| |
إلى رشيد
نيني، الابن العاق
بقلم: Tanirt tirgit
إسمع! سأحدثك بلهجتك يا نيني، سأحدثك بلهجتك
الوحيدة التي تفهمها والتي تعودت التبجح بها في مقالاتك (شوف تشوف)، ليس لعدم قدرتك
على الكتابة باللغة العربية، حاشا ولكن لرغبة في نفس يعقوب لا تسمن ولا تغني من جوع.
أجل يا حضرة المدير، أنت ابن عاق لأمك الأمازيغية أو الشلحة كما سميتها في مقالك
المعنون "بتلفزة الحرتوك" بالعدد 20، ليس لعدم وعيك بخلفيات ذلك اللفظ ولكن لإحساسك
بالنشوة وأنت تسخر من ذاتك، بمعنى كتضحك على راسك. وهذه من صفات العرب المغلوبين
على أمرهم دائما.
كيف سمحت لك نفسك أيها الابن العاق بالتهجم على أمك التي كبرت وترعرعت بين أحضانها؟
ألم تعترف يوما، وأرجو أن تعود معي بذاكرتك إلى إحدى مقالات "شوف تشوف" بجريدة
الصباح قبل ما يصبحو عليك بأنك تنتمي إلى قبيلة أمازيغية وأنك أمازيغي الأصل. وهذا
اعتراف يكفي لإثبات أنك لست عربيا واثبات وجودك في هذه الأرض المسلوبة إيديولوجيا
وأنت أول المسلوبين، فهل بين ليلة وضحاها غيرت جلدك.
عفوا أيها النيني، قلت إن الملايين من المغاربة يتحدثون اللغة العربية، فأي ملايين
تقصد؟ ملايين الشعب المغلوبين على أمرهم فهم لا يتحدثونها بل كيدرجو أو كيمزغو. أم
تقصد أصحاب الملايين الذين يظهرون لنا بطلعتهم البهية لإلقاء خطاباتهم المعربة
ويرتكبون فيها من الأخطاء بقدر ما ترتكبه يا سيد نيني من أخطاء في حق أمك
الأمازيغية.
عفوا فأنت لم تصب الهدف هذه المرة، أو بيني وبينك عندما تريد شراء كتاب لا تحدث
صاحب المكتبة بلغة الضاد بل تلهجن وتقول اشحال أو أرا لي، وأظنك ترداد المقاهي
لتطلب من النادل ما حب الخاطر تقول جيب لي، وهذه الألفاظ يا سيدي لا وجود لها في
لغة الضاد. وبالرغم من أنك كنت طالبا متخصصا في لغة الضاد فلا أظنك كنت تتحدث بها
والديك أو أصدقاءك... إلا إن لم تكن أنت أيضا من أصحاب اللحيا الذين ينصبون أنفسهم
أئمة الدين ويحاولون في عبث استرجاع أمجاد العرب بلغتهم وإسقاطها على شعب سبعون في
المائة من أبنائه يتكلمون الأمازيغية في لهجاتها الثلاث.
اسمع يا نيني، حينما تكون لديك الرغبة في دراسة الأمازيغية كما كانت لك الرغبة في
لغة الضاد فلن تختار ولن تحتار بين الريفية والزيانية والسوسية. وهذا ما يحصل مع
أطفالنا المغاربة الذين سنحت لهم الفرصة لتعلمها، غير كون هاني لأنهم لا يدرسون
وكما قلت اللغة الريفية أو الزيانية أو السوسية ولعلمك فهي ليست لغات بل لهجات
لأنهم أيها العاق وعفوا يدرسون اللغة الأمازيغية بقواعدها، ولو لم تكن لغة فكيف
لأكبر سلطة في البلاد أن تعترف بها. اسمع يا حضرة المدير فكلامك فارغ مبني بلا
أساس، فإن كنت ترفض ترسيمها في الدستور أو لاجاتك عجب لأننا نطالب بذلك فلا تنس أن
أبناء قبيلتك الأمازيغية التي تنتمي إليها كمثال وغيرها من المناطق المغربية (سبعون
بالمائة من الشعب) لا زالوا يعانون من التهميش والسلب، فما العيب إن كنا أول من
يطالب بترسيم اللغة الأم في الدستور أو لم يقل أحد الفلاسفة إن تقدم الدول رهين
بتعلم اللغة الأم. فانظر معي أين وصلت بعض الدول الأسيوية من تقدم بفضل لغتهم الأم،
أو لم يقل نبي الله "حب الأوطان من الإيمان". فلكي يزيد إيمانك أحب لغتك وناضل من
أجل ترسمها لأن بذلك سيتضح حبك لوطنك ثم لدينك. أما عن التلفزة فأعـدك أنه
بالطـريقة التي نـاضلت بها لخـلق "المسـاء" سنناضـل نحن بأفـضل منـها لتحقيـق
تجربتنا التلفزيونية.
وأخيرا يا نيني أمك الأمازيغية تتبرأ منك، بل وتقول لك ستبقى دائما نيني يا نيني
وأنصحك ألا تنسى أن الجنة تحت أقدام الأمهات.
فعفوا.
(Tanirt tirgit : azul-tanirt@hotmail.com)
|