|
|
قراءة في ألبوم "ألمود: التعلم" لعمر أيت سعيد المدرس الشاعر العازف والمغني بقلم: لحسن ملواني لا شك في اقتران التربية بالفن غناء وأنشودة ورسما... والحال أن الفن يفعل في النفوس ويغير في الأحوال ما لا يمكن أن تغيره السياسة والبندقية. والتربية أقرب إلى الفن منها إلى العلم. والمعطيات والقيم تحتاج لغرسها في النفوس إلى الفن. ففن التربية لا يقل أهمية عن علوم التربية، بل إنهما متكاملان متعاضدان من أجل خدمة الناشئة. والحديث عن الشعر الأمازيغي حديث جذاب، يجعل الباحث فيه يسبح في عالم من الجمالية الأخاذة لفظا وتركيبا وإيحاء... ولا شك أن هذا الشعر يعد بمثابة الوسيلة الإعلامية البارزة، والوسيلة المثلى لتجسيد المشاعر والعلاقات. وتجدر الإشارة إلى أن البحث في التراث الأدبي الأمازيغي لم يشهد بداياته الواضحة إلا مؤخرا حيث نجد ثلة من الكتاب والنقاد والمبدعين يتقربون إلى دراسته بغية الوقوف على فنيته وآلية اشتغاله. وننوه بمجهودات جماعة شباب حاولوا تناول التراث الأدبي والشعري بالخصوص من زاوية المقاربة والاستحضار وإعادة تقديمه إلى أناس يكاد يمحو وجوده وأثره في ذاكراتهم نتيجة الحيف الإعلامي الذي طاله مدة لا يستهان بها. في هذا الإطار سنتحدث عن تجربة تستحق التثمين ويتعلق الأمر بألبوم موسيقي غنائي تربوي للشاعر والموسيقي الصاعد عمر أيت سعيد الذي لاحظنا عليه اهتمامه بفنه إلى حد الوَلَه. ففي كل لقاء ثقافي نجد ميله الفريد إلى الحديث عن الشعر والموسيقى الأمازيغية التي تسكن كيانه حيث حل وارتحل. والجديد في ألبومه محاولته الاستفادة في التطور الحاصل في مجال الموسيقى حيث جعله في خدمة أنشودة الطفولة بإيقاع جذاب وكلمات شفافة أخاذة مألوفة في عالم الطفل ومرتبطة بواقعه المعيش. وللإشارة فالكتابة والتلحين للطفل بالأمازيغية جديدة – في اعتقادنا – كل الجدة. ذلك أن الخلفية التربوية الأمازيغية - وحسب رأي الفنان ذاته- تكاد تخلو من الاهتمام بالطفل، ومقومات الطفولة، ولنا عودة إلى هذا الموضوع لاحقا بحول الله... الألبوم يعزز مبادئ تهم الطفل والطفلة، ومن هذه المبادئ استنهاض الهمم من أجل التعلم والتحسيس بالمساواة بين الذكور والإناث مع وجوب استحضار الاحترام لكل من الأب والأم وسائر الأهل. يقول في قطعة من ألبومه و تحت عنوان "ألمود" بمعنى التربية والتعلم. التعلم، التعلم التعلم يا أطفال خذ بيد "يدير" خذ بيد "تودة" الطفل كالطفلة التعارف في الطريق أحمل محفظتي وبعض الخبز إن وجد أتى كل الأطفال يرغبون في المعارف... ....... إن هذه العبارة البسيطة لها وقع رائع في نفوس الناشئة لأنها تحيلهم إلى واقعهم وتعزز التشبث به في نفوسهم. وللإشارة فإن هذه الأنشودة رددها الأطفال كثيرا في الحقول والأزقة فور صدورها. وبإيقاع أمازيغي بديع يصور الشاعر – وبكل بساطة- الطبيعة في لوحة تعود بالطفل إلى الفضاء الذي يعيش فيه بكل ما يتميز به من جمالية وإبداع خالق الكون. ففي مقطوعة من الألبوم عنوانها "المطر" تحدث عن المطر الذي يملا الأفق، وعن العشب الذي تلتحفه الحقول وعن النوار المتفتح الأمر الذي يستدعي الانشراح والفرحة والزغاريد ونسيان الأحزان حيث الحَطْب والحصاد والأعراس. ولغرس الوطنية في نفوس الناشئة نظم الشاعر المطرب أنشودة أخرى تحت عنوان "بلادي" بلادي أرضي بلادي زهرة أنت تسكن شعري وكلامي بلادي أرضي لن أفارقك أبدا لن أنساك أبدا أنت في عمق قلبي بهذه العبارات ـ التي قد تسيء إليها الترجمة ـ يمضي صاحبنا منشدا مغردا يعيد إلى الأذهان طواعية اللغة الأمازيغية على احتواء الكثير من الفنون كغيرها من اللغات. وللإشارة ففي الألبوم مزيد من الأغنيات الجميلة المتميزة... وقد اكتفينا بالإطلالة على بعضها محيلين إلى ألبوم الفنان لمن يريد المزيد من الإطلاع. وفي اعتقادنا يعد النظم لأناشيد الصغار باللسان الأمازيغي سابقة تستحق الاحتفاء ومزيد من الإثراء والتطوير وفي هذا الإطار يعد ما قام به الشاعر المغني الشاب عمر "أيت سعيد" يستحق التشجيع تربويا وإبداعيا... ونتمنى له مزيدا من التطوير لفنه، فكل إنجاز فني لا حدود لارتقائه، بل قد يموت الفنان ويترك فنه يتطور من قِبَل غيره. تعريف قصير بالفنان: عمر أيت سعيد من مواليد داددس عام 1973م مدرس. درس بالمعهد الموسيقي بالرباط "معهد زرياب". عازف على القيثارة. من أعماله: - شريط غنائي تحت عنوان "أتبير أملال = الحمامة البيضاء" - شريط غنائي بعنوان: "تيموزغا ". - شريط خاص بالطفل بعنوان "ألمود" = التعلم" - هو بصدد إصدار شريط جديد قريبا.
|
|