|
|
داء الأمازيغوفوبية ودواؤها بقلم: محمد العسري
كثيرا ما نسمع ونرى مواقف أمازيغوفوبية معادية للإنسان الأمازيغي وثقافته. بالإضافة إلى الخلط بين المفاهيم حتى لدى الفئة المثقفة أو التي تزعم أنها كذلك. مثل ربط الإسلام بالعروبة أو اعتباره من بين محددات الهوية، أو الإيمان ببعض الأساطير السياسية كالظهير البربري. هذه الالتباسات وغيرها تجاوزها العقلاء وحتى الأطفال وتم توضيحها من طرف النخبة الأمازيغية بأسلوب رائع ومتميز. لكن رغم المقارعة الفكرية للنخبة الأمازيغية، هناك فئة أو قومية متشبعة بإيديولوجية عروبية لا زالت تقتنع وتؤمن بهذه الالتباسات وتتجاهل الحقائق. عقولهم كالحجارة ـ استغفر الله‚ إنني ظلمت الحجارة عندما أشبه هؤلاء بها ـ «بل أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله». إن الله تعالى قال في كتابه الكريم بكل وضوح: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». فمعيار التفاضل بين الناس لا ينبني على أسس عرقية أو لغوية أو النسب، وانما ينبني على التقوى. بناء عليه، إذا كان هناك اسرائيلي مسلم تقي فهو أفضل عند الله من سعودي مسلم غير تقي. ونحن نعلم جيدا ما يقوم به الخليجيون الذين يأتون للسياحة بالمغرب. كل إنسان عاقل في هذا العالم يحب أرضه‚ لغته وثقافته ويدافع عنها إذا تعرضت للاحتقار. ويرفض طمس هوية الغير واحتقاره. تهميش الغير واحتقاره كان سائدا في الجاهلية وجاء الإسلام ليحارب العصبية ومساوئ الصفات ويرسخ مبادئ الدمقراطية إن صح التعبير لأن مصطلح الدمقراطية جاء من الغرب ولا يتداول في الشريعة الإسلامية. لكن القضية الأمازيغية كشفت أن الفكر الجاهلي لا زال سائدا في القرن الواحد والعشرين. يجب علينا إذن نحن الأمازيغ أن نقوم بفتح إسلامي جديد لشمال إفريقيا لمحاربة هذه الجاهلية. سندعو إلى الإسلام بالحكمة والكلمة الطيبة المهذبة الرقيقة ولن نلزم أحدا أن يعتنق ديننا. ولن نرفع السيف على الناس كما فعل أدعياء الفتوحات الإسلامية بشمال إفريقيا. يروى أن أحدهم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:»إن أهل خرسان لا يصلحهم إلا السيف». فقال له عمر: «ويحك، بل يصلحهم العدل والحق».لكوني أحب الائمة الأربعة أصحاب المذاهب، فقد أحببت ان أشير في مقالي هذا إلى أحدهم وأخص بالذكر الامام احمد بن حنبل رحمه الله. هذا الاخير هو محدث وفقيه كبير. يقول عنه صديقه يحيى بن معين (عالم في الجرح والتعديل):»ما رأيت خيرا من احمد بن حنبل، ما افتخر علينا قط بالعربية ولا ذكرها». هذه شهادة من يحيى بن معين ـ الذي نستنتج من كلامه انه ربما ليس عربيا ـ يجب ان يسمعها كل العروبيين الإسلامويين. لكن هيهات هيهات‚ قد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي ونار إضاءت لو نفخت فيها ولكن أنت تنفخ في رماد. في 03 ـ 03 ـ 2012
|
|