المطلب
الدستوري ونضال الحركة الأمازيغية
بقلم :عبد السلام بوجى (إمي-ن-تانوت)
يعد المطلب الدستوري في الصراع القائم حول
تحقيق المطالب الشرعية والمشروعة للحركة الأمازيغية مطلبا حضاريا وتاريخيا، مطلبا
يفتح الباب على مصراعيه على الحق في الوجود والاستمرار فيه على أرض ظلت مند ظهور
الحياة عليها أمازيغية. إن المطلب الدستوري أولية الأولويات، فالحصانة الدستورية
للأمازيغية ستوصد الباب على أعدائها وبالتالي على أعداء الديمقراطية، ستوصد الباب
على تلاعباتهم وتستراتهم بالقانون والدستور للاستمرار في ممارسة كبتهم الإيديولوجي
وتساميهم العرقي المغلف بطوباوية الوطن العربي الكبير.
إن الحصانة الدستورية ورقة حمراء في يد الأمازيغية تشهرها في وجه العنصريين و جيوب
العروبة،ورقة رابحة لفرض الأمازيغية بطريقة حضارية في المشهد اليومي المغربي لقطع
الصلة مع "الحكرة" وكل أصنافها وأشكالها في مغرب مابعد الاستقلال.
إن دسترة الأمازيغية ستقدم للأمازيغية الشيء الكثير ويكفي أن أذكر: التصالح مع
الذات، مع التاريخ ومع الأنا العميقة، اكتشاف حقيقتنا لكي نبني مستقبل بلادنا على
أسس متينة، تمكيننا من التخلص من التبعية الثقافية والسياسية للمشرق، عودة حضارتنا
للواجهة،حضارة أجدادنا التي تم بناؤها بفضلهم،حضارة انبثقت من تفاعلات هذه الأرض،ولم
تكن أبدا مستوردة أو تابعة أو أنها ذيل لحضارة أخرى. فبالأمازيغية سنقدر أنفسنا
وسنقدر الآخر، وبالأمازيغية سنفضح الخونة وسنحقق المصالحة الوطنية الحقيقية،
وبالأمازيغية سنجبر الضرر الذي لحق بشعبنا. إن دسترة الأمازيغية تعني: بعت الروح من
جديد في دولتنا والسير نحو الأمام بكل ثقة في النفس وتعني القطيعة مع الشرق الأوسط
والاهتمام بقضايانا والانفتاح على الآخر. وباختصار فإن ذلك يعني الاعتراف بجميل
الأم والعودة إليها بعد التنكر لها.
إن تحقيق هذا المطلب ليس بالأمر الطوباوي لأن هناك إمكانية كبيرة لتحقيقه، إذا تم
لم شمل الحركة الأمازيغية وعادت التنسيقيات إلى قوتها لبلورة تصور واضح وشامل لدى
كل الفاعلين الأمازيغ وتحرك المناضلون الأمازيغيون المتواجدون داخل الأحزاب
العروبية لإيجاد أساليب وآليات تمكن من تغيير المواقف الإقصائية لهذه الأحزاب من
القضية الأمازيغية - وإلا فيجب عليهم مغادرة هذه الأحزاب - بالإضافة إلى ضرورة
تحويل الحركة الأمازيغية إلى حركة سياسية حاملة لمشروع مجتمعي حداثي ديمقراطي،
وتوضيح مطالب الحركة الأمازيغية وتقريبها إلى الشعب ومحاربة الأمية باستعمال
الأمازيغية لدى الفئات الشعبية والرهان على الخطاب الحقوقي والإعلانات العالمية
لحقوق الإنسان لبعثرة أوراق القلاع الرملية القومية العروبية.
رغم ما يمكن تسميته بالتوقفات التأملية للحرجة الأمازيغية، إلا أن هذه الأخيرة
سائرة على درب النضال لتحقيق مطالبها التي يعد مطلب الدسترة أولها، ولكنه سير حكم
عليه بأن يكون بطيئا لاسيما بعد تأسيس IRCAM الذي أقبر البديل الذي جاءت به الحركة
الأمازيغية وأنسانا تاواداTAWADA.
|