|
المركب الثقافي/الأطلس صرح ثقافي مع وقف التنفيذ!! بقلم: بحاج (الخميسات) **الأنا جزيرة صغيرة في مجال غير محدود يمثل اللاشعور** بهذه القولة ليونج أستهل الكلام، فالأنا أو الذات جزيرة صغيرة تسبح في محيط غير محدود، هذه الذات التي لا تنعم بالحيوية عند انعدام البنيات الأساسية التي تضمن لها ذلك، وتنير ذاك الظلام الدامس الذي يحيط بها. فالثقافة كالضوء المنبعث من المنار ليزيل العتمة والظلام. والذات في حاجة ماسة إلى الثقافة كحاجتها إلى النور. والثقافة لا تحيى ولا تقوم لها قائمة في غياب البنيات التحتية الخاصة بها كدور الشباب والأندية الثقافية وغيرها... والتي تشترط فيها الجودة، لكي تؤدي الرسالة المنتظرة منها أحسن أداء. في هذا الخضم تعيش مدينة الخميسات فراغا ثقافيا مهولا، إن على المستوى الإشعاعي أو على مستوى البنيات، ينضاف هذا إلى قمامات الأزبال المنتشرة في كل مكان، حيث علب البلاستيك تذروها الرياح في كل الاتجاهات، وعلى المساحات الفارغة تنتصب علب البلاستيك الملأى بالنفايات كقنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة. إن البنيات الثقافية بالمدينة، وعلى قلتها تفتقر إلى سمات المرافق الثقافية، وبعضها موصدة أبوابها، تلفها خيوط العنكبوت. وأقصد هنا المركب الثقافي الأطلس، ذاك البناء الإسمنتي الضخم الكائن بغابة Le Marabout وهو صرح ثقافي مع وقف التنفيذ إلى أجل غير مسمى. إن بناية هذا المركب التي شيدت مكان كنيسة نصرانية تحمل أكثر من دلالة للتسامح الديني، وهي لا تفتح أبوابها لتحتضن أنشطة الجمعيات المحلية لأسباب نجهلها. وفي هذا الصدد تقدمت جمعية تيفسا بطلب ترخيص موجه إلى السلطات المحلية لإحياء أيام ثقافية بالمركب المذكور أيام 27 و 28 يونيو 2003 احتفاء بالذكرى الخامسة لاغتيال الفنان الأمازيغي لوناس معتوب، حيث أعدت لها بما فيه الكفاية، وأجرت كافة اتصالاتها بفعاليات ثقافية وفنية لتنشيط هذه الأيام. لكن السلطة الوصية على هذا الفضاء كان لها رأي آخر، فكان التعسف والمنع هو سيد الموقف، وتحدثت لغة الخشب التي لا تحسن غيرها، لتحرم فعاليات ثقافية ومواطنين لممارسة حقهم في التعبير و التثاقف. إن مثل هذه الممارسات المنافية للمبادئ الحقوقية لن تخدم مصلحة المواطن من بعيد ولا من قريب، هذه المصلحة التي يبدو أنها في ذيل سلم الأولويات للمسؤولين المحليين. إننا نتساءل عن فحوى تبعية هذا المركب لسلطات العمالة رغم وجود سلطات مكلفة بالثقافة؟ فلماذا لا يسند هذا الفضاء لمندوبية وزارة الثقافة لأجل إدارته، وجعله رهن إشارة الجمعيات والهيئات المحلية؟ إن إصرار الفعاليات الثقافية ـ التي تجعل من النهوض بالشأن المحلي أولى أولوياتها على كسر الطوق الوهمي الذي يحيط بهذا المركب كفيل بأن يعيد له حيويته، ويجعل الحياة الثقافية التي أنشئ من أجلها تدب بين جدرانه. إن جمعية تيفسا التي تجرعت مرارة خيبة الأمل كلها أمل أن يتم تصحيح هذه الوضعية وفتح باب هذه المؤسسة في وجه الجميع. |
|