|
|
الأيام الربيعية لجمعية أنازور: تشجيعا للمواهب الصاعدة بقلم: مصطفى جليل / قلعة مكونة
تحت شعار:'' تافسوت أنازور، من أجل حركة فنية تشتغل على التراث وتنفتح على المستقبل''، نظمت جمعية أنازور للإبداع أيامها الربيعية يومي 31 مارس وفاتح ابريل 2009، بفضاء دار الثقافة بقلعة مكونة، وقد سهرت الجمعية على بلوغ وتحقيق الهدف المسطر للنشاط والذي كان حسب توضيح لرئيس الجمعية، عمر أيت سعيد، تشجيع الطاقات الشابة والمواهب الصاعدة بمنطقة الجنوب الشرقي. هذا وقد تضمن اليوم الأول ورشتين منفصلتين، الأولى خاصة بالفنانين لمناقشة أهم المشاكل والعراقيل التي تصادفهم في مسيرتهم الفنية، والثانية كانت خاصة بالجمعيات والفاعلين الجمعويين بالمنطقة وكانت مخصصة لمناقشة واقع العمل الجمعوي بقلعة مكونة، وحصيلة عمل الجمعيات الثقافية وكذا التنموية بالمدينة، وقد تميزت الورشتان بالتفاعل والتجاوب الحاصل بين المشاركين الذين أكدوا تثمينهم لمثل هذه الورشات خاصة بعد الخصاص الحاصل في مجال الورشات والنقاشات الخاصة بالشأن الثقافي والفني بالمنطقة، كما قامت الجمعية بالموازاة مع اليومين الثقافيين بعرض لوحات الفنان التشكيلي وعضو الجمعية الحسين طالبي. وبعد انتهاء الورشتين قامت الجمعية بصياغة تقرير تركيبي من خلال التوصيات والاقتراحات الناتجة عن أشغال الورشتين، بغية رفع للجهات المسؤولة ونشره بالإعلام. في اليوم الثاني للأيام الربيعية ''الأنازورية"، نظمت الجمعية أمسية فنية احتفاء بالمواهب الصاعدة، متضمنة جل أشكال الإبداع الفني والأدبي والتنشيط والتقديم، مبرزة بذلك تعدد أشكال الإبداع والتعبير المتوفرة بالمنطقة، ففي مجال الموسيقى، وبعد كلمة التقديم والشكر التي قدمها رئيس الجمعية، قامت القاصة الواعدة لطيفة العمراني بقراءة قصة قصيرة بعنوان ''كابوس'' وهي القصة الحائزة على جائزة محمد زفزاف للقصة القصيرة، والتي تجاوب معها الحضور باهتمام بالغ نظرا لسلامة أسلوبها الأدبي والقصصي. وبعد هذه الفقرة مباشرة تم تقديم الفنان الطفل"عماد صدوق" الذي أثار إعجاب جل الحاضرين بعزفه المتقن على آلة الكيتار، مؤديا أغنية '' أتبير أملال" التي يعكس أسلوبها بشكل جلي مدى تعلق ساكنة المدينة بالفن والموسيقى بالأخص كشكل تعبيري منذ الصغر. وكتأكيد على اختلاف الأشكال التعبيرية وتعددها بالمنطقة تم إدراج فقرة فكاهية بعنوان ''الأب البخيل" من تقديم الشباب: "يونس"، ''حسن" و"جمال"، والتي عالجت مشكل الفقر وتدني مستوى المعيشة كتيمة بارزة ومشكل اجتماعي يعاني منه معظم ساكنة المنطقة. كما تضمنت الأمسية فن الراب كفن وموسيقى جديدين بالمدينة عبر تطويع هذا الجنس الموسيقي ليناسب اللغة الأمازيغية وليتناسب مع خصوصيات المدينة، لتقوم فرقة "مكونة ستيل" بأداء أغنية حاملة لعدة رسائل اجتماعية رافضة للعنصرية، وداعية لتعايش اجتماعي رغم الاختلافات الحاصلة. ولإنارة طريق المبدعين الشباب وتقويم مسيرتهم الفنية، تم إدراج مبدعين كبار، من قبيل الفنان عمر أيت سعيد، الذي قام بأداء أغنية (تدخل ضمن ألبومه الجديد). والكاتب والشاعر م يوسف بلحفات (عضو بالجمعية) الذي قام بإلقاء قصيدة شعرية بعنوان''رحيل قريتي" و"خاطرة'' رحلة في دروب الحياة''. كما تضمنت الفقرة المخصصة لفن الراب كذلك فرقة LISY 4 التي قامت بأداء أغنية رافضة للإلحاد والكفر ومدافعة عن الدين الإسلامي. لتليها فقرة للفنان الطفل ''حسن هاموشي". وتشجيعا للشعراء الناشئين في المدينة، تم إدراج فقرة للشاعرة الصاعدة "فاطمة أيت الحاج" التي ألقت قصيدة بعنوان "نزيف الماضي"، والشاعر الصاعد "مصطفى العمراني" الذي ألقى قصيدة أمازيغية بعنوان "التلفزيون أمروكي" لتعود الأمسية إلى مجال الفكاهة مع الثنائي "يونس وإدريس" . كما قامت الجمعية كذلك خلال الأمسية بتكريم شخصيتين بارزتين في مجتمع قلعة مكونة، بأعمالهما الجليلة لخدمة المجتمع والفن بالمدينة، وهما "امحمد أبوموسى" وهو رجل تعليم متقاعد اعترف له بالعمل الدؤوب والمتفاني خلال مزاولته لمهنته، و"لحسن أولوالي" وهو شاعر أمازيغي عرف بولعه بالشعر الأمازيغي وبفن أحيدوس وبإبداعه المتميز في مجال الشعر الأمازيغي. وتم تقديم تذكارين رمزيين للمكرمين. واختتاما للأمسية المميزة بفقراتها، قام الفنان ضيف شرف هذه الأيام "لحسن بوزيد " من ورزازات بأداء أغنية على آلة "البانجو" بعنوان'' إغ نساول... نزايد آر نساوال". وللإشارة فالأمسية كانت من تنشيط ثلة من الشباب الناشئ نذكر أسماءهم كما يلي: ''نورة أيت الطالب"، سميرة شكري،"جمال نجماوي"، و"نعيمة ناجم". في نهاية الأمسية قامت الجمعية بشكر المساهمين في إنجاح النشاط، وكذا أخذ صور تذكارية بالمناسبة.
|
|