هوية مزورة
بقلم: سعيد العباسي (اسكمي-بومية)
وأنا أبحث عن مواقع أمازيغية، أو بالأصح مواقع
تعنى بالثقافة والهوية واللغة الأمازيغيتين٬ وكذا بهموم وقضايا الإنسان الأمازيغي
في شمال إفريقيا (المغرب-الجزائر-ليبيا..) وجزر الكناري ومصر.. قلت حينما كنت بصدد
البحث في هذه القضايا، وذلك في إحدى مقاهي الانترنيت ببلدة بومية٬ اندهشت منذ
دخولي، بمجموعة من الفتيات والفتيان و هم أمام أجهزة الكومبيومتر واضعين سماعات فوق
رؤوسهم، والأغلبية تشكل طابورا طويلا ينتظر دوره للدخول!
في الوهلة الأولى سعدت بهذا المشهد وقلت في نفسي هذا والله خير، فمقاهي الانترنيت
مكان جميل٬ ويمكن لهؤلاء الشباب أن يستفيدوا من مواقع عدة (ثقافية –فنية-رياضية..)
ويعرفوا ثقافتهم و هويتهم الأصلية الأصيلة. إلا أن افتراضاتي كلها ذهبت هباء٬ وضاعت
كالأحلام . فقد صدمت بدردشة و"شوشرة" هي دردشات أو ما يسمى بـ"شات" بين شباب من
مدينة إلى أخرى، أو من دولة لأخرى، بل من قارة لأخرى لكن بدون فائدة. هذا هو نوع
هذه الدردشات (كره-عشق-سخرية..).
ومواضيعها تافهة و مضيعة للوقت. وأما لغة هذه الدردشات ـ وهنا مربط الفرس وغايتي من
كتابة هذه السطور! ـ فهي باللهجة العامية المصرية! نعم المصرية، ويتقنونها أيما
إتقان! وهم يتناسون لغتهم الأم (الأمازيغية). فأصبحوا يخجلون من التحاور بها. إنهم
مستلبون عن لغتهم وثقافتهم٬ مصابون بمرض الضاد العضال. فإن لم نتحرك بسرعة ونجاعة
فسنصلي صلاة الجنازة على لغتنا "تمازيغت" عما قريب.
|