|
محاورة
شاملة مع
العالم
اللغوي
المستمزغ
البرفسور
الدنمركي
كارل ـ
قوتفرايد
براسه ( Karl-G. Prasse ) حاوره:
براهيم
قراده،
بتاريخ 22/04/2000
( igrada@yahoo.co.uk)
سؤال:
هل تفضلتم
بتقديم شخصكم
إلى قرائنا؟ البرفسور:
في البداية،
درست وتدربت
كعالم مصريات
(Egyptologist). فلقد
بدأت بدراسة
االلسنيات
العامة
والمقارنة في
جامعة
كوبنهاجن،
الدنمرك،
وبعد عامين
غيرت مجال
دراستي إلى
علم المصريات
(Egyptology)، ولكن
هذه اللغة لم
تستأثر
اهتمامي
كثيرا. ولهذا
بدأت دراسة
لغات أخرى
من نفس
العائلة مثل:
العبرية،
العربية،
الاثيوبية،
والامازيغية.
كل هذه
اللغات تنتمي
إلى نفس
عائلة اللغات
الحاموسامية
(الافرواسيوية)
الكبيرة. في
النهاية،
حصلت على
شهادة "مؤتمر"
( Conference) في
علم "المصريات"
وحصلت على
ماجستير
الآداب في
التخصص. بحثي
في الامتحان
النهائي، كان
حول الأسماء
الأمازيغية.
هكذا بدء
تخصصي وعملي
الوظيفي
كعالم
أمازيغيات،
ومختص في
الأمازيغية.
لقد كانت لغة
ممتعة جدا،
وبدراستها
آمل ان أكون
قادرا على
الإضافة في
مجال مقارنة
اللغات
الحاموالسامية.
في سنة 1953، قضيت
سنة في
فرنسا، حيث
درست مع
البرفسور
اندرى باست
( Basset André)، والذي
كان في مقدمة
علماء
الأمازيغيات
في تلك
الفترة،
أعطاني دورة
في المغربية
الأوسطية
(Central Moroccan ) ومقدمة
في التارقية.
وهكذا، بعد
حصولي على
درجة
الماجستير
تحصلت على
منحة دراسية
للدراسة في
فرنسا
وإفريقيا
للمرة الأولى.
وكانت تلك
المرة
الاولى، سنة 1958،
التي التقي
فيها التوارق
في "هوقار"،
في واحة "تامانراست".
وكنت قادرا
على تحديد
عدم صوابية
تنويتات
تشارلز دي
فوكولد (Charles de
Foucauld) الصوتية.
كان يسبقني
في المجال،
وكتب قاموسا
من أربعة
أجزاء، والذي
كان ولازال
ممتازا.
تعريفاته
لمعاني
الكلمات
التارقية
دقيقة جدا،
وقاموسه
ممتاز جدا.
ولكنني أرى
أن تنويتاته
الصوتية،
وخصوصا في
الحروف
المتحركة (العلة)
كانت غير
صحيحة. عموما
وآنذاك، كان
لدي ثلاثة
أشهر لأبدأ
العمل ولم
يكن لدي
المال الكافي
لدفع مستحقات
رواة اللغة.
في 1966، دعيت
لحضور مؤتمر
لليونسكو
(UNISCO) في
بامكو، في
مالي، وكان
يهدف إلى خلق
أبجدية
لكتابة ست
لغات مختلفة
ومحلية في
المنطقة ومن
ضمنها
الأمازيغية
التارقية.
الفكرة كانت
ضم مجموعة من
بحاث هذه
اللغات لخلق
أبجدية
مشتركة
لكتابة هذه
اللغات. سؤال.
كل اللغات
الست! البرفسور:
نعم كل
اللغات الست.
وهذا ما قمنا
به، وآنذاك
اكتشفت مصدر
الخطأ في
تنويتات
فوكولد
الصوتية في
اللغة
الامازيغية
التارقية.
لقد اتضح
لدي، أنه ليس
هناك حرف
متحرك قصير
واحد بل
إثنين،
مزجهما
فوكولد.
لاحقا في نفس
السنة، 1966،
دعينا للحضور
إلى نيامي،
في النيجر،
للتحضير
لندوة لتعليم
مجموعة من
المتعلمين
المحليين
( tiseursèalphb) في
اللغات
المحلية
لإطلاق حملة
لمحو الأمية
وتعليم
الكبار أولا،
ثم وبالتدريج
البدء بمدارس
تجريبية
للأطفال.
كان
المستهدف أن
تكون المدرس
ثنائية اللغة
بتعليمها أحد
اللغات
المحلية
والفرنسية،
ولكن
كانت هناك
مشكلة كبيرة
متمثلة في
عدم توفر
المال الكافي
للعملية، لأن
اليونيسكو
منظمة ثقافية
ولديها تمويل
فقط للأغراض
الثقافية،
بينما
المفترض عمله
كان دمج
تعليم اللغة
مع نوع من خلق
الوظائف
للناس لأنهم،
أي الناس،
إذا لم
يتحصلوا على
وظائف بعد
ذلك لا
يمكنهم رؤية
لماذا عليهم
تعلم القراءة
والكتابة.ـ
الذي تجب
ملاحظته أن
التوارق
لديهم أصلا
أبجديتهم،
المعروفة بـ"خط
أو حروف
تيفيناغ"
الذي يعود
للعصور
القديمة.
وطبيعيا،
أنهم كانوا
يتمنون أن
يتعلموا
بتيفيناغ،
ولكن هذه
الفكرة لم
تقبل أبدا،
لأن الحكومات
ذات العلاقة
أرادت هجائية
لعدة لغات
بالخط
اللاتيني
الذي كان
أسهل تناولا
على آلات
الطباعة
والمطابع.ـ
في المجمل،
كل شيء كان
يسير ببطء
شديد،
والمدارس
التجريبية
للأطفال لم
تستطع تجاوز
مرحلة ما بعد
التجريب.
في كل
الأحوال، لا
زلت، من وقت
إلى آخر،
انهمك في هذه
البرامج،
وكتابة
ملخصات عن
أفكاري حول
الهجائية
المناسبة أو
إعطاء نصائح
أخرى. هناك
الآن، منظمة
في ألمانيا
قدمت إلى
نيامي
للتعاون مع
المعهد
الوطني
للتوثيق
والبحث
البيدغوقجي
( INDRAP- Institut National de
Decumentation, de Recherche et d’Animation pedagogiques) لمساعدة
هذه المدارس.
وعملها
الاساسي، هو
المساعدة على
تأليف وطباعة
الكتب
المدرسية
بالتارقية
وباقي
اللغات،
وكذلك تدريب
مدرسين
ثنائيتي
اللغة. وكنت
اقترحت
استحداث
مدرسة في
منطقة
التوارق، حيث
إنني أصلا
أدعم مشروع "تربية
مواشي"
بمساعدة
منظمة
دنمركية غير
حكومية تعرف
ب"الطريق
المختصر
للتنمية"
(Genvej til udvikling ) ومقرها
في جوتلاند
في الدنمرك.
لم أستطع
لوحدي توفير
المال ولا
منظمتي الغير
حكومية
استطاعت ذلك
لحد الآن،
ولهذا
فالمشروع
متوقف في هذه
اللحظة،
ولكنني لازلت
متأملا
تحقيقه. سؤال:
ربما تعلم
أن العلاقة
بين اللغة
العربية
واللغة
الأمازيغية
علاقة معقدة،
تاريخيا،
وسياسيا
وكذلك لسانيا.
هناك مدرسة
ايديولوجية،
برعاية
الحكومة
الليبية،
تدعي
الأكاديمية
العلمية،
والتي تعمل
بعناد لإثبات
أن اللغة
الأمازيغية
هي لغة عربية
قديمة.
يرأسها د. "علي
فهمي خشيم"،
وهو لغوي
ليبي، كتب
عدة كتب في
المجال، منها
وأحدثها
كتابه المسمى
"سفر العرب
الامازيغ"
ونشر الجزء
الأول من
قاموسه "الأمازيغية
العربية"،
بمساعدة
آخرين. وحيث
إنك مختص في
اللغتين، هل
تعتبرهما لغة
واحدة، كما
تدعي المدرسة
الرسمية
الليبية؟ البرفسور:
لا، بالتأكيد
هما ليستا
لغة واحدة،
ولكن هناك
علاقة بينهما.
كلاهما ينتمي
إلى نفس
العائلة
الكبيرة "الحاموسامية". سؤال:
هل يمكنكم
إعطائنا
مقارنة بين
اللغات "الهندوـأوروبية"
، لتقدير
الفرق بين
العربية
الأمازيغية؟ البرفسور:
نعم، أي
عائلة لغات
يمكن
مقارنتها إلى
أخرى كما هو
الحال مع "الهندوـ
اوروبية". سؤال:
كيف يمكنكم
وصف المسافة
بين العربية
والأمازيغية؟ البرفسور:
عائلة لغات "الحاموسامية"
تتكون من
خمسة فروع،
على الأقل،
وهي: 1.
اللغات
السامية،
والتي تضم
العبرية،
والعربية،
والاثيوبية،
والأكادية
القديمة ("
لبابلية،
والاشورية")
المتحدث بها
فيما يعرف
بالعراق الآن.
هذه اللغات
السامية
متقاربة جدا
لبعضها.
يمكنك،
تقريبا ،
إيجاد أية
كلمة في لغة
منها مرة
أخرى في
اللغات
الأخرى. ولكن
عندما تأتي
للفروع
الأخرى،
الوضع يتغير.
وهكذا، كلمات
أمازيغية
قليلة فقط
يمكن
مطابقتها مع
كلمات في
اللغات
السامية. 2.
اللغة
المصرية
القديمة
ومرحلتها
النهائية
القبطية،
والتي لازالت
الكنيسة
القبطية
تحاول
استخدامها.
يقال إنه كان
هناك من
يتحدث
القبطية قبل
مائتي سنة في
جنوب مصر. 3.
اللغة
الأمازيغية (أو
البربرية)
والتي تتفرع،
على الأقل،
إلى ثلاثة
فروع إحداها
التارقية. 4.
الفرع
الرابع في
هذه العائلة،
هي اللغات
الكوشتية في
إثيوبيا (الابيسينيا/
الحبشة)،
وأشهرها
اللغة
الصومالية.
وأكبرها، في
العموم،
الاورمو (أو
غالا، كما
يسميها
الاثيوبيون).
هناك على
الاقل، حوالي
20 مليون متحدث
بالاورمو،
مما يجعلها
ثالث لغة في
إفريقيا.
فقط،
السواحلية
والهوسا أكبر
منها. 5.
الفرع
الخامس، هي
اللغات
التشادية في
غرب إفريقيا،
وأشهرها هي
الهوسا، وهي
لغة كبيرة
جدا. والتي
تعتبر نوعا
من اللغة
الدولية
تستعمل
لأغراض
تجارية،
ويتحدث بها
ما لا يقل عن 35
مليون نسمة.
هناك 140 لغة تحت
الفرع
التشادي،
ولكن معظمها
يتحدث بها
بضعة مئات أو
آلاف من
المتحدثين
فقط. كل
هذه اللغات
لديها علاقة
قريبة في
النظام
النحوي (القواعد)
والنظام
الصوتي، ولكن
بين الفروع
المختلفة،
كما أسلفت
سابقا، لا
توجد تشابهات
كثيرة في
المفردات.
هناك حوالي 300
كلمة
أمازيغية
يمكن إيجادها
مرة أخرى في
باقي فروع
الحاموسامية،
وفي العربية
على سبيل
المثال.
وهكذا، فمعظم
الكلمات
العربية التي
تجدها في
الأمازيغية
هي كلمات
مستعارة
مؤخرا. ولكن،
وبرغم ذلك،
فهذه العلاقة
تعني أن هذه
اللغات كانت
لغة واحدة
مشتركة في
زمن بعيد
جدا، والتي
نسميها "الحاموسامية
البدائية".
وهكذا، فمن
الطبيعي أن
هناك علاقة،
ليس بين
العربية
والأمازيغية
بالتحديد،
ولكن بين
الأمازيغية
والسامية.
وبالمثل
اللغات
السامية،
يمكن افتراض
كونها كانت
لغة في وقت
بعيد، والتي
يمكن إعادة
بنائها
كسامية
بدائية. في
الواقع، ومن
قبل أحد
الأشخاص، تمت
محاولة إعادة
بناء لغة
بدائية،
وبنجاح كبير،
ونحن نحاول
نفس الشيء مع
الأمازيغية،
ولكن في حالة
الأمازيغية
التقدم ليس
متطورا جدا
بعد. هناك
مازال الكثير
يحب عمله،
ولكن طبعا
يمكنك إعادة
بناء اللغة
الأمازيغية
البدائية،
واللغة
التشادية
البدائية
كذلك. وكل هذه
اللغات
البدائية
يمكن، مرة
أخرى،
تجميعها
لتعطينا لغة
حاموسامية
بدائية
واحدة،
استخدمت في
زمن أبعد. تلك
بالضبط هي
الوضعية
عندنا في
اللغات
الهندو ـ
أوروبية،
والتي تتفرع
إلى فروع
مختلفة. عندك
اللغات
الهندية مثل
الهندوستانية،
والأوردية،
والمتأثرة
جدا بكلمات
مستعارة من
اللغة
العربية،
لأنهم مسلمون.
ثم هناك
الفرع
الإيراني،
والسلافي
بلغاته
الروسية،
والبلغارية،
والبولندية،
والصربوكرواتية،
وبعد ذلك
اللغات
الرومانية
مثل
الفرنسية،
والإسبانية،
والبرتغالية،
والرومانية.
في الحالة
الأخيرة
مازلنا نعرف
اللغة السلف
الأصلية
والتي كانت
اللاتينية
والتي كانت
اللغة
البدائية
للغات
الرومانية. سؤال:
كما أفهم أن
الأمازيغية
والعربية
تتفرعان من
اللغة
الحاموـ
سامية
البدائية،
وهكذا
فالأمازيغية
ليست ابنة
اللغة
العربية ولكن
لغة أخت؟ اأو
بعبارة أخرى
هل
الأمازيغية
ابنة أم أخت
العربية؟ البرفسور:
لا، حقيقة لا
يمكنك قول
إنها أخت
للغة العربية.
هي أخت للغة
السامية في
العموم.
عندما خلقت
ووجدت
العربية كانت
الأمازيغية
هناك أصلا
لغة مستقلة
وبزمن طويل
سابق. سؤال:
هل تعني أن
اللغة
الأمازيغية
أقدم كثيرا
من العربية؟ البرفسور:
نعم، على
الأرجح. سؤال:
هناك قول حول
الأمازيغ،
يقول إنهم
قدموا من أرض
اليمن، وإنهم
أحضروا لغتهم
معهم من
المنطقة
العربية؟ البرفسور:
حسنا، كل هذا
مجرد فرضيات.
هذا له علاقة
بسؤال حول
المكان
الحقيقي الذي
عاشت فيه
شعوب اللغة
الحاموسامية
البدائية.
أعتقد، أن
معظم الناس
يعتقدون أن
ذلك لابد أن
يكون في مكان
قريب من جنوب
القوقاز، في
المنطقة بين
بحر قوزين
والبحر
الأسود وجنوب
ذلك. ولكن
هناك من
اقتراح أن
الموطن
الأصلي
لهؤلاء
الشعوب كان
جنوب الجزيرة
العربية أو
حتى إفريقيا،
في ابيسينيا(
الحبشة) أو
وسط الصحراء،
ولكنني أشك
في ذلك. سؤال:
هناك ثلاث
طرق لكتابة
الأمازيغية
الآن: بالحرف
اللاتيني،
العربي،
والتيفيناغي.
وهناك الكثير
من الجدل،
رغم أن كل
المثقفين
الأمازيغ،
تقريبا،
يستعملون
الحروف
اللاتينية
لأسباب علمية
وعملية.
ولكنه يجادل
بأن ذلك يعود
لأن الأمازيغ
متأثرون
بفرنسا
وأصبحوا
فرنكوفونيين،
وأن ذلك مخيف
لاحتمال
تأثيره على
تعلم القرآن
في المستقبل.
علميا وفي
رأيك، أي
نظام كتابة
يناسب أفضل
اللغة
الأمازيغية؟ البرفسور:
الأكثر عملية
هو تبني
الأبجدية
اللاتينية،
لأننا في
الأبجدية
اللاتينية
طورنا الكثير
من الحروف
الخاصة
لكتابة مختلف
اللغات، وهذا
لم يحدث أبدا
في العربية.
عندك عدد
قليل من
الحروف
الخاصة
لكتابة
الفارسية
والأفغانية.
وهكذا، ولكن
في العموم
ليس عندك
تنوع كبير
لمختلف
الحروف
والعلامات
الساكنة،
والتي هي
ضرورية لتكون
قادرا على
كتابة
الأمازيغية.
وعندما تأتي
لكتابة
التارقية،
المشكلة
ستكون في
كتابة الحروف
المتحركة،
لأنه في
العربية
يمكنك فقط
كتابة ثلاثة
حروف متحركة (لينة)
طويلة
مختلفة،
بينما عادة
لا تكتب
العلامات
القصيرة. في
الأمازيغية
التارقية
عندك سبعة
حروف متحركة،
خمسة منها
طويلة وإثنان
قصيرة، وهكذا
كيف ستعمل
لكتابتهم
بالأبجدية
العربية. يمكن،
إنك تعرف أن
العربية في
مراحلها
الأولى كلغة
لم تكتب حتى
الحروف
المتحركة
الطويلة.
طبعا، إذا
كانت لديك
معرفة جيدة
بالنظام
النحوي،
يمكنك تخمين
الحروف
المتحركة
كثيرا أو
قليلا، ولكن
كانت هناك
دائما عدم
يقينية عند
قراءة نص
عربي. في
الأمازيغية،
هذه المشكلة
ستكون حتما
أكبر، ولهذا
إذا أردت
جديا جعل
الأبجدية
العربية
تلائم كتابة
الأمازيغية
وبدون لبس أو
غموض، عليك
خلق علامات
وحروف أكثر
تضاف إلى
الأبجدية. سؤال:
ألا تعتقد أن
تيفيناغ يمكن
استخدامها
لكتابة
الأمازيغية؟ البرفسور:
إنها نفس
المشكلة،
عليك استحداث
سبع علامات
متحركة على
الأقل لتضاف
إلى الهجائية. سؤال:
ولكن التوارق
يستعملون
تيفيناغ
لكتابة
لغاتهم منذ
زمن طويل جدا! البرفسور:
نعم، ولكنني
لا أدري إذا
كنت واعيا
كيف هي سائرة
معهم. هي صعبة
جدا
للاستعمال.
هم
يستعملونها
فقط كنقوش
قصيرة على
الأسلحة
والمجوهرات
أو في رسائل
قصيرة، وفي
الواقع غير
قادرين على
قراءة نصوص
طويلة. عليهم
التهجية
وإعادة
التهجية حتى
يتوصلوا
للمعنى، وهذا
ليس نموذجا
كفأً لرسم
هجائي. سؤال:
ولكن هل تعني
أنه ليست
هناك مشكلة
في الكتابة
بالحروف
اللاتينية؟ البرفسور:
حسنا، طالما
أن الحروف
الضرورية تم
استحداثها
سلفا ومنذ
فترة طويلة،
المشكلة تبقى
محدودة
الطبيعة. نحن
نستخدمها
تقريبا كل
يوم للنسخ
الصوتية
وكذلك في
مختلف اللغات
الحديثة. أنت
تعلم أن
الفرنسية
لديها نبرتها.
عندك حروف
اوملاوت(
Umlaut-letters) في
اللغة الألمانية،
وهي الحروف
الثلاثة التي
تكتب بوضع
نقطتين
عليهما. ونفس
الامر يتكرر
في اللغة
السويدية. في
اللغة
الدنمركية
استحدثنا
حروفا خاصة
مثل و و ّ . وبعد
ذلك هناك
سؤال عملي،
إذا كان عليك
الكتابة
بتيفيناغ،
فعليك
استحداث آلات
طباعة وحروف
مطبعية،
لديها الحروف
والأشكال
الضرورية،
وذلك غالٍ
جدا لتنفيذه.
صحيح كل شيء
أصبح أسهل
هذه الأيام
لاستحداث هذه
الحروف
باستخدام
الكمبيوتر ،
ولكن هناك
جزء من
المشكلة، وهو
جعل عدة
أبجديات
تشتغل معا
على
الكمبيوتر.
صحيح، يمكنني
استحداث
أبجديتي
الخاصة بي
على كمبيوتري
إذا أردت
ذلك، ولكنها
أبجدية لا
أحد غيري
يستطيع
قراءتها. سؤال:
في اللغة
الأمازيغية
اليوم، هناك
مشكلة في
اختلاف
اللهجات، وفي
النطق
المختلف لبعض
الكلمات. كيف
ستعمل لحل
مثل هذه
مشاكل،
وخصوصا
بالحرف
اللاتيني؟ البرفسور:
حسنا، هي
ليست مشكلة
الأبجدية
والخط. هي
مشكلة
استحداث لغة
مشتركة. إذا
أردت تجاوز
اختلاف
اللهجات،
عليك استحداث
لغة أمازيغية
فصحى (معيارية)،
هذا بدرجة ما
لا علاقة
لهذا
بكتابتها. سؤال:
هل أثرت
الأمازيغية
في اللهجات
العربية
المحلية في
دول افريقية
الشمالية؟ البرفسور:
بالتأكيد،
وخصوصا في
الجزائر
والمغرب، لان
اللهجة
الأمازيغية
لهذه المناطق
لديها نظام
حروف متحركة
مقلص جدا،
وفي الواقع
ثلاثة حروف
متحركة فقط.
كل الحروف
المتحركة
القصيرة
اختفت. أعتقد
أن تأثير
الأمازيغية
هو السبب
وراء لماذا
اللهجات
العربية
المغاربية
لديها نظام
حروف متحركة
مقلص جدا
بالمقارنة
بالعربية
الفصحى. وبعد
ذلك طبعا بعض
الكلمات
الأمازيغية
عبرت إلى
العربيات
المحلية
ككلمات
مستعارة، وإن
كانت أكثر في
الاتجاه
الآخر. سؤال:
هناك
بالتأكيد
مبادرة
لتفصيح (معيرة)
اللغة
الأمازيغية
بكل لهجاتها
لأغراض
تعليمية، ما
هي
تعليقاتكم؟ البرفسور:
نعم، ممكن
جدا تفصيحها،
ولكن ذلك
سيأخذ وقتا،
وجهدا وسيكلف
الكثير من
المال، لأن
ذلك يجب أن
يتم بدقة
بواسطة
أكاديميين.
وطبعا يتكلب
وقتا لجعل
الناس يتبنون
هكذا لغة. سؤال:
عندما تقول
وقت طويل،
ماذا تقصد
بذلك؟ البرفسور:
جيل على
الأقل. سؤال:
أفترض أن نفس
الشيء حدث في
حالة اللغة
الدنمركية،
الإنجليزية،
والفرنسية...
كل تلك
اللغات! البرفسور:
طبعا. سؤال:
هناك مسألة
الهوية في
إفريقية
الشمالية، هل
هناك شيء ما
متعلق باللغة
المستخدمة؟ البرفسور:
حسنا، يجب أن
يسمح
للأمازيغ
بتنمية
لغتهم، هذا
واضح. مثلا،
في المغرب
أكثر من نصف
السكان
أمازيغ،
ولهذا لا
يمكنك أن
تسحب بعيدا
هويتم منهم. سؤال:
ولكن بالرغم
من ذلك، هذه
البلدان
تعتبر عربية،
ويتم ذكرها
على أنها دول
عربية... هذا
سؤال كبير البرفسور:
ولكن لا أحد
يستطيع
تسميتها
بأنها دول
أمازيغية، هل
يستطيع أحد
ذلك؟!... كلها
تشترك في
الدين
الإسلامي في
الأول. سؤال:
هل هناك أي
تأثير من
اللغات
الاوروبية في
اللغة
الأمازيغية
في إفريقية
الشمالية؟ البرفسور:
طبعا، هناك
الكثير من
الكلمات
المستعارة من
اللغات
الأوروبية في
الأمازيغية ،
وخصوصا من
الفرنسية،.
ولكن لا توجد
علاقة جينية
بينهم، فلم
يكن هناك
اتصال طويل
كافٍ للتأثير
في بنية
اللغة
الأمازيغية. سؤال:
في دستور 1996
الجزائري
الأخير، عرفت
الهوية
القومية
الجزائرية
بأن لها
ثلاثة أبعاد:
الإسلام،
والعربية،
والأمازيغية،
في حين أن
المغاربة
فشلوا للقيام
بنفس الشيء
في الاستفتاء
الأخير... في
ليبيا، مثلا،
وعلى صفحات
الانترنت،
هناك الكثير
من النقاش
حول من هم
الليبيون. هل
هم عرب، ومن
هم العرب...
أسئلة كثيرة
برزت حول
الهوية ونحن.
بعض الأمازيغ
يعتقدون أن
البعد
الأمازيغي
يجب أن يضمن
في الهوية
الليبية.
أغلب
الأمازيغ
يعتقدون أننا
بالأحرى
أفارقة أو
متوسطيون لا
أسيويون، في
حين الكثير
من العرب
يشعرون أنهم
اسيويون
بالأحرى... البرفسور:
... أول شيء،
الشخص يعتقد
أن اللغة
الأمازيغية
والأمازيغ
الحاليين
يفترض أنهم
قدموا من
الشرق في
الماضي
البعيد جدا.
هذا كان قبل 8000 سنة من
عصرنا
التاريخي
تقريبا ، أي
من 10000 سنة مضت.
كان ذلك،
عندما يمكن
رؤية صناعات
الحجرية من
العصر الحجري
الحديث
متماثلة لما
هو موجود في
الشرق الاوسط. سؤال:
ولكن
الاوروبيون
قدموا من
الشرق أيضا! البرفسور:
نعم، صحيح...
كلنا أتينا
من إفريقيا
في الأصل...
ولكن باعتبار
العصور
الحديثة،
علينا القول
إن العرب
الذين غزوا
إفريقية
الشمالية
يكونون، على
الأرجح، 10%
فقط من
السكان. كل
الآخرين
الذين
يتحدثون
العربية هم
أمازيغ
مستعربون. سؤال:
في رأيك،
لماذا نجح
العرب في
إقناع
الأمازيغ
بالتحدث
بالعربية، في
حين فشل
الآخرون في
ذلك، مثل
الرومان
والأتراك...الخ؟ البرفسور:
حسنا، العرب
أحضروا
الإسلام
معهم،
واستطاعوا
إقناع الشعوب
الأخرى بأن
العربية هي
لغة الله
المقدسة.
وهكذا، اللغة
العربية
لديها مقام
خاص بين
المسلمين،
ولكن بموازاة
ذلك، التعريب
كان عملية
بطيئة
واستغرقت
مئات السنيين.
في بعض الدول
الأخرى مثل
تركيا وإيران
العرب كانوا
أقل نجاحا،
في حين أن
المصريين
تخلوا عن
لغتهم
القبطية
وبدرجة كاملة
أكثر من تخلي
الأمازيغ عن
لغتهم. سؤال:
الأمازيغ في
ليبيا اليوم
يجهزون
أنفسهم
لتأسيس نظام
لتعليم
أطفالهم، إذا
توفرت لهم
فرصة في
المستقبل
لتطبيقه.
ماذا تعتقد
في الفكرة؟ البرفسور:
حسنا،
الحكومة
الليبية،
فقط، وبنفسها
تستطيع
القيام بذلك.
إذا سمحت
الحكومة
بتطبيق هذا
البرنامج،
إذن حلت
المشكلة. سؤال:
لماذا اخترت
التخصص في
الأمازيغية
التارقية وما
هي آخر
منشوراتك
وكتبك؟ البرفسور:
حسنا، تخصصت
في التارقية
لأنها ملائمة
جدا للمقارنة
مع باقي لغات
العائلة
الحاموسامية.
ولأنها حافظت
على الكثير
من
الأمازيغية
الاصيلة أكثر
من الأمازيغ
الشماليين،
ولأن نظامها
الصوتي أقدم
نمطا. لقد
نشرت الكثير
من الكتب حول
الأمازيغية
وخصوصا
التارقية.
أحد الأعمال
يضم أشعارا
تارقية، وهو
في جزئين،
وآخر "قواعد
كاملة" في
التارقية
الجزائرية،
وهو في ثلاثة
أجزاء.
بالنسبة
للأمازيغية
الليبية، عدد
محدود فقط من
الأكاديميين
كتب حولها،
ومعظم هؤلاء
كانوا
إيطاليين. س:
في الختام
أشكركم على
إعطاء وقتكم
لهذه
المقابلة. |
|