|
|
متى
سَتَتَبَنَّى
الحركة الأمازيغية مطالبَ "تاويزا"؟
بقلم:
بْراهيم أسافو ؤُتْمَازْغَا
لا تزال الحركة الأمازيغية لم تفكر بعدُ في طرح المطالب الأمازيغية التي نشرها الأستاذ المناضل السيد محمد بودهان على صفحات "تاويزا"، رغم أهمية هذه المطالب وأولويتها وأسبقيتها. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المطالب البودهانية قد جاءت قبل زمانها، أي أنها ما زالت ضمن اللامفكر فيه من قِبَل كثير من أعلام أموسُّو أمازيغْ، رغم أهميتها وأسبقيتها كما قلت. فما هي مطالب ذ. ماس بودهان الأمازيغية؟ أُوردها من خلال كلام الأستاذ نفسه. يقول في مقاله "الكذب الرسمي والتزوير الحكومي لحقائق التاريخ الخاصة بالأمازيغيين( ثاويزا ـ العدد الرابع والتسعون): »إذا كانت فعاليات أمازيغية قد رفعت دعوى قضائية ضد وزارة التربية الوطنية بسبب ما تضمنه كتاب مدرسي من افتراء على الأمازيغيين مرتبط بأكذوبة "الظهير البربري"، فإن ما يتضمنه هذا الموقع من تشطيب نهائي على الأمازيغيين وجودا وتاريخا هو أخطر بكثير من أسطورة "الظهير البربري" التي اعترفت بوجود "البربر"، ولو كمصدر للتفرقة وعملاء للاستعمار وحلفاء للمسيحيين ومرتدين عن الإسلام وعائدين إلى الوثنية والجاهلية! فهل سترفع الحركة الأمازيغية دعوى قضائية ثانية ضد الدولة المغربية ووزارة السياحة؟ وما موقف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بعمادته ومجلسه الإداري، من استمرار هذه الحرب "التاريخية" الرسمية على الأمازيغية والأمازيغيين، وهو الذي يتوفر على مركز لتمحيص تاريخ المغرب وتصحيح ما لحق به من تشويه وتحريف وما علق به من أساطير وأباطيل تستهدف كل ما له علاقة بالأمازيغية والأمازيغيين؟«. وقال في مقاله "متى سيفعل العرب مثل الفرنسيين فيعيدوا النظر في تاريخهم الاستعماري بشمال إفريقيا؟" (ثاويزا ـ العدد 105 ): »تطالب الحركة الأمازيغية، منذ سنين، بمجموعة من الحقوق الأمازيغية، كتدريس اللغة الأمازيغية وإدماجها في مؤسسات الدولة كلغة رسمية، وإقرار الهوية الأمازيغية في الدستور. إلا أنه نادرا ما تنص هذه المطالب على مسألة استعادة التاريخ الأمازيغي المسروق، كمدخل ضروري لاستعادة الهوية الأمازيغية والاستجابة للحقوق الأمازيغية الأخرى. فالتاريخ ليس مجرد مسألة أكاديمية ثانوية، بل هو مسألة سياسية رئيسية. لهذا فإن الهيمنة الإيديولوجية على الماضي هو الطريق إلى الهيمنة السياسية على الحاضر. ومن لا يتذكر ماضيه محكوم عليه بأن يعيشه مرة ثانية كما قال جورج سانتيانا. ومن أقصي من الماضي أقصي نتيجة لذلك من الحاضر. فتدمير هوية شعب ما يبدأ من تدمير ذاكرته التي هي خزّان هويته. وهذا ما حدث للشعب الأمازيغي الذي حُوّل تاريخه إلى أساطير وأكاذيب تحكيها كتب "التاريخ" العربية التي لا مكان فيها للذاكرة الأمازيغية. فاستعادة الهوية إذن تبدأ باستعادة الذاكرة والتاريخ كشرط ضروري وأولي. واستعادة الذاكرة والتاريخ تعني تملكهما من جديد بعد تطهيرهما من الأساطير والأكاذيب الرسمية التي تغيّب الهوية الأمازيغية وتشوه حقيقة الوجود الأمازيغي. ومن هنا نفهم لماذا سارع الحكام العروبيون بالمغرب إلى اعتقال وإدانة علي صدقي أزايكو بسنة سجنا نافذا في 1981. لأنه كان قد بدأ في فضح وتقويض أساطير الاستعمار العربي لشمال إفريقيا ـ والتي يقوم عليها الوجود السياسي العروبي بهذه المنطقة ـ كبداية لتملك التاريخ الأمازيغي الحقيقي. وهو ما رأى فيه الحكام العروبيون تهديدا لوجودهم السياسي«. ويقول في مقاله "متى سيصدر قانون تجريم إهانة الأمازيغية؟" (ثاويزا ـ العدد مائة وستة): »تطالب الحركة الأمازيغية بإصدار تشريعات قانونية ودستورية تلزم المسؤولين الحكوميين بتنفيذ برامج ومقررات تنمية الأمازيغية، في ما يخص التعليم والإعلام وإدماجها في مؤسسات الدولة. لكن لم يسبق لمطالب الحركة الأمازيغية أن تضمنت مطلب ضرورة إصدار قوانين زجرية تجرم إهانة الأمازيغية والأمازيغيين وتمنع استعمال وصف "بربر" كتسمية تحقيرية ومهينة للشعب الأمازيغي. لقد آن الأوان إذن للمطالبة بهذه الإجراءات التشريعية الزجرية لصون كرامة الأمازيغية والأمازيغيين ومعاقبة مروجي الحقد والكراهية والمحرضين على العنصرية ضد الأمازيغية والأمازيغيين. ولا يتعلق الأمر هنا بالتضييق من حرية التعبير والحق في الاختلاف، بل بحماية هذه الحرية وضمانها وتوفيرها للجميع، وليس فقط لفئة محدودة تستعملها بشكل أناني وعنصري للاعتداء على حرية الآخرين ومنعهم من ممارستها على مستوى اللغة والثقافة والهوية. إن إصدار مثل هذه القوانين الزجرية لحماية الأمازيغية من الاعتداءات الصحفية والتحقير الذي تتعرض له في بعض الجرائد، مع تجريم استعمال كلمة "بربر"، سيكون معيارا لقياس حسن النية والجدية للنهوض بالأمازيغية لدى السلطة التي أنشأت المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. فمتى ستقدم السلطة إلى البرلمان، قصد المصادقة عليه، قانون تجريم إهانة الأمازيغية، تكميلاً لقانون تجريم إهانة العلم الوطني؟«. هذه نماذج من مطالب الأستاذ المناضل محمد بودهان الأمازيغية، أردتُّ التذكير بها من أجل التأمل والتفكّر فيها، وعدم تجاهلها أو إهمالها ونسيانها. لأن هذا الإهمال والنسيان هو آفة خطيرة ليستْ في صالح العملية النضالية الأمازيغية. كما أشار إلى ذلك ماس بودهان، نفسه، حين قال في العدد سبعة وثمانين من "ثاويزا": »وهنا أعرّج على مسألة تهميش الأمازيغية التي نحمل المسؤولية فيها دائما للسلطة السياسية ومؤسساتها. لكننا ننسى أن أقصى وأقسى أنواع التهميش هو الذي يمارسه بعضنا على البعض عندما يجهل بعضنا البعض الآخر ويتجاهله ولا يعترف به ولا بأفكاره. وهكذا تعاملنا مع أزايكو لأكثر من ثلث قرن ـ وقد يستمر لمدة أطول ـ ظل أثناء ذلك مغمورا ومجهولا لا نعرف عنه إلا الظاهر، أي ذلك المناضل الذي دخل السجن من أجل الأمازيغية مع جهل تام لفكره الأمازيغي، لأن هذا الفكر سبق زمانه بفترة طويلة كما قلت«انتهى. فمتى سَتَتَبَنَّى الحركة الأمازيغية المطالبَ الأمازيغية البودهانية؟! ازول فلاونت / فلاون.
|
|