|
الأمازيغية
والأمازيغوفوبيون بقلم:
أوعطّا (تنغير) إن
الحديث عن
الأمازيغية
في وقتنا
الحاضر،
باعتبارها
قضية عادلة
تهم كل شمال
إفريقيا، وما
أصبحت تثيره
من الاهتمام
المتزايد
جهويا
وعالميا،
والخط
التصاعدي
الذي تتخذه
تطوراتها،
يجعل الإنسان
الأمازيغي
المتتبع لكل
هذه التطورات
يقف أمام
مواقف
إقصائية،
متحجرة أو
منافقة ـ
لأشخاص
ومنظمات
وأحزاب ـ
تتنافى مع كل
مبادئ حقوق
الإنسان
الدولية،
والمتعلقة
على الخصوص
باحترام
التعدد
اللغوي
والثقافي...
وهذه المواقف
المعادية
تشتد وتبرز
أكثر، كلما
قطع النضال
الأمازيغي
شوطا جديدا
إلى الأمام،
حيث يتكشف
أعداء جدد
كانوا يضمرون
العداء لكل
ما هو
أمازيغي.
هؤلاء كلهم
يتوحدون في
إصابتهم
بالأمازيغوفوبيا
ـ رغم اختلاف
توجهاتهم ـ
ممن ينعتون
أنفسهم
بالوطنيين،
ومن يدعون
أنهم تقدميون
إلى جانب
أولئك الذين
يعلنون أنهم
اتخذوا
الإسلام
مذهبا
والعدالة
والإحسان
هدفا... بيد أنه
بتأملنا
لأفعالهم على
أرض الواقع
نجد شعاراتهم
مجرد حبر على
ورق لا صدى
لها في
الملموس! فهؤلاء
الوطنيون
المزعومون لا
يمتلكون في
رصيدهم سوى
الأكاذيب
والأساطير
التي شيدوها
على جثامين
الوطنيين
الحقيقيين
المستشهدين
تحريرا لهذا
البلد، إلى
جانب الأسرار
الرهيبة عن
حقيقة
المختَطفين
ومصيرهم
المجهول ـ لا
يزال الشهود
المسنون في
قرى المغرب
على قيد
الحياة. هؤلاء
الذين فضلوا
الانتظار
وتصيد الفرص،
لم يكفهم
احتكارهم
وتغلغلهم في
أسلاك
الإدارة
والحكم، بل
عملوا على
توجيه وجه
المغرب صوب
المشرق،
وتزييف هويته
وتهميش
ثقافته
وفلكلرتها،
مع فرض نمط
ثقافي غريب
على أغلبية
أمازيغية
محرومة. وكان
هدفهم تعريب
كل شيء
والقضاء
بالتالي على
إرث حضاري
إنساني فريد
من نوعه في
العالم. ومع
التطورات
التي تشهدها
القضية
الأمازيغية،
يأبى البعض ـ
في وقتنا
الحالي ـ إلا
أن يستغل
منصبه
الإداري أو
السياسي أو "النضالي"وموقعه
"العلمي"
للقطع بمواقف
متطرفة بعيدة
عن الصحة،
ناتجة عن هوى
إيديولوجي
إقصائي لا
غير، تجاه
مطالب عادلة
وشفافة؛ إذ
كيف يسمح شخص
لنفسه مثلا (أو
عدة أشخاص) ـ
وهو لا يعرف
اللغة
الأمازيغية
أو لا يلم بها
على الأقل ـ
بأن يضرب عرض
الحائط كل
البحوث
العلمية
والدلائل
العقلية
ليخبرنا بأن
الأمازيغية
مجرد لهجات
لا ترقى إلى
مستوى اللغة؛
أو أن
الأمازيغية
ما هي إلا
لهجة عربية
قديمة (وهذه
نظرة ساذجة
على كل حال لا
يصدقها إلا
مخبول!). وقد
يأتي آخر في
أحسن الأحوال
ويقول ـ بنية
مبيتة ـ إنها
تراث شفوي
شعبي يجب
الحفاظ عليه
بوسيلة ما،
متجاهلا
عراقة اللغة
الأمازيغية
وامتلاكها
واحدا من
أقدم نظم
الكتابة، كما
تنطق بذلك
النقوش عبر
أرجاء
تامازغا،
وتتزين به كل
مقومات
الحياة
الأمازيغية
إلى يومنا
هذا. كما
قد يتساءل
صحفي ساذج عن
جدوى تدريس
أمازيغية "غير
نافعة"
لمواكبة
العلوم
وتطورها وكأن
اللغة التي
يكتب بها
تواكب ما
أشار إليه،
جاهلا أن
الإنسان أو
المجتمع،
كيفما كانت
لغته، هو
الذي يتخلف
أو يتجمد
لسانه،
ويتقدم
فيتحرك
ويواكبه. كما
هو جاهل لدور
اللغة الأم
في الحياة
بشكل عام،
وفي التعلم
واكتساب
العلوم
والمعارف
والانفتاح
على الخارج
بكل ثقة في
النفس. ويأتي
آخر منتقدا
بشدة مناضلا
أمازيغيا
لأنه رفع
صوته معترضا
على نعت
المغرب
بالبلد "العربي"،
متهما كذلك
الحركة
الثقافية
الأمزيغية
بالحركة
العرقية التي
تسعى إلى خلق
نموذج
البحيرات
الكبرى بين "الهوتو
والتوتسي" في
المغرب؛
ورؤيته هذه
تدل في
الحقيقة على
قصوره وعدائه
للديموقراطية.
وهذا ما
يؤكده بنفسه
عندما يعمل
جاهدا في
المقال نفسه
على إيجاد
المبررات
المعقولة حسب
زعمه لمنع
لقاء بوزنيقة
إثنان. إنها
التفاهة
بعينها! أما
أولئك الذين
يثقبون
آذاننا ب"الجماهيرية،
التقدمية
والديموقراطية"...
ويدعون
إيمانهم بها،
سواء تكتلوا
في أحزاب أو
جمعيات فلم
يعد هناك من
يسمعهم.
فليست
شعاراتهم إلا
جوفاء فارغة
من أي محتوى.
فما هم إلا
مقلدين
رديئين
لسياسات
بالية عديمة
الهوية،
أثبتت فشلها
في موطنها.
إلا أنهم رغم
ذلك مصرون
على الركوب
عليها ـ
معصوبي
العيون ـ
وذلك من خلال
إرهاق الشعب
المغربي
بمشاكل
الآخرين
البعيدين،
والتمسك بها
إلى حد
الالتحام، مع
تقليدهم
وفرضهم على
المغاربة
لإلهائهم عن
همومهم
ومعضلاتهم
الحقيقية.
فتراهم
يصيحون بأعلى
حناجرهم
بشعارات
التضامن
وضرورة
احترام حقوق
الإنسان.
وعندما تريد
اختبارهم
وتضع أمامهم
مطلب ضرورة
احترام
الحقوق
اللغوية
والثقافية
لشعب بكامله،
باعتبارها
حقوقا
أساسية، أو
تدعوهم إلى
تبنيها
والدفاع
عنها، يديرون
لك ظهورهم
ويتنكرون
بشكل حربائي "لمبادئهم"
و"شعاراتهم"،
أو في أحسن
الأحوال
ينافقون
ويسوفون. فما
هم في
الحقيقة إلا
مناضلين
لأنفسهم! وكيف
نفسر مثلا ـ
داخل هذا
الاتجاه ـ أن
"مفكرا" أو "أديبا"
يدعي الحداثة
والتقدمية...
في تفكيره،
ويعبر عن
مواقف تجاه
الأمازيغية،
أقل ما يمكن
أن يقال عنها
إنها متطرفة
شوفينية،
وبالتالي
أكثر من
رجعية. ثم كيف
ترى مجموعة
من الأشخاص
أنهم شعراء
يشعرون
ويفيضون شعرا
ـ وما يقتضي
ذلك من
المثالية
والإيمان
بقيم الخير
وحب
الإنسانية
جمعاء...
وينفون في
الوقت نفسه
وجود شعر آخر
غير المنسوج
بلغتهم،
وأغلبهم في
حقيقة الأمر
يتلاعب
بالكلمات
والتراكيب
ويصدر ذلك في
كتاب لا
يقرأه سواه (أزمة
الشعر العربي
الحديث في
المغرب لا
تخفى على أحد).
ويأتي واحد
من هؤلاء
ويصرح بقوله
إن "الأمازيغية
لغة وهوية لا
تتعرض لأي
اضطهاد في
المغرب". وهو
يرى ويسمع
معاناة
المغاربة في
مختلف
المجالات
بسبب
أمازيغيتهم... ومن
جهة أخرى نجد
هذه الأحزاب
والجمعيات
نفسها توظف "الأمازييغة"
فقط كورقة
مربحة لإضفاء
المصداقية
على خطابها،
وتمديد
قاعدتها
الشعبية.
وهذا منذ مدة
طويلة. أما
الآن، وقد
سقطت كل
الأقنعة، فإن
بقاء
الأمازيغيين
الفخورين
بأمازيغيتهم
في صفوف هذه
الجماعات
أضحى غير
مبرر ولا
يقبله عقل أي
أمازيغي
مقتنع، إذ
ماذا يعني أن
أبقى مناضلا
في صفوف حزب
أو تنظيم
يقصيني
ويزدري
ثقافتي ولغتي!؟؟
قد يقول
معترض إن
هؤلاء
بمقدورهم
تشكيل لوبي
ضاغط وسط هذا
الحزب أو ذاك.
لكن هيهات! أي
لوبي أمام
اللوبي
المعادي
الأقوى؟ أي
لوبي ونحن لم
نر شيئا سوى
المزيد من
الإهانة
والتحقير،
كأننا
متسولون
يُرمى لنا
بكسرة خبز
لإسكات شكوى
الأمعاء.
وهذا هو
الضغط
المفترض،
وإلا ما ذا
سنسمي سياسة "الإنعاش"،
و"ميثاق
التربية
والتكوين، و"الكتاب
الأبيض"...؟ أي
مكتسبات هذه؟
وأي نشيد
للانتصار
تغنيه
الأمازيغية؟... إلى
جانب كل هذا
تقوم جماعات
إسلاموية
وتصرخ بأنها
الحاملة
لمشعل
الإسلام
ومخلصة البلد
مما هو فيه،
مستغلة فقر
الشعب
المغربي
وأميته
المرتفعة
لتمرير
شعاراتها
الفضفاضة
المضببة،
مدعية أنها
صاحبة الحل
والحقيقة
الوحيدة
المطلقة،
مزمجرة
وقاذفة كل من
يتبنى غير
أفكارها. وهكذا
لم تتورع بعض
هذه الجماعات
في نعت
الحركة
الثقافية
بأبشع النعوت
الجاهزة التي
نحفظها
جميعا، واصفة
إياها "بطائفة
قليلة تتبنى
الأمازيغية
لمحاربة
الإسلام،
ولمحاولة
تبني أفكار
وتوجهات
بالفعل قومية
وعرقية هدفها
محاولة
محاربة دين
الإسلام
وتمزيق الأمة
الإسلامية".
فكيف يأمل
الشعب
المغربي خيرا
في مثل هذه
الجماعات
التي تصدر
أحكاما ـ حسب
هواها دونما
دليل ـ
بسهولة مجسدة
بذلك أحادية
تفكيرها
ورفضها للرأي
الآخر، وعدم
إيمانها
بالتعدد، فأي
إسلام
يريدون؟ هل
هو الإسلام
الذي يكرس
عجز العقل
وقصوره في
قيادة
الإنسان
لخلافة الله
في الأرض، في
مقابل جدوى
الشطحات
الصوفية،
ورؤية ما لا
يرى للزعيم؟
أو هو إسلام
لا يقر
بمكتسبات
الديموقراطية
وإيجابياتها
(الشورى كما
هو في القرآن)
مع احترام
حقوق الإنسان
والعدالة بين
الناس مهما
اختلفت
الألسن
والألوان (العدل،
أساس التفاضل
التقوى،
اختلاف
الألسن من
آيات الله)؟
إنهم يدافعون
عن شيء مبهم،
إنهم يسعون
إلى تنميط
المجتمع
وجعله قطيعا
لا يجب أن
يعترض أو
يفكر!.. والدين
الحنيف بريء
من كل هذا. وقد
تدعي جماعة
أخرى
اعتدالها
وانفتاحها
على العالم
الخارجي
والأمازيغية،
إلا أنها لا
تلبث أن تسقط
في المطبّ
نفسه لدى
سابقتها
كذلك، وذلك
عندما تنعت
المناضلين
الأمازيغيين
بالمتطرفين...
وتتنكر
لأمازيغية
المغرب
وتنعته
بالبلد
العربي
الإسلامي.
بيد أننا
نعرف أن
مغازلتها
للأمازيغية
ليس إلا لغرض
كسب المزيد
من
المخدَّرين
بالإيديولوجية
العروبية.
لكن هل تدافع
هذه الجماعات
عن العربية
والتعريب أم
عن الإسلام؟
فعن أية
عدالة تدافع
إذا لم تتبنّ
معضلات أولئك
الذين لم
يستفيدوا من
خدمات
الإشفاء
والتطبيب، أو
عانوا في
سبيل ذلك
لأنهم لا
يتكلمون سوى
الأمازيغية!
أية تنمية
ونحن لا
نلتفت إلى
آلاف الأطفال
الذين يعزفون
عن الدراسة
ويفشلون فيها
بسبب فرض لغة
غريبة عليه
منذ أول يوم
من التحاقه
بالمدرسة،
وذنبه الوحيد
أمازيغيته! أي
إسلام ندعو
إليه ولا
نتبنى مشاكل
الناس
البسطاء
الذين ذهبوا
ضحية
التلاعبات
والابتزازات
في أملاكهم
وأراضيهم
بسبب جهلهم
لما يكتب في
سجلات
الإدارات
المغربية!... إن
ادعاء الدفاع
عن كل هذه
القطاعات
والشرائح،
إنما تثبت
صحته بتبني
مطلب ترسيم
اللغة
الأمازيغية
في الدستور
والمطالبة
الملحاحة
بإدراجها في
كل مؤسسات
الدولة دون
استثناء.
وغير ذلك
مجرد هراء
ولغو وضحك
على ذقون
الشعب
واستغلال
لعاطفته. إذا
كان هذا هو
المشهد ـ وهو
قاتم ـ
للساحة
السياسية
والفكرية
بالمغرب،
وخاصة تجاه
الأمازيغية،
فلا يجب على
الأمازيغ
انتظار أحد
من هؤلاء،
باختلاف
أقمصتهم
السياسية، أن
يجود عليهم
بتضامنه
الصادق على
الأقل ـ بملء
إرادته ـ إذ
لا يعقل مثلا
انتظار هذا
من أطراف
حاولت جاهدة
تشويه هوية
المغرب
وتزييفها
بضرب الحصار
على كل
مؤهلاتها
وتشويه كل
تمظهراتها.
وبالتالي فإن
فرض احترام
الأمازيغية
لغة وثقافة
وهوية يتحقق
بنضال
أبنائها
وإخلاصهم
لقضيتهم. إلا
أن ما تتخبط
فيه
الأمازيغية
ليس كله بسبب
ما قلناه
سالفا، وإنما
بمساهمة ـ مع
الأسف ـ
للأمازيغ
أنفسهم،
وخاصة
المنخرطين في
أحزاب معروفة.
فكم من حركة
أو حزب ركب
عليها هذا "الأامزيغي"
وفاز بثقة
المواطنين
البسطاء لأنه
خاطبهم
بالأمازيغية،
وانقلب هذا
الزعيم أو
ذاك في
الأخير رافضا
مطلب ترسيم
الأمازيغية
في المغرب
دون تحفظ... كما
يرفض رفقة
الآخرين فكرة
تسييس القضية
الأمازيغية،
ليس لأن
الأمازيغية
تستحق أكثر
من حزب
سياسي، وإنما
خوفا من أن
يسحب البساط
تحت قدميه
ولن يجد لمن
يقول: Istma, Aytma. والواقع
أن المخزن لم
يسمح له
بتوظيف
الأمازيغية
في خطاباته
إلا لأنه
يعرفه جيدا..
إن هؤلاء أشد
إيلاما ممن
وصفهم
الأستاذ عبد
الله زارو بـ"إشلحاي
ن سربيس". ولا
تنتهي
المأساة عند
هذا الحد، إذ
يستمر النزيف
حاليا، ومن
ناحية أخرى
مع تحمس بعض
الدوائر
الأمازبغوفوبية
لما تعتبره "تدريسا"
للأمازيغية
على حسابها،
فارضة حرفا
آراميا غير
مناسب البتة
لكتابة لغة
الزاي، وذلك
بتواطؤ مع "أساتذة"
"أمازيغ" لم
يدركوا خطورة
ما يقدمون
عليه، وذلك
تحت تأثير
الشيكات
الغليظة
للمؤسسة
الممولة،
وذلك تجريبا
منها لسلاح
مضاد لما
ألفه
الأمازيغ.
عبر عن ذلك
الأستاذ محمد
بودهان بقوله:
"Adday azladv war izemmar ad inegh tmazight, bar zemmaren ad t nghen
idrimen d tenoacinت!". بيد
أنهم يجب أن
يعلموا أننا
لن نقبل حرفا
مفروضا على
لغتنا ونحن
أدرى من
غيرنا بما
يصلح لها.
فالأمازيغية
تملك حرفها
الأزلي الذي
تكتب به. وإذا
اختار
الأمازيغ
الآن توظيف
الحرف
العالمي
فلدوافع
علمية ومادية
منطقية، وليس
إيديولوجية و"بنكية"،
وأن الحرف
الآرامي لا
يلائم النظام
الصوتي
للأمازيغية. وهكذا،
فعلى
الأمازيغ
التنديد بهذه
الخطوة
وأصحابها
ومقاطعة كل
شيء مفروض في
هذا الشأن من
طرف أشخاص لا
يتكلمونها
ويريدون
تقرير مصيرها! |
|