|
|
دوزيم تقصي الأمازيغية مرة أخرى بقلم: زروال محمد (تغسالين)
أرى أن القناة الثانية المغربية هي التي تستحق أن تحاكم بتهمة العنصرية وليس مناضلي تغجيجت. والسبب واضح جدا فمدونو تغجيجت لم يقوموا إلا بما يجب القيام به من خلال تغطية الأحداث التي عرفتها مدينتهم بكل موضوعية وأوصلوا المعلومات إلى الرأي العام الوطني والدولي دون تحيز. لكن دوزيم تمارس عنصرية مقيتة بشكل يومي ولا أحد يتهمها أو يستدعي مسؤوليها إلى مخافر الشرطة للاستنطاق الطويل. دوزيم هي أول من يستحق المحاكمة بتهمة العنصرية ونشر الفتنة بين المغاربة والأجانب المقيمين معنا. فقد أطلت علينا هذه الأيام بمهزلة تعود المغاربة عليها منذ 7 سنوات. إنها أستوديو دوزيم الذي جاء هذه السنة بشكل مبكر لكي تستفيد من عائدات الإشهار لمرتين باعتبار أن شهر رمضان يعتبر الفرصة الثانية لهذه الاستفادة حيث تستغل فراغ بطون المغاربة ووقوفهم أمام الشاشة في انتظار وجبة الإفطار لتضخيم رصيدها لدى المستشهرين. إن مسابقة أستوديو دوزيم تجسيد للعنصرية ضد الإنسان الامازيغي لأنه وللمرة السابعة يتم إقصاء الأغنية الأمازيغية من التباري بل إن هذه السنة أعطت القناة الحق للأجانب المقيمين بالمغرب للمشاركة. وبما أنها تقصي الأمازيغ وتعطي الفرصة للأجانب وهي قناة وطنية يؤدي الأمازيغ الضرائب من أجل استمرار بثها من طنجة إلى الكويرة فإنها لا تعترف بوجودنا داخل وطننا بل إننا أقل قيمة في نظرها من الأجانب. وأتساءل عن سبب هذا الإقصاء، هل يتعلق الأمر بقصور في الأغنية الأمازيغية من حيث الإيقاع أو الكلمات أو المطربين. وهنا أشير إلى إدراج القناة في السنة الماضية لأغنبة باللغة الإنجليزية تضم كلمات ساقطة. هل يتعلق الأمر بعدم وجود أساتذة قادرين على تقويم أداء المشاركين بالأمازيغية؟ هل يتعلق الأمر بعداء دفين لكل ما هو أمازيغي من طرف مسؤولي هذه المسابقة؟ لا زلت أتذكر أن أحد الطلبة المحسوبين على الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع اكادير حاول أن يشارك بالأمازيغية وتم رفضه مباشرة دون أي مبرر وأظنه يعمل حاليا بالقناة الأمازيغية فهل سينتقم لنفسه ولأمازيغيته ويقدم لنا عملا حول الأغنية الأمازيغية يجعل الشباب الأمازيغي الذي أصبحت فئة عريضة منه منشغلة بتحميل أغاني المشارفة عوض أغاني ملال وايت سعيد وايمنزا ن تليلي ومجموعة صاغرو. قد يكون السبب الأخير وراء هذا الإقصاء إذ لا أظن أن الأغنية والشعر الأمازيغيين يعانيان من قصور في الإيقاع أو الكلمات فقد أعطت الساحة الفنية مجموعة من الفنانين والشعراء أعطوا الشيء الكثير للأغنية والشعر الأمازيغيين إذا أضفنا ما تراكم لدينا من الأجيال السابقة فلن نستطيع أن نتجاوز هرما كمحمد رويشة أو نجما كخالد ازري أو أسطورة كايكوت عبد الهادي.لا أظن أن كلمات الأغنية الأمازيغية دون المستوى فقد عالجت كل المواضيع بدون استثناء حتى موضوع البيئة الذي أصبح مفضلا لدى المخزن هذه الأيام عالجته وبواقعية وأعطي المثال بقصيدة شعرية لشاعر كبير أنا متأكد أن الكثير منكم لا يعرفه، إنه الشاعر حمو خلا الذي تحدث عن أهمية الماء انطلاقا من تجربة معاشة لا تشبه كلماتها كلمات أغنية نعمان لحلو التي صورها في أندونيسيا. كما أنني لا أظن أن الساحة الفنية بالمغرب لا توفر الأساتذة القادرين على تقويم أداء المشاركين. ثم ماذا أعطانا ذلك المعهد إذا لم ينم معارف باحثيه حول الأغنية الأمازيغية؟ أظن أن الأستاذ ملال ومحمد رويشة وأمثالهم كثر قادرون على أداء هذه المهمة. لكن إدارة دوزيم وصانعو إيديولوجيتها يريدون أن يصورا فيديو كليبات تتحدث بكل لغات العالم إلا الأمازيغية لأنهم يعتبرونها بلغتهم الأخلاقية لقيطة ووليدة الاستعمار. لا يريدون أن تكون لنا رموز غنائية ساهمت كاميراتهم في صنعها. لا يريدون أن يقدموا تعويضات مالية لاؤلئك الأساتذة لأنهم ينتمون إلى المغرب غير النافع. لا يريدون أن يستفيد الفنان الأمازيغي من تعويضات سهرات رأس السنة أو تعويضات المشاركة في لوحة اشهارية. إنهم يقتلون الإبداع الأمازيغي في مهده. قد لا تستغربوا إذا علمتم أن عدد الشعراء الأمازيغ في القرى النائية في تراجع مستمر لأن المخزن يستغلهم في المهرجانات والأنشطة المرافقة لتدشين بناء المساجد ودور الفتيات القرويات. جانب آخر من عنصرية دوزيم يتمثل في نشرة الأخبار انغميسن كما يحلو لها أن تسميها هذه النشرة لا أعرف إلى حد الآن هل هي ترجمة للنشرة الزوالية أم شيءآخر. ثم إذا كانت أمازيغية فلماذا يكتب اسم الصحافي أو المستجوب بالعربية؟ إنها قمة الاستهتار بلغتنا الأمازيغية في إعلامنا الوطني الرسمي. ختاما أدعو من هذا المنبر كل غيور على أمازيغيته أن يقاطع قناة دوزيم خاصة مسابقتها العنصرية لكي نحرمها من عائدات الإشهار ما دمنا لا نستطيع أن نحرمها من الضرائب التي تؤخذ منا عنوة في فواتير الكهرباء . (زروال محمد، تغسالينIfrd111@hotmail.com)
|
|