ردا على نبيلة هادفي:
ظاهرة الظهير البربري
بقلم: أناروز (خنيفيرة)
أريد
أن أدلو بدلوي، إذا سمحتم، لأعبر عن وجهة نظري بخصوص ما جاء على لسان
الصحفية نبيلة هادفي واتهامها عامل الناظور بإحياء "الظهير البربري"
لأنه يتكلم الأمازيغية.
إن
ردود الفعل التي أبانت عنها الصحفية الكريمة تعبر عن سلوكات مرضية
ناتجة أوطوماتيكيا عن سياسة وتخطيط ممنهج، وليست هذه السلوكات وليدة
اللحظة أو وليدة التحليل المنطقي والعقلاني. وهذه السياسة، كما يعلم
الجميع، هي سياسة لغوية، ثقافية عملت على تدبير سيناريوهات فئة مثقفة
استقلالية، هدفها استئصال جذورنا ومصادرة كياننا واحتوائنا وإلحاقنا
قسرا بالمشرق. وها نحن نحصد ونجني الثمار المرة لهذه السياسة التي
عملت، ولا تزال تعمل، على برمجة وشحن الذهنية المغربية وتنميطها،
وبالتالي تحنيط التفكير مركزة على الرؤية الأحادية العروبية، ومعتمدة
على تزيين وتجميل كل بضاعة مستوردة من الشرق واحتقار كل ما هو أصلي
وامازيغي. فصاحبة المقالات المنشورة بجريدة "الشرق" تعبر عن تصور
النخبة الاستقلالية والاستغلالية. لقد أصيبت كغيرها من الضحايا بمرض
يسميه البعض "الأمازيغوفوبيا" ويسميه آخرون "المازوشية الثقافية". وهو
مرض ثقافي ناتج عن كثرة الإدمان على البضاعة المستوردة من الشرق، والتي
لا تخضع لفحوص طبية ولا لرقابة قانونية. ولذلك فنبيلة هادفي ليست
الوحيدة المصابة بهذا الجنون. فهذه الحالة متفشية في المجتمع لأن كل
المواطنين نهلوا من نفس النبع.
هكذا
يتم تسليح المواطنين بعتاد فكري ومفاهيمي "كالظهير البربري" وغيره.
الغرض منه محاربة الذات والحكم عليها بالدمار لتصبح خرابا تنعق فيه
غربان المشرق.
هكذا
تتنكر نبيلة هادفي، ومعها الكثير، لكل ما يمت بصلة إلى مقوماتها
الثقافية والرمزية، وعلى رأسها اللغة التي تختزن وتترجم إرثنا الحضاري.
هكذا أرادت الصحفية أن تختزل التاريخ وتقزم شخصيتنا ووجودنا. لقد شككنا
في سلامة عقلها ودعونا لها بالهداية والشفاء.
إلى كل
من ينتظر هبوب الرياح المشرقية لحل مشاكلنا، أقول إنها لن تزيد سنابل
حقولنا إلا ذبولا.
أناروز
خنيفرة