|
الأستاذ محمد حنداين يحصل على دكتوراه الدولة في التاريخ بميزة حسن جدا: تقرير حول الأطروحة ناقش الاستاد محمد حنداين يوم 10/11/2003 بكلية الآداب بالرباط بمدرج الشريف الادريسي أطروحة دكتوراة دولة في التاريح أمام لجنة مشكلة من كل من الأستاد عمر افا مقررا، و الاستاد المودن عبد الرحمان رئيسا، وناعمي مصطفى والأستاد محمد حمام والاستاد الحسين اسكان أعضاء. وبعد انتهاء المناقشة منحت اللجنة للأستاد محمد حنداين دكتوراه دولة بميزة حسن جدا. يهدف هذا البحث "المخزن وعلافته مع قبائل سوس في القرن الثامن عشر(1672-1822)" ـ وهي دراسة في علاقة السلطة المركزية ومحيطها الجهوي ـ إلى المساهمة، من جهة، في ابراز اهمية دراسة التاريخ الجهوي في كتابة التاريخ المغربي العام، باعتباره حقلة ضرورية بين التاريخ المحلي المتعلق بتاربخ قبيلة أو تاريخ حاضرة والتاريخ المغربي العام. كما يهدف، من جهة اخرى، إلى دراسة جوانب من العلاقة بين السلطة المركزية ومحيطها الجهوي، مع الاشارة إلى العوامل التي تؤثر وتؤطر تلك العلاقة. ومنها العوامل المرتبطة بالموقع الجغرافي وبالظروف الطبيعية والبشرية وبالمقومات الاقتصادية. وتوخت، كذلك، هذه الدراسة رصد التوابث والمتغيرات في علاقة المخزن مع محيطه الجهوي، سواء في فترة قوة السلطة المركزية (فترة المولى اسماعيل وفترة سيدي محمد بن عبد الله)، وسواء خلال فترة ضعف هذه السلطة (فترة الاضطرابات، و فترة المولى سليمان). وقد تبين من خلال هذا البحث أن العلاقة بين المخزن و محطيه الجهوي تتحكم فيه عوامل معقدة ومتشابكة، بعضها مرتبط بطبيعة السلطة المركزية نفسها، والبعض الآخر متعلق بالبنية الداخلية للجهة، بينما ترتبط اخرى بالوجود الأوربي الذي بدأ يتردد على السواحل الجنوبية منذ وقت مبكر من القرن الثامن عشر. هذا دون إغفال آثار الجفاف وتقلبات المناخ وانتشار المجاعات والأوبئة التي تدفع الناس إلى تغيير سلوكهم تجاه حاكميهم. وقد أظهرت هذه الدراسة، كذلك، أن هذه العلاقة بين السلطة المركزية وجهة سوس، تتأرجح بين الاتصال والاستقلال، بين الارتباط والتباعد، وذلك حسب قوة وضعف المخزن. وهكذا، كلما كانت سلطة المخزن قوية، كلما اتسعت دائرة الأحكام المخزنية، وكلما ضعفت هذه السلطة لسبب أو لآخر تقلصت تلك الدائرة لحساب القوى المحلية/الجهوية التي سرعان ما تعلن الثورة إيذاناً لاسقلالها، قبل أن تشرئب إلى السلطة المركزية. غير أن هذا الاستقلال لا يعني، البتة، الانفصال وتكوين إمارة جديدة للمسلمين. فهو استقلال ضمن المشروعية، ذلك أن البيعة التي يرتكز عليها الحكم في المغرب والمتمثلة في السلطان لا يعتمد في رسم حدود المجال الترابي، بل يأخذ بالمجال البشري. فالانفصال في إطار هذه الذهنية لا يتم إلا بين أمة المسلمين وغيرهم. وبينت هذه الدراسة، في الأخير، أن خطاب القوى المحلية في سوس والجنوب المغربي، خلال القرن الثامن عشر، لا يحمل أي مشروع للانفصال بالمفهوم الترابي، بقدر ما يتبنى مشروع إعادة ترتيب السلطة السياسية في البلاد. وقد دافع الأستاذ، وبالادلة التاريخية ان فكر الانفصال في تاريخ المغرب هو بدعة وليست له جذور تاريخية. |
|