S ufus azelmadv
Tabrat أو الرسالة الخارقة
بقلم: سعيد أبرنوص
"أبي العزيز
لقد قبضت رسالتك وقرأتها وفهمتها جميلا. أنا هنا في الخارج بخير، أعمل في دار
لمقابلة الشارفين. لكنك تعرف الحالة هنا ليست حتى هناك، فلا يوجد غير إجر علي أجري
عليك. ولكي تصور قطعة الخبز في فرنسا يجب أن تعرق عليها! يجب أن تضرب عشرة كلمترات
كي تعمل على رأسك... أخرج في الصباح باكرا فيقتلني البرد والكثير منا أكلها في صحته،
وصديقي في البيت قد قبضه أبا زلوم فرجعت ركبتاه تحرقانه ورجع المسكين وكأنه يمشي
على البيض. لا يستطيع حتى الذهاب إلى بيت الماء كي يخرج برأسه...
المعيشة هنا غالية، إنهم يضربوننا بالضرائب حتى نقفز، أضف إليها الضوء والماء و
المترو...
قلت لي في الرسالة أن أختي تسرع على الزواج، قل لها أن الذين أسرعوا قد ماتوا، وقل
لها أن تؤديها في قراءتها فهي ما تزال صغيرة على الزواج...
أما أخي عمر فقل له أن يفعل عقله ويؤديها في سوق رأسه، وأن لا يفكر في الحريق إلى
إسبانيا! إن عملها فليسبح بحره فأنا لن أعقل عليه...
وأمي! قل لها أن تتكلم لي مع الجارة على زواجي من ابنتها سعاد، فقد وضعتها بين عيني
منذ كنت صغيرا وما زلت آكل عليها الإسمنت والرمل. وفي الصيف سنضربها بعرس فاعل تارك...
وفي شهر ثمانية سنضرب دورة لنفوج على رؤوسنا في الشمال بتطوان... سندور جميلا هناك...
أما أنت يا أبي، فإني سأدور معك جيدا ببركة من النقود فتدور مع حالتك لكي تظهر ما
تزال صغيرا في الحي، وتزيد امرأة أخرى ـ بعد أن شدت أمي الزاوية ـ لترد لك البال
وتفعل عينيها عليك وتعمل عليكم جميعا في المنزل"
*******
هذه مقتطفات من رسالة افتراضية من مهاجر مغربي بالخارج، استوفى دروس محو الأمية
التي يتكلف بها الغيورون على عروبة المغاربة، إلى أبيه في المغرب..
أعرف أن في الأمر الكثير من العبث، ولا أخفي عنكم كوني ضحكت كثيرا أثناء تحرير هذه
الرسالة، ومتأكد أنها ستضحك الكثير من قراء Tawiza
لكن وفي ما يتعلق بما وراء السخرية والضحك، فهذه الرسالة محاولة لمعرفة ما إن كانت
الدارجة المغربية حقا عربية كما يتوهم الكثيرون أو حتى لهجة من لهجاتها!
حاولت في هذه الرسالة أن أنضبط للقواعد الصرفية والإملائية والمعجمية العربية لكن
مع المحافظة فقط على البنى التركيبية المتميزة للدارجة المغربية [مفترضا أن كاتب
هذه الرسالة ينحدر من إحدى مدن غرب المغرب]...
لست باحثا متخصصا في اللسانيات، لكني أتحدى كل العروبيين بكل ترساناتهم وأكاديميتهم
المؤدلجة أن يثبتوا فهم غسان أو عدنان في الحجاز أو اليمن أو لبنان لهذه الرسالة،
رغم أنها مكتوبة، كما قلت أعلاه بكلمات عربية خالصة.
أتصور في مشهد كاريكاتوري سيبويه، وهو بالمناسبة غير عربي، قارئا لهذه "البرية"
العجيبة محاولا إثبات صحة قواعده على جملها وتعابيرها، فيعود إلى قبره خائبا ساخطا"
"كاعيا" ليصرخ من داخله: لست عربيا عزيزي الفاسي الفهري وما تتحدثون به في المغرب
لا علاقة له بالعربية إلا ما تبقى من رائحة الشحم في الشاقور...
ليقول رفيقي الملعون في الأخير: "قد يوهمون الآخرين أن "المشة" قطة لكن لن يستطيعوا
إرغامهم على فهم موائها"
(Appulius@hotmail.com)
|