|
|
أخلاقيات في الخطاب الأمازيغي اليومي بقلم: لحسن ملواني
من المزايا الخاصة بالأمازيغ احتفاء لغتهم بعبارات وظيفية تعمل على الحفاظ على تجديد ألق التضامن والاحترام والوحدة بينهم، عبارات تستبطن حميمية خاصة تجعل الطيبوبة والألفة يسودان العلاقات الاجتماعية والأسرية، عبارات تحمل على التعايش بعيدا عن الضغائن والتنقيص واللامبالاة.. فتدخل الألفة في النفوس، وتبعد النشاز والأنانية والاستفراد... فهي تحمل: ـ الاحترام والتقدير للآخر. ـ تمنيات السعادة للآخر في العاجلة والآجلة. ـ الدعاء الجالب للخير الواقي من الشر. ـ المودة والحميمية الحافظة على النسيج الأخوي العلائقي بين الناس. ـ التعبير عن وحدة المشاعر والتضامن فيما يسعد وفيما يشقي. ومن المؤسف أن كثيرا من هذه الخطابات ذات البعد العلائقي القيمي أخذ في الضمور والاضمحلال بين أفراد الجيل الحديث، فالناشئة المتحدثون بالأمازيغية استبدلوا المتوارث من العبارات الجليلة الحاملة لدفء المشاعر والوحدة الكفيلة بالتعاون والتضامن في صغر الأمور وكبرها، فصرنا نسمع بين الفينة والأخرى عبارات بعيدة كل البعد عن الأمازيغية وعن العربية حتى... فلم تكن مما نشأنا عليه ولم تكن مما نعرف مدلوله وأبعاده المضمونية المعززة للهوية والانتماء. وإليك جملة من الخطابات اليومية التي لا زالت سارية التداول في أوساط الكبار بالخصوص وفي بعض القرى البعيدة عن المجال الحضري بقلعة مكونة ونواحيها (انظر الجدول المرفق). نحن إذن أمام خطاب طيب يعزز الأواصر ويغني الروابط ويمتن التعايش المؤسس على التآزر كالجسد الواحد الذي يعاضد بعضه بعضا. وما ذكرناه لا يعد سوى نماذج مما يجري بيننا من عبارات في سرائنا وضرائنا. ومما يؤسف له ضمور واضمحلال تواجد هذا الخطاب أمام الهيمنة الإعلامية والعولمة التي تسعى إلى محو الخصوصيات والمزايا المجسدة لهويات تأبى الانمحاء.
|
|