|
الشكل الثاني: "ذوثرا ن رعواشار": ظاهرة التطواف حول دور القرى لجمع مساعدات عينية ومالية لفقيه المسجد لعب المسجد دورا كبيرا في قبيلة آيت ورياغل، وحظي باهتمام ساكنتها. فإلى جانب كونه مكانا للعبادة والصلاة، انفرد المسجد بدوره التعليمي، وشكل المكان المناسب لعقد الاجتماعات للنظر في شؤون "الدشار". (صورة رقم: 5،صورة لجانب من فناء مسجد قديم بدوار إكدابن جماعة بني عبد الله). كانت الجماعة "جماعث" هي التي تنشئ المسجد، وتعين فقيها (رفقي) يتولى شؤونه، وغالبا ما يستقدم من خارج "الدشار". كان الفقيه قبل أن يبدأ أعماله يتفق مع الجماعة على أجره السنوي الذي يسمى "الشارظ" أي: الشرط، يكون في الغالب عينا، إما قمحا أو شعيرا. والتزام الجماعة على التناوب بين أفرادها لأداء معاش الفقيه اليومي الذي يدعى "النوبث"، ويتكلف أحد التلاميذ "ءامحضار" بجلبها، والإعلام القبلي بها، وكل من تخلف عن أداء ذلك المعاش يتعرض لعقوبة صارمة[1]. كان الفقيه يقوم بعدة مهام، فإضافة إلى إقامة الصلاة بالناس (ذزاجيث)، يتولى تعليم الصبيان (ءاسغار ئيمحضان)، وكان يقوم أيضا بمهمة القضاء، والفصل في النزاعات بين القبائل والأشخاص، وكتابة العقود بين الأهالي من بيع، وشراء، ورهن. وكانت تخصص للفقهاء المقتدرين جوائز مالية ومنتجات زراعية[2]. 1- زمان "ذوثرا ن رعواشار" ومكانها وكيفية إجرائها: كانت الجماعة تخصص للفقيه أيام عطلة وراحة، ليعود إلى بلده وزيارة أهله، وهو ما كان يعرف بـ"رعواشار". أيام هذه العطل تصادف المناسبات الدينية مثل: عيد الأضحى، وعيد الفطر، وعاشوراء، والمولد النبوي... في إطار التكافل ومساعدة الفقيه، يخرج تلاميذ المسجد في يوم من أيام ما قبيل العطلة، في موكب جماعي احتفالي يتقدمهم "ءامحضار"[3] حاملا قفة "ذاقرابث" في يده، يجمع فيها الإعانات والمساعدات، وفي اليد الأخرى يمسك بعمود من الخشب أو القصب يهش به على الكلاب التي تحرس منازل القرى. ينطلق التطواف من المسجد، وينتهي عنده، وخلال مساره يردد "ءامحضار" آيات سورة الشمس[4]، وبين كل آية يتوقف، ليردد زملاؤه صيغة: "اللهومامين" أي: "آمين ياألله". وفي أحيان أخرى، يردد "ءامحضار" أبيات مطلبية استجدائية، وبين كل بيت وآخر يردد زملاؤه في الموكب صيغة "اللهومامين". ومن هذه الأبيات ما يلي: الأبيات ترجمتها: ءارالا بيطا بيطا - ياسيدتي: امنحينا بيضة بيضة اللهو مامين الله آمين اعطيني واحد البيطا - أعطينا بيضة واحدة اللهو مامين الله آمين ن زوق بها لوحي - "ألون بها لوحتي" اللهو مامين الله آمين أو لوحي لطالب - لوحتي للفقيه اللهو مامين الله آمين والطالب للجنا - والفقيه للجنة اللهو مامين الله آمين والجنا محلولا - والجنة مفتوحة اللهو مامين الله آمين حللها مولانا - فتحها إلاهنا اللهو مامين الله آمين يقوم هذا الشكل التعبيري على مجموعة من العناصر الدرامية، والفرجوية. مثل الحوار، والحركة، والترديد، والغناء، وتلوين الصوت، ومكونات سينوغرافية مثل: المكان والزمان... الشكل الثالث: "ءاسناي ن تسريث": خروج العروس إلى بيت زوجها. في مساء اليوم المعروف محليا ب"ذامغرا"، يأتي وفد من أهل العريس (مولاي/ ءاسري) مكون من رجال ونسوة وفتيات، مصحوبا بوسيلة للنقل. يستقبل الوفد من طرف أهل العروس بالزغاريد وإطلاق المفرقعات (رميش)، وبعد تناول الطعام، يتم تشكيل الوفد "الرسمي" الذي سيرافق العروس إلى بيت زوجها. ويقوم الأبوان بتشجيع ابنتهما، والدعاء الصالح لها، حيث تمسك الأم بيد ابنتها وتقودها إلى الخارج[5]. ويساعد الأخ، أو العم، أو الخال العروس على ركوب صهوة الدابة[6] المجهزة لذلك. يتحرك الوفد في جو من الزغاريد، والصيحات، وأهازيج ومرددات الوزيرات والفتيات المصاحبة للعروس[7]، وتوصي العروس عند خروجها من منزل أبويها بعدم الالتفاتة أو النظر إلى الوراء، لاعتقاد قائم على الطيرة، يروم تفادي الأذى والسوء الذي قد يحدث لها، أو لأسرتها في حالة الالتفاتة أو النظر إلى الوراء. يرافق العروس، وهي راكبة الدابة، اثنان من أقاربها، يشدان بها واحد من الميمنة والآخر من الميسرة لتفادي سقوطها. ويقوم شخص آخر بقيادة الدابة. (أنظر الصورة رقم:6)، وعند الوصول إلى منزل العريس يجرد الدابة من لجامها الذي يخبئه إلى حين تلقيه لمقابل بمثابة أجرة عن قيادته لدابة العروس، وغالبا ما يتم هذا في جو من الدعابة والمرح. (صورة رقم 6: موكب العروس وهو في الطريق نحو منزل العريس) في هذا المشهد، ترتدي العروس زيا مناسبا، "تكشيطا"، أو "جلبابا" وتغطي أطرافها السفلية بلحاف أو "إيزار" أبيض، أو "حايك"، وتعلق إلى صدرها أو جبهتها مرآة زجاجية صغيرة، من وظائفها إبعاد العين الشريرة[8]. وتلثم وجهها بلحاف أبيض، وتضع قبا على رأسها مغطى بثوب يعرف بـ"ذاسبنيث" وعدسات شمسية على عينيها. على طول الطريق، تقوم الفتيات بإطلاق الزغاريد، والنقر على البنادير والدفوف وترديد الأشعار والأهازيج في مدح العروس، وهذه بعض الأبيات المرددة: بالأمازيغية: الترجمة: رالا ذاسريث نغ ذاسبنيث ئيغاسن عروسنا صاحبة هندام جميل ءاموخ-ثن غاثافذ ءاراح خ ساذ ن-سن كيفما وجدت أهل العريس سر على توجههم رالا ذاسريث نغ ئيك رعنايت أتوكذ عروسنا إمرحي بدون خوف ءابابام يخضرام ئيج أومكان موقيذ ابوك اختار لك المكان المناسب رالا ذاسريث نغ ءاذبانتوت ن نابي عروسنا يا راية النبي صلى الله عليه وسلم ءاذيكمر ءاربي صلى الله عليه وسلم فليكمل الرب عند وصول موكب العروس إلى منزل العريس، يستقبل بالزغاريد وإطلاق المفرقعات، والأهازيج. تتقدم أم العريس برفقة ابنها العريس حاملة آنية بها تمر، وحليب وحلوى ولوز، وشمع مضيء وسط آنية أخرى من الدقيق. يتناوب العريس والعروس على شرب كوب من الحليب وأكل حبات من التمر، بعد ذلك تناول أم العريس عروستها آنية الحلوى واللوز وقطع السكر والفول.. فتقوم بعملية الزرع أي: رمي محتويات الآنية بيدها اليمنى في اتجاه اليمين والوراء، ليفسح المجال للأطفال للتسابق فيما بينهم للحصول على أكبر قدر من المزروعات، وهذه العادة تمارس بناء على اعتقاد يقول أن العروس يجب أن تستقبل بالخير والبركة، وتقوم هي أيضا بزرع الخير. تقوم العروس قبل دخولها إلى المنزل، برمي بيضة نحو المدخل الرئيسي للدار، وهو الفعل الذي تعيده قبل دخولها المحل المخصص لها، حيث ترمي بيضة في اتجاه مدخله قبل دخوله، وتقوم هذه العادة على اعتقاد يقول بأن ذلك يساهم في درء السوء عن العروس وعن أهلها وأهل زوجها (النشاث ن تسريث). تتقدم العروس نحو الأمام لتدخل من الباب الرئيسي للمنزل، وتسبق الرجل الأيمن بدل الأيسر[9]، في جو تعلو فيه الزغاريد وترديد الأهازيج: "صلاة أوسلام عليك أراسول الله، ئلا جاه ئلا جاه سيدنا محمد، الله معا جاه العالي..." يتضمن هذا الشكل التعبيري الاحتفالي المرتبط بمناسبة العرس جملة من العناصر الدرامية والسينوغرافية مثل الحركة، والحوار، والغناء، والترديد، والإيماء، والديكور، واللباس، والمكان والزمان، التي من شأنها أن تغني الباحث في موضوع تأصيل الفن المسرحي. الشكل الرابع: ئيعيساوين: تطواف الفرقة الصوفية العيساوية (صورة رقم 7،فرقة عيساوية أثناء تطوافها) تعرف القبيلة قدوم مجموعة من الفرق الصوفية التي تجوب قراها ومراكزها الحضرية خلال أوقات معينة من السنة، بعد منتصف شعبان، المولد النبوي... وتقدم عروضها التي تلقى إعجابا، وإقبالا من طرف الساكنة باختلاف عمرها وجنسها. في هذا الصدد أتناول أحد هذه الفرق التي تسمى محليا بـ"عيساوا" أو "ئيعيساوين". تنسب هذه الفرقة لـسيدي محمد بن عيسى شيخ مكناس الذي تشد الرحال إلى ضريحه سنويا[10]. فالشيخ الكامل كما يدعى يتعلق حوله أنصاره وأتباعه ومريدوه في حلقات الدروس. ونظرا لبركته[11]، فقد اجتمع حوله أنصاره وأتباعه من المريدين، ومنذ ذلك الحين ظهرت فيهم آثار الطريق الصوفي الذي سلكوه في صحبة الشيخ الكامل، فكانوا قادرين على أكل ما يجدونه من الحشرات والأشياء الحادة كالزجاج والشوك دون أن يحدث لهم ذلك ضررا، ويأكلون الثعابين، ويشربون الماء الحار في المراجل، ويغرزون في بطونهم وظهورهم وأطرافهم آلات قطع حادة، ويحرقون أجسادهم بنار حمراء تكون عليهم بردا وسلاما[12]. ولازالت هذه الممارسات المحيرة منتشرة ومزاولة بشكل أو بآخر إلى اليوم. الأمر الذي عاينته، وتابعته عن قرب مع إحدى هذه الفرق العيساوية وهي تجوب بعض دواوير ومراكز قبيلة آيت ورياغل[13]. (صورة رقم 8،أحد أفراد الفرقة العيساوية في لحظة من لحظات المشهد الاحتفالي والاستعراضي) تتكون الفرقة أو المجموعة من ثلاثة عناصر: رئيس ومساعديه، لباسهم عبارة عن جلابيب ونطاقات حمراء وبيضاء، يلفون رزات مخططة بلون أصفر حول رؤوسهم. يحمل رئيسهم أعلاما (رعرام) تتكون من كتان وأقمشة ذات ألوان مختلفة مربوطة إلى عصي طويل يحمله على كتفه، ويعلق صندوقا بداخله ثعبان. هذه "الإكسسوارات" تثير انتباه الناس وتسحرهم، وهي تقنية وآلية للإدهاش من بين ما تتغياه إضفاء المشروعية على سلوكات عيساوة حيث يثق بهم الجمهور المتلقي ويتجاوب معهم عندما يطالبونه بالمال والهديايا. ولذلك عندما يشعر بهم الأهالي يتحلقون حولهم مشكلين موكبا من الأطفال والشباب من كلا الجنسين، يتسع ويمتد من لحظة لأخرى عندما يجوبون القرى والمراكز الحضرية. (صورة رقم 9،أحد أفراد الفرقة العيساوية أثناء العرض عند باب أحد المنازل) يقترب أعضاء الفرقة عند عتبة كل باب منزل، ثم يقومون بالتوسل، والدعاء، وطلب الخير، والرحمة لأهل المنزل، يردد زعيم الفرقة الدعاء والطلب، ويرد عليه زميلاه صيغة "آمين"، وعند خروج أهل المنزل، يطلبونهم أداء زيارة شيخهم الهادي بن عيسى[14]. يتخلل العرض مشاهد للإبهار والتأثير والسحر، من ذلك: رفع رئيس الفرقة لغطاء صندوق يخرج منه ثعبان يتلوى حول عنقه ورأسه. وقد يقومون بهذا السلوك مع أي شخص يغدق عليهم بالمال، حيث يضعون الثعبان على عنقه وجسمه بغية شفائه من "العين" و"التابعة"[15]، ويوزعون أحجبة، أو مواد بخورية، ويخبرون عن الأحداث التي عرفتها الأسرة، أو أحد أعضائها، ويركزون أساسا على العوانس، والشابات والشباب المقبلين على الزواج، ويقوم أحدهم بغرز قطعة أو سلك حاد في أنفه أو أحد أطرافه في اللحظة التي يرغبون فيها التأثير على الزبون والحضور كي يؤمن بخطابهم، ويدفعه الموقف إلى دفع قدر محدد من المال يحددونه عينا "خلص لوزيعا على شيخنا الهادي بن عيسى باش تنتافع بالباراكا ديالو". الفصل الثالث: الأشكال التعبيرية الحلقية:
* أعاوذ ن ذنفاس * رموروذ * ءاقان ن رحني ئيذسريث * ءاقان ن رحني ئيمولاي * ذيزي ن ذاقذيحث * السينيث * عينوز * ءازنزي ن رعشوب * رعياث ن بويا * رعياث ن ذاسريث * الشضيح أولا: في تعريف الحلقة: الحلقة هي: "لقاء عام يتشكل من أجساد بشرية، وبداخلها يقف [أو يجلس] الراوي... وفي هذا اللقاء يختلط السرد بالتشخيص، والتمثيل بالتقليد، والجد بالهزل، والواقع بالسحر، هذه الحلقة لها مركز هو الرواية/ الملحمة والأسطورة والخرافة"[16]. ويعتبر فضاؤها هو فضاء المؤسسة التثقيفية والترفيهية المفتوحة أمام جميع شرائح المجتمع[17]، وقد انتبه حسن بحراوي إلى أن الحلقة ليست فنا واحدا متجانسا، كما يبدو لدى جل الباحثين الآخرين، بل هو نمط يضم أنواعا مختلفة من الفنون تجمعها عناصر اتفاق تتركز في البناء الشكلي، وتفرقها اختلافات تتجمع في المواضع وطرق تناولها[18]. في هذا الإطار، سأقف بالتوثيق والدراسة عند أحد عشر شكلا تشكل مشاهد وظواهر فرجوية تمارس في شكل حلقة أو نصف حلقة مثلما سبقت الإشارة إلى ذلك، ومثلما سيظهر من خلال وصفها. ثانيا: الأشكال: الشكل الخامس: ءاعاوذ ن ذانفاس/ رواية الحكايات أو مشاهد فرجوية مرتبطة برواية الحكايات. تعتبر الحكايات أحد الأجناس الأدبية النثرية، ذات التقليد الشفوي، التي تنطوي تحت الأدب الشعبي؛ متعددة الدلالات كوحدة، وتختلف مدلولاتها حسب طبيعة الفهم والحدث، فهي وثائق قد ترمز إلى عالم حضاري، أو إلى مجتمع محدد، أو إلى الطبيعة النفسية الجماعية في ذلك المجتمع، أو إلى نسق فكري له تميزه، مثلما تحيل على جوانب من تاريخ الذهنيات والعقليات، المنسي أو المسكوت عنه، وهي أيضا جذاذات مضامين دروس داخل مدرسة الحياة لدى الشعوب التي لم تنعم بالمؤسسات والمدارس الرسمية أو تأخر تشييدها، ووجهت غاياتها ومراميها لفائدة أقلية ذات سلطة ونفوذ. من هنا، تحمل متون الحكايات خطابا يتوزعه كم هائل من الدروس التعليمية والأخلاقية التي تستهدف تكريس سلوكيات، وزرع قيم إيجابية وترسيخها، في مقابل تطهير للسلوكيات والقيم السلبية، عبر التحذير منها ونفيها. وعليه، يبدو أن الخطاب السردي المرتبط بالحكايات يحمل في ثناياه قصدية على الرغم من أن الحاكي لا يحدد أهداف ما يحكي، إلا أن الإجراء يحقق وظائف تلقائية بشكل غير مباشر، هذا فضلا عن الجو الاحتفالي الذي يخلقه الحاكي بحركاته وإيماءاته، وتقليده لأصوات الشخصيات الإنسانية والحيوانية التي تتكون منها الحكايات"، مما يخلق تشويقا لدى المتلقي. يطلق على الحكايات في المنطقة المعنية بالدراسة، اسم: "ذينفاس" مفرد "ذانفوسث" و"ذيحوجا" مفرد "ذحاجيث"[19]. زمان رواية الحكايات ومكانها: صورة رقم: 10 مشهد من حلقة مخصصة لرواية الحكايات من طرف الرجل جرت العادة أن تروى الحكايات، أثناء الليل، بعد تناول العشاء أو خلال لحظة انتظاره، أي قبل الخلود إلى النوم[20]. فالحكي مرتبط بمحافل المسامرة والمؤانسة الحميمية، بعد تعب النهار، يصبح الإنسان المتعب في حاجة إلى التخفيف أثناء الليل، وتهدئة النفس، وفي حاجة إلى ارتخاء الجسم، واستراحة الأعصاب، فتنتعش المخيلة والذاكرة، خاصة حين ينسدل مجال الإدراك الحسي نتيجة انطباق الظلام، لذلك يصبح التركيز عملا سهلا يجعل الذهن فضاء للحكم والتخيل وخشبة لتشخيص الأحداث، وعن طريق الحكم والتخيل والتذكر. في تواشجها يتغذى الوجدان وتتسع الآفاق، ويكون وقع الأحداث والكائنات الخيرة والشريرة أكثر تأثيرا، خاصة وأن الحاكي يعمد دائما إلى التضخيم والتهويل، ويكون انتصار البطل بعد المصاعب المأساوية أحسن عزاء للنفس[21]. أما مكان الحكي، فيتمثل في فناء المنزل خلال فصل الصيف، وداخل البيوت المخصصة للنوم، والأكل والمسامرة، وقليلا ما تروى الحكاية خارج البيت[22]. الرواة وكيفية رواية الحكايات: توكل عملية الحكي إلى المرأة والرجل، إلا أن النساء هن أهم رواة الحكاية، حيث تتولى الحكي الجدات والأمهات، والعمات والخالات والأخوات الأكبر سنا، وأحيانا نجد الجد أو الأب أو الأخ... أي أن كل الرواة من أفراد العائلة[23]، وقد تؤدي الوظيفة الجارة في بعض المناسبات، كما يحدث أن يتناوب عدة رواة على الحكي. يجتمع الحاضرون من أفراد العائلة والأقارب، مشكلين حلقة دائرية حول الراوي/ الحاكي، الذي يتلقى منهم طلبا يناجونه/ يحثونه فيه على الحكي، وبعد حوار يحرص فيه الراوي على معرفة مدى استعداد المتلقين لمتابعة الحكي، ينطلق في الرواية من مقدمة تشكل لازمة متكررة وضرورية لكل حكاية درامية أو هزلية. تبدأ المقدمة/ اللازمة في الحكايات التي تروى في منطقة آيت ورياغل بإثارة سؤال من قبل الراوي، مستعملا أداة استفهامية يستفسر بها عن الزمن بصيغة: "متى متى؟؟"، وتأتي الإجابة جماعية من المتلقين بصيغة: "سلا تخاف" أي ما معناه: "اسأل ولا تخف"، وكأن الطرفين يريدان الدخول في صيغة حوارية يتخللها سؤال جواب، وأن المتلقي الجماعي يعبر منذ البداية عن استعداده للتلقي ومشاركة الراوي إياه في عملية الحكي، وهو ما يفصح الطرفان عنه في المقطع الأخير من الافتتاحية بصيغة مشتركة يتم التأكيد فيها على المسؤولية الجماعية في الحكي، وتقديم المساعدة في حالة التعثر أو التوقف أو النسيان. صيغة المقطع كالتالي: "مارا ذوادا ءاتناف" أي في حالة الضياع/ النسيان، سنعثر عليها" ويدل القطع أيضا على أن الحكي كثيرا ما يكون جماعيا، بناء على مشاعيته بين القادرين عليه، خاصة وأن الليلة الواحدة يمكن أن تسمع فيها حكايات عديدة من حاكين/ رواة مختلفين[24]. في النهاية يختم الراوي بلازمة يؤكد فيها على المشاركة الجماعية في الحكي بالعبارة التالية: "ذودّا نوفيت"[25]. الوسائل التعبيرية والعناصر الدرامية في الحكايات وروايتها: لشد انتباه المتلقي/ المستمع، وإثارة استجابته[26]، وإقناعه بالمتابعة، وبمحتوى الحكاية، يتم اعتماد تواصل فعال ودافئ[27]؛ يقوم على السرد كعنصر أساسي، حيث تروى الحكاية بطرق مشوقة تعتمد على وسائل معاضدة أخرى، منها درجة الصوت وتغيرات ملامح الوجه، وكذلك الحركات المصاحبة للنطق (أنظر الصورة رقم: 11) صورة رقم: 11 تغيير ملامح وجه الراوي وتحريك يديه حسب سياق الحكي. يعمل الراوي بما في وسعه على خلق الإيهام بواقعية الحكاية، ينوع من صيغ الحكي، يكرر العبارات، ويمدد في الأصوات، أو يخفف منها حسب السياق، يحاكي أصوات مختلف الشخصيات وبعض عناصر الطبيعة، يضيف الأوصاف والصور والأحداث، يقرب المشاهد إلى المتلقي عبر التجسيد والتمثيل والتشبيه، يحرص على أن يمر البطل من مخاطر مخيفة ينفلت منها بشجاعة وذكاء وإصرار وصبر وتحمل وتضحية ليكون الانتصار والعودة السعيدة مستساغين، يردد مقاطع شعرية غنائية عندما يستدعي الأمر ذلك، علما أن الكثير من الحكايات تتضمن هذا العنصر الدرامي. الشكل السادس: رموروذ: الاحتفال بعيد المولد النبوي يحتفل بعيد المولد النبوي في قبيلة آيت ورياغل احتفالا كبيرا، من خلال النهوض الباكر للنساء والأطفال، ذلك أنه قبل بزوغ الشمس تقوم ربة البيت "رالا ن ذاداث" بوضع علم أبيض "باندو"[28] فوق سطح المنزل مع إطلاق وابل من الزغاريد بمساعدة بناتها، ثم تعد طبق "ئيوزان"[29] الذي يعد الأكلة المفضلة صباح يوم العيد، وتتصدق بطبق آخر لأطفال القرية الذين يتحلقون حوله، ويستهلكونه بشكل جماعي وسط فرحة عارمة. وفي مساء يوم العيد، يتم ذبح الديكة لتحضير أكلة الكسكس "سكسو" الذي يتناول بشكل جماعي بين الأهل والأقارب. - لاذكار وئيذونان ن ذفقيرين: التغني بأمداح الرسول وترديد أشعار دينية تجتمع النساء وخاصة كبيرات السن "ذيفقيرين" عند إحداهن في غرفة من المنزل أو فنائه مشكلات فضاء حلقيا، يتم فيه ترديد أذكار في مدح الرسول، واستحضار أهمية الذكرى وقيمتها، والإشادة بقيم المؤمن المتصدق والمحسن والملتزم بالدين وشعائره، مثل الصلاة والصيام...، واستحضار اليوم الآخر، لطلب العفو والمغفرة من الله، خاصة يوم الحشر، مثلما تستحضر الأسئلة الموجهة للميت من لدن "سيدنا مالك"[30]. وذكر بعض الأعمال التي يعاقب عليها فاعلها شر العقاب، مثل معصية الله، والسحر، والنميمة، وترك الصلاة. يتم ترديد الأذكار في قالب شعري من قبل الحاضرات من النساء "ذيفقيرين" التي تتزعمهن إحداهن المعروفة ببراعة الأداء، والصوت، والقدرة التعبوية والتأطيرية، علما بأن مثل هذه النساء كن يتأطرن في إطار حلقيات ومجالس دينية أسبوعية بإحدى الزوايا القريبة، أو ببيت أحد أقطاب الزاوية وأتباعها، وذلك يومي: الجمعة والإثنين، وكن يسافرن بعيدا للحضور في تجمعات الزاوية الدرقاوية بإقليم الناظور من دون أن يرافقهن أزواجهن. وهذه بعض من الأمداح والأشعار الدينية التي كانت تردد في هذه المناسبة وخارجها: خلال مناسبات مثل: العقيقة، الختان، الموت...[31] بالأمازيغية: 1 ـ ءايا رموروذ لمشهو جنا عليه تنو 2 ـ ذاگاس ئيخرق سيدنا محمد لمذكو 3 ـ جا ن رعشا ذ سحو 4 ـ فاحنداس رمرايكاث فاحنداس را ذ سشوجو 5 ـ ذفاحاس جنث ثناس غاي ئيدغايزكو 6 ـ ذفاحاس ثموث ثني ميخ غايگو 7 ـ ذفاحاس را تارا ءامن ثجا ثقو 8 ـ فاحنداس ذمسرمين 9 ـ قاحنت ذروميين 10 ـ ذكور يماس ذراس 11 ـ ذسماث س ورغم ذو فوناس 12 ـ ثعاضد ئيربي لعزيز ئيحضاراس 13ـ يوم جمعا جمعا ئيحيبيت الله 14ـ ن حيبيت راناشنين خ نبي راسولو الله 15ـ ئيوا يا الله الله ئيوا يا الله ئينو 16ـ ءايا سيذي ربي سيذي سمح خنغ 17ـ أولا بود ءانيري ذاك اندر وحذنغ 18ـ ئيوا يا الله الله ئيوا يا الله ئينو 19ـ ئيوا يا الله ئينو غفا رذنوب ئينو *** *** *** 1ـ سبحا الله العظيم يا واحد القها 2ـ يا ون ئيخرقن جيرث يخرق را ذ نها 3ـ هيا ون ئيخرقن أوزار ذي ربحا 4ـ ئيخرق سيذنا مالك ئيتصاراف ذي راعما 5ـ ئيجمع ءالاخيرا ماني نقا 6ـ ارحق ءام أفوس أم أوضا 7ـ حتا ذاقموم إتعاواذ مين رايقا 8ـ ءايا سيذنا مالك بو وادوذ ءاجهذي 9ـ يوسيد سيذنا مالك ئيبذا ئيتسقسايي 10ـ ئيناي أوتوكذ شي، نش أوشيثغ غابناذم لعاصي 11ـ ءاون ئيسندون أو يتصديق ءاغي 12ـ ءاون ئيتقابارن ها ثنّا ها وثنّي 13ـ اون ئيتدزن رمرح س ثنضني 14ـ ءاون ئيتكن سحور زغا رفقي 15ـ ءانش أوشيثغ غا بناذم لعاصي 16ـ ءاون ئيسندون ءاغي س ونضني 17ـ ءايا سيذنا مالك كور جمعا ءايضا 18ـ ئتناضو رمجامع ءاون يوفا يعما 19ـ ءايا بياظ ءاربي وني ئيتصداقن 20ـ غاس أورنس ذاشمرار ءاك لموساكين 21 ءاماكناو ءامحضا ئيتكاران كي رسوا 22ـ ون ئيخدمن مليح أور ئينس أذينوا 23ـ ءايا بياظ ءاربي ءاون ئيصدقن ئيزوم 24ـ ئيحضا الدين ئينس ئيحضا راذاقموم *** *** *** 1ـ ءاربي ءاتاحمض ذگويث خ واوار ئيثنا 2ـ تنوس دجيرث خ ماشحار ذ يزرا 3ـ ثخزا كي راخاث أوتووي أوثجا 4ـ ثوي كاذا ن رقوم ذاوا ن صّحابا 5ـ كاث ءاتزاجم ءايا رقوم ئييضا 6ـ ذزاجيث أووزار تغيما لبدا ذحما 7ـ ذسنكا ئيفادن أوعسا تاوانا. بعض الأشكال الاحتفالية المرتبطة بالزواج بقبيلة آيت ورياغل: (يتبع في العدد القادم)
[3]
-
"ءامحضا" هو تلميذ يختاره الفقيه لتولى مساعدته في جلب "النوبث" وتنظيم
عملية التطواف حول المنازل قبل حلول العطل للحصول على مساعدات "رعواشا"
ويساعده أيضا في معاقبة التلاميذ الذين لا يقومون بمهامهم وواجباتهم في حفظ
القرآن، فيتعرضون للضرب عن طريق الفلقة "ءاحمّر". وغالبا ما يكون "ءامحضا"
أكبر سنا بين زملائه، وأكثر حفظا لسور وأحزاب القرآن الكريم.
[5]
-
أصبحت هذه العادة تتراجع، لأن العريس الذي كان يغيب عن الحضور مع الوفد في
الماضي، أصبح اليوم ملزما بالحضور إلى جانب العروس حيث تلتقط لهما الصور
التذكارية، ويرافق زوجته من محل أبويها إلى محل إقامتهما معا.
[7] - من الأهازيج المرددة ما هو باللغة العربية بلكنة مدرجة منها: صلاة أو سلام على رسول الله إيلا جاه إيلا جاه سيدنا محمد الله معا جاه العالي العاشق والنبي عليك أرسول الله.[9] - غالبا ما يوصي الآباء والكبار، بسبق الرجل الأيمن عند دخول المنازل والمؤسسات الدينية وولوجها، وفي هذا السلوك نقوم بمخالفة الشيطان، ويورد عباس الجراري أن في بعض المدن المغربية، كانت العروس تحمل ليلة زفافها، حتى لا تطأ بقدميها أرض بيت زوجها وهي أرض غريبة عليها فتؤذي بذلك أرواح أباء الزوج الساكنة في هذه الأرض، وقد تتأذى هي كذلك، ولا يسمح لها بأن تطأها إلا بعد أن تزف وتصبح عضوا في الأسرة: من وحي التراث. مطبعة الأمنية، الرباط، 1974، ص: 91. وفي هذا الإطار يمكن فهم العادة الملاحظة بالريف حول وضع فأس "ءاكازيم" في عتبة الباب الرئيسي للمنزل لتخطوه البهائم التي تشترى من السوق وتستقدم لتلج لأول مرة الفضاء الداخلي للمنزل.[10] - في حوار مع أحد أتباع ومريدي الطريقة الذي يبدو في الصورة رقم: 7 حاملا لأعلام وصندوق به ثعبان. رفض الإفصاح عن اسمه وكنيته. أجي الحوار في شتنبر 2005. بدوار تلوين جماعة بني عبد الله.
[11]
-
البركة: يعتقد الوسط الشعبي أن الفرق الصوفية المنتسبين إلى الشجرة النبوية
والمجذوبين، والعرافين والعرافات... يملكون قداسة وقوة خارقة يطلق عليها
اسم "البركة"، بواسطتها يستطيعون تخطي كل العقبات، وعلاج الأمراض، وطرد
العفاريت ومعرفة السر، تجعل من يزورهم طالبا للمساعدة، مستعدا لدفع كل غال
ونفيس للحصول من جهته على جزء من هذه البركة التي قد توصله إلى طريق الأمان
والشفاء.
[12]
- محمد
أديوان: الثقافة الشعبية المغربية (الذاكرة والمجال والمجتمع). مطبعة سلمى،
الرباط، 2002، صص: 78-79.
[13] - سبق للحسن الوزان أن تحدث عن بعض هذه الأشكال والممارسات التهريجية التي يمارسها "صنف من المشعوذين من أحط أصناف البشر، يجوبون المدينة (فاس) وهم يرقصون القردة، ويحملون الأفاعي في أيديهم وحول أعناقهم، يقومون أيضا بأشكال من خط الرمل ويخبرون النساء بما سيكون في المستقبل..." - الحسن الوزان: وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، ج: 1، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة، ط:2، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1983، ص: 276.
[14]
- تجوب
المنطقة فرق صوفية أخرى تنسب لمتصوفة آخرين مثل مولاي عبد السلام الجيلالي
الذي يوجد ضريحه بجبل الكبير بمنطقة جبالة ما بين تطوان والعرائش، له
أتباع كثيرون بالمغرب وخارجه.
[15] - يشاع اعتقاد في الأوساط الشعبية بالتأثير السلبي للعين الحاسد، وللسخط والعار... فعين الحسود يمكنها أن تصيب بالشر ذلك الشخص الذي شملته برؤيتها، لذلك يجب اتقاء شر العين التي تجلب المصائب (التابعة) وأحسن وسيلة تلجأ إليها الأوساط الشعبية للوقاية هي: الأحجبة، أو الكف المرسومة على جدار أو باب. للمزيد من المعلومات حول الموضوع يمكن العودة إلى: - عز الدين الخطابي: سوسيولوجية التقليد والحداثة بالمجتمع المغربي دراسة تحليلية لدينامية العلاقات الاجتماعية. منشورات عالم التربية، ط:1، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1421- 2001، ص: 82. - عباس الجراري: من وحي التراث، مرجع سابق، ص: 107.
[16]
- عبد
الكريم برشيد: حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي، سلسلة الدراسات
النقدية، عدد:9، ط:1، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، 1985،
ص: 102.
[17]
-
المسكيني الصغير: "الثقافة الشعبية وفضاء الحلقة الدرامي أو مسرح الحلقة
بالحي المحمدي"، ندوة جوانب من الثقافة الشعبية بالدار البيضاء، كتاب
مشترك، منشورات كلية الآداب عين الشق، جامعة الحسن الثاني، سلسلة الندوات،
مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 2001، ص: 51.
[19] - لفظة: "ذحاجيث" مشتقة من الكلمة العربية: "الأحجية". لمزيد من المعلومات في هذا الصدد أنظر: محمد أقضاض: "مقاربة سوسيو سيمانطيقية للحكاية الشعبية في الريف"، ضمن كتاب "إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف" (كتاب مشترك)، ط:1، مطابع أمبريال، سلا، المغرب، 1996، صص: 83-84. - ومن الأسماء التي تعرف بها الحكاية لدى الأمازيغ نجد: "تانقيست" و"أوميي" و"تيمزريت" و"تيمديت" و"تاديانت" و"تاملشاهوت". أنظر: - محمد شفيق: المعجم العربي الأمازيغي، ج:1، منشورات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة معاجم، مطبعة الفن التاسع، البيضاء، 1993، مادة: حكي، ص: 282. - رشيد الحسين: الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية. منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، ط:1، البوكيلي للطباعة والنشر، القنيطرة، 2000، ص: 19.
[20]
- يشاع
أن الحكي أثناء النهار ممنوع عرفا، ومن مارسه يمكن أن يتعرض لعقاب غير
مباشر، يصاب بمرض تساقط شعر الرأس، أو ينجب أطفالا بلا شعر الرأس (ذي
قشان).
[22]
-
الدكتور محمد فخر الدين: دفاعا عن الحكاية الشعبية المغربية. ط:1، المكتبة
الشعبية، فاس، 2002. ص: 48.
[23]
- أورد
محمد خير الدين معطيات إحصائية اعتمادا على استمارات حول طبيعة الشخصيات
المكلفة برواية الحكايات تؤكد نفس الحقائق الملاحظة والمسجلة هنا. مرجع
سابق، ص: 85.
[27]
-
أوجين رادوسيب: "قوة التواصل الشفوي: يمكن للغة الجسد أن تناقض أو تعزز ما
نقوله في الكلمات"، ترجمة حسن بحري، مجلة الفكر العربي المعاصر، ع:
112-113، لبنان، خريف 1999 وشتاء 2000، ص: 143.
[29]
- "ئيوزان"
نوع من الكسكس رقيق الحب يصنع من "ئيمامز" وهو عبارة عن حبوب الشعير الذي
يحصد قبل نضجه النهائي.
[30]
-
يعتقد الوسط الشعبي أن "سيدنا مالك" هو ملك واحد يسأل الميت ويحاسبه عن
أعماله يوم الحشر في القبر. وهذا من اختصاص ملكين هما: منكر ونكير.
[31] - من رواية كل من: - رحمة المساوي: 75 سنة: تلوين، بني عبد الله. - تاميمونت العتابي: 70 سنة: تالوين، بني عبد الله. - عويشة الخمليشي: 55 سنة: تلوين، بني عبد الله. - غالية قسوح: 68 سنة: تلكوزين، بني عبد الله. |
|