|
معركة
الحرف تعطي
أول ثمارها بقلم:
محمد بودهان على
إثر البيان
الذي أصدرته
اللجنة
الوطنية
للبيان
الأمازيغي،
والذي جاء
فيه "تنديد
اللجنة بما
قام به بعض
الباحثين في
إطار اللجنة
التي أحدثتها
مؤسسة البنك
المغربي
للتجارة
الخارجية
المكلفة
بتكوين
المكونين
لتعليم
الأمازيغية
بسعيهم بطرق
غامضة إلى
تكريس الحرف
العربي في
كتابة اللغة
الأمازيغية
لاعتبارات
إيديولوجية
وشخصية لا
علاقة لها
بالجانب
الديداكتيكي
والتقني في
الموضوع"...
على إثر هذا
التنديد بمن
سماهم البيان
"بعض
الباحثين"،
حضر واحد من
هؤلاء "الباحثين"
يوم الأحد 23
مارس إلى
قاعة الغرفة
الفلاحية
بالناظور حيث
كانت تجري
أشغال اللقاء
الجهوي للجنة
البيان
الأمازيغي،
داعيا، عند
اختتام
الأشغال على
الساعة
السابغة
مساء، أعضاء
لجنة البيان
الأمازيغي
الذي حضروا
اللقاء إلى
عقد لقاء
مصغر معه حول
موضوع "التنديد"
الذي جاء في
بيان اللجنة،
ملمّحا إلى
ضرورة إصدار
بيان مضاد
يكذب ما جاء
في بيان
اللجنة
الوطنية
لأنه، حسب
قوله، ليس
هناك أي "دليل"
على أنهم ـ أي
الباحثون ـ
تبنوا الحرف
العربي في
مؤسسة BMCE. وأمام
استغراب
الجميع
لمحاولة "الباحث"
إنكار شيء
يستحيل
إنكاره مثل
استحالة
إنكار وجود
الليل
والنهار،
تمادى في
موقفه، وبشكل
يثير الشفقة،
فطالبهم بـ"الإثباتات"
و"الأدلة".
بقي الحاضرون
مشدوهين لم
يفهموا ولم
يستوعبوا
ماذا يريد "الباحث"،
ما دام هو
يعرف أن هناك
ألف دليل
ودليل على ما
جاء في بيان
اللجنة
الوطنية، وأن
تبني الحرف
العربي من
طرف مؤسسة
BMCE و"باحثيها"
لم يكن سرا من
أسرار
تازمامارت
التي كان
الحكام
ينكرون
وجودها، بل هو شيء
مشاع يعرفه
القاصي
والداني،
وهناك عشرات
الشهود من
أساتذة وطلبة
وتلاميذ،
فضلا عن
تقارير
مكتوبة
وأخبار
منشورة. لكن
بديهة أحد
الحاضرين
أعطت الجواب
التالي للسيد
"الباحث": "الدليل
الأكثر بساطة
ووضوحا هي
الملايين
التي تدفعها
لك مؤسسة BMCE
جزاء
لك ولمن معك
على تبنيكم
للحرف العربي
الذي
اختارته،
إنها متاجرة
بئيسة في
مستقبل
الأمازيغية
ومصيرها،
وسوف يحاكمكم
التاريخ على
ذلك". هذا "الدليل"
المليوني
أجلس السيد "الباحث"
على الكرسي
بعد أن كان
يتكلم واقفا. لقد
كنا، في
جريدة "تاويزا"،
من الأوائل
والوحيدين
الذين بدأوا "معركة
الحرف" منذ
تسعة أشهر،
حيث نبهنا
إلى مخاطر ما
تقوم به
مؤسسة BMCE من
ترسيخ وتطبيع
للحرف العربي
لكتابة
الأمازيغية
بتزكية من "باحثيها"
من مغاربة
وأجانب،
ونددنا بذلك
في حينه. لهذا
نشعر اليوم،
بعد محاولة
أحد "الباحثين"
المعنيين
إنكار ذلك،
لكن كمن
يحاول إنكار
وجود الجبال
والبحار،
نشعر بابتهاج
كبير لأن
معركتنا حول
الحرف قد
أعطت أول
ثمارها
ونتائجها
عندما أجبرت
الذين بذلوا
كل جهودهم
لتكريس الحرف
العربي
بمدارس BMCE مقابل
مبالغ ضخمة
يتنكرون لهذا
الحرف
ويتبرأون منه
وينفون عن
أنفسهم ما
سبق أن قاموا
به وأنجزوه
لصالح هذا
الحرف بطلب
من مشغلتهم
السيدة BMCE. فهل
هي بداية
لانتصار
الأمازيغية
الحقيقية على
شيكات BMCE، وعلى
كل محاولات
الالتفاف حول
الأمازيغية
والنيل منها،
سواء بالمال
أو إغراءات
أخرى؟ لقد
لمّح السيد "الباحث"
إلى أن "تاويزا"
هي التي كانت
وراء ضجة
الحرف العربي
بمؤسسة BMCE. وهنا
لا يسعنا إلا
أن نشكره على
هذا "التنويه"
في حق "تاويزا"
التي كانت
السباقة حقا
إلى فضح
التواطؤ ضد
الأمازيغية
باستعمال
المال لتمرير
حرف يعتبر
ضربة قاضية
على
الأمازيغية
لأنه يضع حدا
لكل أمل في
مستقبلها.
ونذكّر السيد
"الباحث" أن
"تاويزا" لم
تنشر حول هذا
الموضوع شيئا
آخر غير
الحقيقة، كل
الحقيقة، لا
شيء غير
الحقيقة...
وأنها مستعدة
للكشف عن كل
الحقائق
وتقديم كل
الأدلة
بمفهومها
القضائي
والمسطري. كان
على الأستاذ "الباحث"،
بدل أن يطالب
الموقعين على
بيان لجنة
البيان
الأمازيغي بـ"الأدلة"
على تورطه في
الحرف العربي
مع BMCE، وهي
مطالبة
اعتبرها
الحاضرون
شيئا غير
لائق بمقام "الباحث"
لأنه أمر "بليد"
أن تطالب
الناس
بالأدلة على
وجود السماء
والأرض،
والليل
والنهار، بدل
ذلك كان على
الأستاذ أن
يطالب لجنة
البيان
الأمازيغي أن
تصحح العبارة
الواردة في
البيان،
والتي جاء
فيها "تكريس
الحرف العربي
في كتابة
اللغة
الأمازيغية
لاعتبارت
إيديولوجية
وشخصية"،
وذلك بأن
تكتب "لاعتبارت
بنكية"، وهو
التعبير
الصحيح
المطابق
للحقيقة
والواقع، كما
سبق أن أشرنا
إلى ذلك في
مقالات سابقة. يبدو
أن مؤسسة BMCE
و"باحثيها"
انتبهوا أن
حساباتهم
كانت خاطئة،
وأن المهمة
التي أسندت
إليهم ـ
تكريس وترسيخ
الحرف العربي
لكتابة
الأمازيغية ـ
قد فشلت بعد
أن أصبح شبه
مؤكد أن
المعهد
الملكي
للثقافة
الأمازيغية
سوف لن يتبنى
الحرف العربي
ـ على طريقة
BMCE
ـ لكتابة
الأمازيغية،
الشيء الذي
سيحرج إحراجا
كبيرا "الأساتذة
الباحثين"
بمؤسسة BMCE أمام
الحركة
الأمازيغية
وأمام
التاريخ،
ويصبحون
متجاوَزين
وفاقدين لأي
احترام
ومصداقية.
وهذا ما يفسر
محاولتهم نفي
وإنكار
مواقفهم
السابقة بهدف
غسل الذنوب
والحفاظ على
ماء الوجه. ونحن
لا يسعنا،
مهما كان في
هذا الأمر من
مفارقة
وتناقض، إلا
أن نرحب بكل
إنكار
للحقيقة، وكل
نفي للواقع،
وكل تراجع عن
المواقف إذا
كان ذلك ندما
وتوبة نصوحا
تخدم
الأمازيغية. |
|