|
مرثية لبحري: بقشا.. عشاقك يرحلون.. بقلم: أحمد برطيع (الخميسات) لذا أكتب.. لأن الكتابة انت.. الكتابة سكرة الموت تتكرر مرات.. عندما تحترق الاوصال.. من الوهج و الاعتصار. أكتب لان الكتابة دم أزرق ممتص من محبرة الذاكرة. أكتب لان الكتابة سمو تمتزج فيه الارواح الخالدة والماجنة، لتلتحم في صورة الاه سطرته القرون نصب امرأة عظيمة تحكم العالم بنفس واحد... تستنشقه مع هبات كل عاصفة. أكتب لان الكتابة... وهج يخبو عندما تنقضي الاقمار وتنمحي الصور ويسود الرصاص للنحت و الكتابة وليس للقتل والرماية.. هكذا اراك... هكذا انت عالم ساكن من الصور الجامحة.. المحترقة لتنبعث من رمادها... مليون انبعاث كالامل والاشراق. وهكذا انا.. وسط هذه السكينة.. والضجر.. استمتع بالصدى الذي تحمله لي الوطاويط.. السارية ليلا.. خائفة من ضياع الرجع لصوتها.... لذا أكتب... لكي "نكون أو لا نكون" لم يعد لنا خيار، لم تعد لنا اسرار بعد الدوار، صححوا التاريخ... لسنا عربا.. قادمين من عمق التربة ورياح الفجاج، وصدى الاطلس. صححوا التاريخ.. تاريخ المسخ والنسخ... صححوا التاريخ.. الذي قضى.. حفيد يوبا وسليل ماسينيسا. ساظل اجيب سؤالك.. نحن هنا كما اردتنا ممتدين عبر بقاع "تامزغا"، ملثمين بالوان طيفها المتوهجة، نحنش اينما حللنا زايا، اعلاها شارة نصر، واسفلها جذور تعلن البقاء.. جدور تقاوم الاقتلاع والاجتثات... لم اعرفك الا عبر امراة الوجود، امرأة عازمة الخلود، لذا اكتب... لانه ما عاد يبكيني الفراق، فكل الانبياء رحلوا من ابي الى اخر كتاب "بيقشا".. ولم يبق فيها الا امراء الغسق بعيون رمضاء، تخيف القادمين بعدك.. بنهيق في النهار وفي الليل بالعواء. انقضى النبل.. ولم يبق الا نيف من العشق، نداري به بغضنا للدخلاء الذين يجثمون على صمامات أوصالنا كأصنام ورثناها عن العهود الغابرة.. اكتب.. رغم انني لا املك العنوان الذي انتقلت اليه، ولكن لي اليقين ان الغابرين في صمت سيوصلون الجفاء.. فلترقد مع الغاضبين كما كنت بيننا. |
|