متى سيدافع "ليركام" عن "يوبا"
و"ماسين"؟
بقلم: محمد بودهان
لا يزال تسجيل المواليد الجدد الحاملين لأسماء شخصية أمازيغية
مرفوضا في الكثير من مكاتب الحالة المدنية بالمملكة، وذلك في عز المعهد الملكي
للثقافة الأمازيغية الذي أنشئ، كما زُعم، للمصالحة مع الأمازيغية ورد الاعتبار لها.
فقد رُفض مؤخرا تسجيل اسم "يوبا" بالحسيمة، واسم "ماسين" بصفرو.
والمفارقة أن هذين الاسمين مستعملان ومتداولان في الكتب المدرسية التي أصدرها
المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي أقرتها وزارة التربية الوطنية. هذه
المفارقة تؤكد ما سبق أن كتبناه، وهو أن المقصود بالمصالحة مع الأمازيغية، والتي
انطلقت مع عهد "ليركام"، يعني المصالحة معها فقط داخل المعهد الملكي للثقافة
الأمازيغية، مع عدم السماح لتلك المصالحة أن تتعدى أسوار البناية الإركامية. وهكذا،
فالأسماء الأمازيغية، مثل "يوبا" و"ماسين" يرخّص باستعمالها داخل ليركام وفي الكتب
التي يصدرها هذا الأخير، ولكن يمنع أن تسجل بمكاتب الحالة المدنية ويحملها أشخاص
خارج المعبد الإركامي.
وإذا لم يدافع "ليركام" عن هذه الأسماء الأمازيغية لإقرارها والسماح بحملها وانتشار
استعمالها، فسيرتكب خطأ تربويا فادحا: فالتلميذ يقرأ "يوبا" و"ماسين" في كتاب اللغة
الأمازيغية دون أن يعرف عن ماذا يدلان، وهل هما اسمان لحيوانات أم لنباتات أم اسمان
بشريان، لأن مثل هذه الأسماء الأمازيغية، ما دامت ممنوعة ومحظورة الاستعمال، فهي في
حكم المنعدم الغير الموجود، وبالتالي فإن التلميذ يجهل دلالتها ومعناها.
فهل سيقوم "ليركام" بالدفاع عن أسمائه الأمازيغية التي يستعملها في كتبه، حتى يكون
هناك انسجام بين محتويات تلك الكتب وواقع التلميذ المغربي؟
|