدته وجده، بين الصمت والكلام، بين الجري والوقوف، بين دقات القلب وخفقان الحنجرة، وبين المصارعة والعراك، بين الحياة والموت... بين وبين، كبر موذروس. ولا تقتصر الرواية على هذه الشخصية المحورية فقط، وتركيزها عليها إنما جاء لتتخذها بؤرة للحكي ترصد عبرها زخما من التفاصيل التي يحياها "موذروس"، واستطاعت الرواية أن تقدم صورا شتى عن المفارقات الاجتماعية والسياسية، لأنماط الإدراك وأساليب العيش... وركزت الرواية في مجمل تفاصيلها على الهواجس التي تعكس عمق الهوة التي يتحسسها "موذروس" من جراء مفارقات الواقع عند مقارنته بالماضي الذي يستحضر هنا عن طريق إسناد الحكي للجد والجدة. أو من خلال رصد سلوكات وتصرفات شباب اليوم تجاه الواقع والتاريخ، دون إغفال التحولات السياسية والاجتماعية التي أحدثت ما يشبه القطيعة مع قيم الماضي. إن الشخصيات الثانوية يظل حضورها فاعلا ووازنا ساهم في خلق دينامية في الحكي داخل الرواية سمح بالاطلاع على بعض المواقف الاجتماعية والسيكولوجية التي يوجد عليها المجتمع الذي تحكي عنه الرواية. يبدو أن محمدا بوزكو ملم بالكتابة الروائية وخبرها رغم أن الإبداع الروائي عمل شاق ومتعب ومدمي، لكنه ضروري لمن لا يستطيع تحمل الكلام في زمن الطابوهات وما أكثرها. والكتابة عنده مناسبة للعب الطفولي، والانفتاح على السخرية والشك ومفارقات الواقع والأمثلة الصعبة المحرقة. وهي تحدس أكثر مما تحسم، تشير أكثر مما تعين، وترمز أكثر مما تعني، سواء من خلال حوار الشخصيات فيما بينها، أو من خلال الوصف النفسي لها، ولأفكارها، ومونولوجاتها وأحلامها، فضلا عن مظاهرها وعاداتها، ولباسها وأشكالها، مما يجعلنا كمتلقين نحس أو نتخيل مدى لوعتها وحدتها، أو بؤسها النفسي أو حبها الجارف للحياة. تبدو مقهورة لا تقوى على الكلام، لكنها لا تستسلم للواقع، ميزتها هو تشبثها بالأمل، الجد يوصي حفيده بالتشبث بالأمل في المستقبل لتغيير الأوضاع، والابن "موذروس" لا يستسلم في البحث عن أخبار الأب ورفيقه في الجهاد والمقاومة، وبراءتهم مما نسب إليهم عبر الإشاعات وتحريف حقائق التاريخ. وعلى مستوى آخر، اعتمدت الرواية مبدأ التفاعل النصي بشكل واع. وحاولت أن تدبج عبره الخطاب بمجموعة من أساليب الخطاب والقول، جعلت منه في نهاية المطاف فسيفساء لأنماط القول. فالرواية إلى جانب السرد المباشر الذي يتحمل مسؤولية الإخبار بأحداث الحكاية، نجدها تستحضر عدة مظاهر من التراث الشعبي من شعر، وحكاية وأمثال شعبية، وتعابير مسكوكة، وعادات وتقاليد، وفنون، إلى جانب المكون التاريخي. وتوظف هذه المظاهر والمكونات كأشكال تعبيرية تتفاعل معها لتستدرك بها ما يتخلف عنه السرد المباشر، حيث تتيح للشخصية في علاقتها بذاتها وللشخصيات فيما بينها القدرة على تحاور بشكل مباشر، وعلى أن تكشف عن بواطنها الداخلية بشكل أكثر حيوية، لهذا نجد الرواية تتزاوج بين السرد المباشر والحوار وأساليب السبر من حوارات داخلية ورؤى منامية، وحوارات تطلقها الشخصية. لقد تفاعلت الرواية مع التاريخ، في إطار البحث عن شكل للكتابة يساعد على الغوص في الواقع ويمنح آليات لخلخلته ومساءلة يقينياته وتحريك ممنوعاته، وهو ما يجعل من إعادة كتابة هذا التاريخ وقراءته مشروطة بالإبداعية والخلق، وإلا فإنها ستتحول إلى تكرار عقيم للماضي. من هنا جاءت مقاربتنا للمتن الروائي المدروس، للبحث في طبيعة التاريخ الذي يستحضره الكاتب محمد بوزكو في روايته، والبحث في أشكال تعامله معه، وطرق استحضاره داخل النص الروائي، والوقوف عند الصورة التي يتمثل بها الكاتب وظيفة التاريخ في إبداعه، وللقيام بذلك نقوم أولا بجرد مظاهر التاريخ الموظفة في الرواية. 4- جرد مظاهر التاريخ الموظفة في رواية Jar u Jar
5- طبيعة التاريخ الموظف في الرواية من خلال جرد المادة التاريخية الموظفة في المتن الروائي المعتمد في هذه الدراسة يتضح أن الكاتب استحضر بعض الجوانب من التاريخ المتعلق بتجربة الكفاح والجهاد والمقاومة المغربية بالريف ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي خلال عشرينيات القرن الماضي، فضلا عن جوانب من التاريخ الاجتماعي المتعلق بكيفية اختيار ممثل السكان "أمغار"، وبعض خصائص وقيم هذا الأخير الذي يعتبر عضوا بإحدى أهم المؤسسات الاجتماعية والسياسية المعروفة في الماضي القبلي المغربي الأمازيغي[15]. إن هذه الجوانب من التاريخ المستحضرة من قبل الكاتب تتعلق بفترة من تاريخ المغرب المعاصر المرتبطة بتجربة المقاومة المغربية في الريف ومما لاشك فيه، أن هذه التجربة مهما قيل ومهما كتب عنها، فإنها مازالت في حاجة ماسة إلى مضاعفة المجهودات الجادة لإلقاء المزيد من الأضواء على مختلف مراحلها وتحليل مكوناتها في إطار شمولي مبني على البحث المتأني والدراسة المتمحصة لعناصرها المتداخلة وربط ظهورها وتطورها بسياقها التاريخي ومدلولها السياسي والفلسفي، في إطار مشروع إعادة كتابة التاريخ المغربي، وقراءة هذا التاريخ الذي تعرضت الكثير من قضاياه لتأويلات مغرضة، مما ساهم في حجب الكثير من الحقائق عن أجيال الحاضر والمستقبل. لقد مرت ثمانون سنة عن أحداث هذه الفترة، ومع ذلك، لا زال الكثير من الجوانب من تاريخها غير معروفة لدى أجيال من المغاربة لأسباب متعددة ترتبط بالحصار المضروب عليها في المحيط التربوي والاجتماعي والسياسي[16]، وحتى المعروف منها لا يخلو من الإيديولوجية والأحكام المسبقة والصور السلبية والمتناقضة، وقد ترتبت وتترتب عن هذه الاختلالات على مستوى المعرفة التاريخية نتائج عدة، تؤثر سلبا على الشخصية المغربية حاضرا ومستقبلا، نتائج تؤدي إلى ضياع الهوية التي تضمن لنا كمغاربة طابع التفرد والاستمرارية، ومن ثم تقطع الصلات التي تقرر لنا أحقية التواصل والانتماء التاريخي. لقد أصبح الكثير منا يعيش انسلاخا واستلابا وإحباطا وشعورا بالنقص، مع ما يرافق ذلك من افتقاد الحس الوطني، مظاهر يمكن ملامستها لدى النخبة، كما لدى العامة، وفي مختلف جوانب ومناحي الحياة، في السلوك الاجتماعي والثقافي والسياسي والتربوي. وإن الوعي بحالات الاختلال التي توجد عليها المعرفة المتعلقة بتاريخنا، وما يترتب عن ذلك من نتائج، كان من بين العوامل التي جعلت العديد من الفاعلين سواء في مجال البحث التاريخي أو في تنظيمات المجتمع المدني، ترفع مطلب كتابة التاريخ المغربي أو إعادة كتابته وقراءته. لقد تفاعلت الكثير من الكتابات الإبداعية الأدبية المغربية مع مراحل وفترات من تاريخنا تشكل فترة المقاومة والجهاد، حيزا مهما بين تلك الفترات التاريخية. وذلك في إطار البحث عن شكل لكتابة إبداعية أدبية يساعد على الغوص في الواقع، متسلحا بآليات تمكن من خلخلة ومساءلة يقينيات هذا الواقع وتحريك ممنوعاته، وفضح طابوهاته وتعريتها. وهو ما يجعل من إعادة كتابة هذا التاريخ وقراءته مشروطة بالإبداعية والخلق. وفي هذا السياق يمكن إدراج رواية jar u jar لمحمد بوزكو في تفاعلها من التاريخ. 6- طريقة تفاعل رواية "jar u jar" مع التاريخ: يستحضر التاريخ في الرواية عن طريق السرد المباشر ومن طرف الحكي الذي يسند للشخصيات. وأساسا الشخصيات التي لها علاقة بالتاريخ يتعلق الأمر بكل من الجد "موح أمقران" والجدة "نونوت" ورفيق الأب في الجهاد والمقاومة والكفاح "الزوفري". هذه الشخصيات تحاورها الشخصية الرئيسية بالرواية وهي: "موذروس" الذي ينتمي إلى الزمن الحاضر وهو ابن "أبران" الذي ينتمي إلى الماضي. لكن رغم هذه العلاقة، فموذروس يجهل الكثير عن أبيه في ظل الإشاعات والاتهامات المتداولة التي لم يتمكن الجد من دحضها رغم تأكيداته، لذلك سيسعى لأجل معرفة الحقائق وبراءة أبيه ورفيقه عبر البحث ومساءلة هذا التاريخ. I- التفاعل النصي: وإذا تتبعنا الرواية يمكن أن نقف فيها على نمطين من علاقات التفاعل مع التاريخ المستحضر يمكن أن نحددها كما يلي: أ- علاقة تفاعل عامة: وتتحدد في التفاعل مع مرحلة/ فترة تاريخية محددة تتخذ الرواية من بعض أحداثها وشخصياتها، مادة للمحاكاة، ويمكن أن نحدد هذا الإطار من التفاعل النصي باعتباره يمثل مستوى التعلق النصي. فالرواية في إطاره تتعلق بنص سابق يتحدد بصفة عامة في الكتابات التاريخية التي تناولت فترة المقاومة الريفية التي تتفاعل معها الرواية. لكن معرفة نوعية العلاقة التي يقوم عليها التعلق النصي هنا تبقى رهينة بمعرفة المتلقي بالنص السابق أو بعلاقات التفاعل الجزئية التي تبرز جوانب من كيفية تعامل النص اللاحق مع النص السابق. فالرواية تستحضر عددا من النصوص التاريخية وفق مبدأي التحويل والمحاكاة، لتقارن بالواقع الحاضر. ب- علاقات تفاعل جزئية: في هذا الصدد يمكن الحديث عن التناص بمظهريه: الاستشهاد والميتناصية، والسرقة الأدبية. ـ الاستشهاد: تندرج النصوص المستشهد بها في إطار الحكي، وتوظف بعض المؤشرات التي تحيل إلى انفصالها عن المحكي الخاص بالسارد حيث تبدو كخطابات منقولة ترد بين مزدوجتين. إن النصوص المستشهد بها تساعد الكاتب على توسيع الأفق التخييلي للنص بمظافرتها لأحداث تاريخية أخرى، إضافة إلى ذلك فهي تلعب دور الموثق للأحداث المحكية في الحكاية المتخيلة. ـ الميتناصية: إن النص السابق هنا يتحدد كموضوع للتفكير والتعليق بالنسبة للنص اللاحق، حيث يحاول هذا الأخير أن يحوله ويعدله وفق المعطيات الفكرية والإدراكية لمنتج النص اللاحق. وتتجسد هذه العلاقة بوضوح في رواية محمد بوزكو Jar u Jar عندما اتخذت التاريخ كموضوع للتفكير في الحاضر ونقده. ـ السرقة الأدبية: تقترن هي أيضا بالنصوص التي تقتبسها الرواية من الكتابات التي تناولت المرحلة التاريخية تأريخا أو قراءة، غير أن هذه العلاقة تتميز بمظهرها المفرط في الإضمار، حيث لا تملك أي مؤشر يقود إلى معرفة مصدرها، إذا ما استثنينا الذخيرة الخاصة بالمتلقي الذي قد يكون على معرفة بها. فهذه النصوص ترد في الرواية كنصوص محولة تفتقر إلى كل مؤشر يدل على قائلها الأصلي. وهو ما يجعلها تذوب في الخطاب الخاص بالسارد. II- الرواية بين أخيلة التاريخ وأرخنة التخييل: وظف "بول ريكور"[17] التعبيرين في سياق المقارنة بين ما هو روائي في التاريخ كعلم، وبين ما هو خاص بالتاريخ في الرواية كإبداع. ويقصد "بول ريكور" ب Historification de la Fiction المظاهر التأريخية التي يجد الروائي نفسه أمامها كمظاهر لازمة، لمحاولته إعادة تصوير الزمن أثناء الكتابة. ويقصد ب Fictionnalisation de l'histoire المظاهر التخيلية التي تتولد في عمل المؤرخ عندما يحاول إعادة تصوير الزمن أثناء عملية التأريخ، ونوظفهما هنا بمعنى الانتقال من التخييلي إلى التاريخي بالنسبة للأول أو من التاريخي إلى التخيلي بالنسبة للثاني. يلاحظ من خلال جرد مظاهر التاريخ الذي تتفاعل مع رواية jar u jar ولأشكال هذا التفاعل. أن هناك حضورا لمجموعة من الأحداث المتحققة التي وقعت خلال فترة المقاومة مثل دحر الاستعمار الأسباني وتراجعه إلى حدود مليلية، والمفاوضات بين الاحتلال الفرنسي والمقاومة الريفية وبين كل من الاحتلالين الفرنسي والاسباني من جهة، والمقاومة الريفية (مفاوضات وجدة 18 أبريل 5 ماي 1926 )، بخصوص ممثلين من الجانبين، والتي انتهت إلى الفشل ونفي زعيم المقاومة إلى جزيرة "لاريونيون" بالمحيط الهادي، حيث قضى عشرين سنة بين الإقامة الإجبارية والنشاط المحدود والمراقب، قبل أن ينتقل، من الجزيرة وينزل بمصر التي قضى بها ما تبقى من حياته، وقد دفن بالقاهرة دون أن يسع تراب وطنه المغرب قبره. هذه الجوانب من التاريخ، يستحضرها الكاتب مضفيا عليها طابعا تخييليا، وهنا تحقق الكتابة الرواية عند محمد بوزكو خصوصيتها كأخيلة للتاريخي المتحقق Fictionnalisation de l’historique. وهناك حالات أخرى داخل المتن الروائي، تعكس العملية حيث تبدأ من التخييلي، وتدبجه ببعض المعطيات التاريخية لتضفي عليه طابع المتحقق والتاريخي مثل قضية مشاركة كل من أب "مودروس"، "أبران" ورفيقه "الزوفري" في المفاوضات مع الفرنسيين، وكيف انتهى مصيرهما. هذه المعطيات تحقق انتقالا معكوسا من التخييلي إلى التاريخي، وهي العملية التي تتحدد كأرخنة للخيالي. Histoirification du fiction. 8- كيفية اشتغال التاريخ في الرواية يشتغل التاريخ في الرواية، jar u jar كوسيط خصب، يساعد التفاعل معه في تشكيل خلفية للتخييل، وفي الاقتراب من الواقع لملامسة بعض القضايا التي تؤطره، والتي كانت إلى عهد قريب من بين المواضيع المحرمة، وكل محاولة لإثارتها تجعل صاحبها ينعت بالشوفينية والعمالة، والعداء للوحدة والسيادة الوطنيتين، وتبني التجزيئية والانقساميةّ!! إن أشكال التعامل مع الماضي في الكتابة الإبداعية تختلف، لكنها تحرص على أمر أساسي هو ربط الماضي بالحاضر، والذي يتم عبر علاقات دلالية بين الواقعين قد تكون مبنية على التماثل أو التناقض. وهنا لا بد من التأكيد على أن أيا من شكلي التعامل ينطوي على رؤية إيديولوجية للواقع الحاضر. إن رواية محمد بوزكو jar u jar ، وهي تعود لاستحضار لحظات نموذجية في التاريخ المتعلق بفترة المقاومة والجهاد والكفاح ضد الاستعمار، للتدليل بها في واقع حاضر سلبي فيه حجر على تاريخ الشعب وإساءة لرموزه وشخصياته واحتقار للمنتسب إليهم. وفي هذه الحالة يكون تفكير الرواية في الحاضر قد تم من خلال النقيض الذي يمكن أن تعتبره صورة لما ينبغي أن يكون ـ من هنا يمكن القول إن اللجوء إلى التاريخ للتفاعل معه كمادة حكائية هو اختيار جمالي من جهة، ومن جهة أخرى يتيح القدرة على التعبير أكثر مما قد يتيحه واقع مرير مسيج بسلسلة من المحرمات والممنوعات، جعلت محمد بوزكو يلجأ للتعبير بالكتابة الإبداعية، لأنه لا يستطيع تحمل الكلام المباشر وهو الموظف في إدارة الجمارك المغربية*. المراجع المعتمدة: بالعربية: 1- عثمان باعسو: المكونات التراثية في الرواية المغربية. أطروحة لنيل الدكتوراه في شعبة اللغة العربية وأدبها، وحدة السرد العربي، كلية الآداب أكدال، الرباط، 2001-2002. 2- محمد خرشيش: المقاومة الريفية، سلسلة شراع. ع:22 . 30 رجب 1410، دسمبر، طنجة، 1997. 3- مؤلف جماعي، مدخل للأدب الأماريغي (تاسكلا ن تامزيغت). ط:1: منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1992. الترجمة: - بوتور ميسيل: بحوث في الرواية الجديدة، ترجمة انطونيوس فريد، ط:3، نشر عويدات، بيروت، لبنان، 1986. بالأمازيغية: 1- Mohamed BOUZAGGOU: JAR U JAR. 1ère édition Imprimerie, TRIFAGRAPH, Berkane, 2004. 2- Mohamed BOUZAGGOU: TICRI X TAMA N TASARRAWT. 1ère édition Imprimerie, TRIFAGRAPH, Berkane, 2001. 3- الوليد ميمون: ثيفادجاس ثينفاس ثيقوضاضين (قصص قصيرة). ط: 1، Utrech stiching Apuleius، 1996. بالفرنسية: 1- Robert MONTAGNE : La vie sociale et la vie politique du Berbères, 2dition : comité de l’Afrique Français, Paris : 1931. 2- Paul YEYNE : Comment on écrit l’histoire : essai d’épistémologie, Seuil. Paris. 3- Paul RICOEUR : Temps et récite temps raconté, Tome III, Seuil, Paris, 1985. الإحالات:
*
- فاز
محمد بوزكو عن روايته هذه بجائزة قاضي قدور الدولية للإبداع الأمازيغي.،
التي تشرف عليها كل من مؤسسة دافيد هارت للدراسات و الأبحاث الأمازيغية
بغرناطة، وجمعية أدرار بهولاندا.
[1]
-
عثمان باعسو: المكونات التراثية في الرواية المغربية: أطروحة لنيل
الدكتوراه، في شعبة اللغة العربية وآدابها وحدة السرد العربي. البنيات
والأنساق التداولية والمعرفية، كلية الآداب، أكدال، الرباط، الموسم
الدراسي: 2001-2002. (توجد مرقونة بخزانة كلية الآداب، أكدال). ص: 78.
[2]
-
بوتور ميشيل: بحوث في الرواية الجديدة، ترجمة أنطونيوس فريد، ط: 3، نشر
عويدات. بيروت. لبنان، 1986، ص: 5.
[3]
-Ronand
BARTHS : introduduction à l analyse structural du récit.
Communication ,N : 8 seuil , paris , 1981, 17
– أورده عثمان باعسو . مرجع سابق , ص:
80.
[6]
- Paul YEYNE : comment on récrit l histoire : essai d’épistémologie,
seuil, paris, p :15.
[8] - الرواية الأولى بعنوان: " TICRI X TAMA N TASARRAWT" أي "المشي على حافة المشنقة" صادرة عن "TRIFAGRAPH " ب أبركان(Berkane )، في 123 صفحة من الحجم الصغير الطبعة الأولى سنة 2001. - الرواية الثانية: JAR U JAR. TRIFAGHRAF, 2004 هي موضوع الدراسة.[10] - يؤكد الوليد ميمون على ضرورة العناية بمظاهر التراث للتأسيس للكتابة الإبداعية الجديدة .أنظر : - الوليد ميمون: ثيفادجاس ثينفاس ثيقوضاضين (قصة قصيرة) ط :1.utrech stichting Apuleius 1996، ص: 12.
[11]
- MOHAMED BOUZAGGOU : JAR U JAR, 1ère édition
imprimerie : TRIFAGRAPH , Berkane , 2004, p ; 1.
[12]
- MOHAMED BOUZAGGOU : JAR U JAR. Op. cit. p :17.
[13]- الحوار بين موذروس وجدته "نونوت". أنظر: - MOHAMED BOUZAGGOU : JAR U JAR. Op. cit. p : 12.
[14]
- MOHAMED BOUZAGGOU : TICRI X TAMA N TASARRAWT : op. cit. p: 108.
[15] - يتعلق الأمر بالمؤسسة التي تحدث عنها عدد من السوسيولوجيين والمؤرخين باسم: آيت أربعين أو مجلس الربع أو الخمس في الريف والأطلس. والتي كان مجلسها يتكون من ممثلين عن "الجماعات" وكل عضو في هذا المجلس يعرف أو يدعى ب"أمغار". وقد ذهب البعض إلى ترجمة هذا الاسم إلى الكلمة العربية "شيخ" أو "مقدم". ولكن مدلولها اللغوي يطابق كلمة: كبير. و"أمغار" أو الكبير هو شخص مرموق يحتل وضعية خاصة في جماعته، يملك خصوصيات ينفرد بها، ليس ضروريا أن يكون مسنا، ولكن يجب أن يكون كريما، شجاعا، ذو حضوة وعصبية وشهرة واسعة. وعملية اختيار هؤلاء "الإمغارن" من طرف "الجماعة" لتمثيل الدشار تقوم على أساس التزكية والإجماع أو ما يشبههما... لمزيد من المعلومات يمكن العودة إلى: - Robert Montagne : la vie sociale et la vie politique du berbères , Ed : comité de l Afrique français . paris . 1931 pp : 98- 101 - Raymoud Jamous : honneur et baraka , maison des siences de l homme paris 1981 - Calton Stevens Coon ; ph. O. : tribes of the RIF. Harvard African , studies; vol : Cambridge mass. U. s. A. 1937 . p 96.
[16]
-
الفقيه البصري : " دروس الثورة الريفية " ضمن كتاب: المقاومة الريفية لمحمد
خرشيش ، سلسلة شراع ، ع: 22 ن طنجة 30 رجب 1410. ديسمبر، 1997، ص:100
[17]
- Paul RICOEUR : Temps et récit ; le temps raconté. Tome III ; Seuil,
Paris, 1985, p :264 à 279.
|
|