|
حينما
تقلد الحجلة
غرابا! بقلم:
عبد الوهاب
الصديقي (قلعة
مگّونة) "قد
يغيب نجم عن
السماء، لكن
لا يمكننا
تصور سماء
بدون نجوم".
(معطوب
لوناس) استضافت
النقابة
الوطنية
للتعليم،
بمدينة قلعة "مگّونة"/إقليم
ورزازات
الباهية، في
إطار تنظيمها
لأيامها
الثقافية
الإشعاعية،
رمزا من رموز
الحركة
النسائية
والأدب
النسائي
المغربي
الحديث.
ويتعلق الأمر
بالشاعرة
حكيمة الشاوي.
وذلك يوم
الأحد 31 مارس 2002. فقد
استيقظت
المدينة صباح
هذا اليوم
على وقع
نغمات عرس
ثقافي متميز،
ليس فقط لكون
النشاط احتضن
صوتا نسويا/نسائيا
غارقا في
الجرح والعشق(1)
بقدر ما
يستمد هذا
العرس تميزه
أيضا من
الضجة
المفتلعة ضد
الشاعرة
إجهازا على
حقوقها في
توقيع ونشر
ديوانها
الشعري
الرقيق "إشراقة
الجرح والعشق"(2). وللتذكير
فإن حكيمة
الشاوي، بعد
إصدارها لهذا
الديوان
الثاني لها،
قوبلت بكل
أشكال
التنكيل
والقذف،
وصولا إلى حد
التكفير من
طرف التيار
الأصولي
الإسلاموي(3)
الذي أسقط
اللعنة منذ
البداية على
ديوانها
الثائر نصرة
لحق المرأة
في الكرامة
والعيش في
مجتمع تسوده
العدالة
والمساواة،
إلى جانب
أخيها الرجل،
الذي زعم وما
يزال حسب
تصورها، "أن
المرأة خلقت
من ضلع أعوج"
استنادا إلى
الحديث
المأثور في
صحيح البخاري
حول الموضوع. ولكون
أن الديوان
يتضمن صرخة
غاضبة من قبل
الشاعرة في
إحدى قصائدها
حينما قالت: "ملعون
كل من قال عنك
إنك حرجت من
ضلع أعوج"،
فإن الكل جاء
مهرولا
ليعانق كلمات
البطلة "المهدية
المنتظرة"
ويستمع إلى
أجوبتها في
الموضوع. ونظرا
لذكاء هذه
الأخيرة،
والذي تمرست
عليه
بالتأكيد من
خلال تجربتها
الغنية في
الحقل
الثقافي
والجمعوي،
فقد تركت
الجميع
متشوقا ينتظر
الجواب يأتي
ولم يأت حتى
قرأت نفس
الكلام على
الجميع في
قصيدتها
الصارخة
والغاضبة "أنتِ".
ومع غياب
الجواب
المقنع،
بالإضافة إلى
عتمة الزيف
في القراءة
الصطحية
للشعر الذي
يخدم القضايا
الإنسانية
النبيلة
بالأساس، فإن
السؤال عاد،
وبحدة، إلى
أذهان جانب
من الحضور،
لا سيما
المنسوبين
إلى التيار
الإسلاموي،
الذي أسقط
وابلا من
اللعنات
والاتهامات
في حق هذه "الضلعة
العوجاء" في
نظرهم. بيد
أن ما يثير
الاستغراب في
هذا العرس،
هو ذلك
الطلاق
المخيب
للآمال بين
الحركة
النسائية
المغربية،
المتمثلة في
حكيمة الشاوي
السياسية
كعضو في
الجمعية
المغربية
لحقوق
الإنسان،
والتي أبت
إلا أن تسير
على نهج
رفيقها صلاح
الوديع(4) في
منتدى
الحقيقة
والإنصاف"،
وبين الحركة
الأمازيغية
الأبية، التي
ذاقت الإقصاء
التام والموت
المرير في
حضن هذا
العرس
الإبداعي مع
شاعرة لا
تحمل من
قاموس
تامازيغت إلا
اسمها.
والأكثر
غرابة أن كل
من أحسن
الإنصات
إليها وإلى
أشعارها،
وسمفونية
عشقها، هم
أمازيغ لحما
ودما. ولخيبة
الأمل فإن
الشاعرة
تجرأت، وبدون
خجل ولا
حياء، سيرا
على قاعدة
مرضعيها وعلى
درب معلميها
القوميين في
تحريف أسماء
المدن
الأمازيغية،
فقامت بتغيير
اسم "قلعة
مگّونة"،
سواء في
خطابها
الموجه إلى
الحضور أو في
شعرها الملقى
على أسماعهم،
حيث ابتدعت
تسمية مفضلة
لديها حسب
تعبيرها، وهي
"قلعة التحدي"
عوض أن تقول
كرد للجميل
مثلا "مگّونة
التحدي". وعز
من قال: "إن كل
بدعة ضلالة".
وبمناسبة
الربيع
الأمازيغي
أقول لها
وأعدها بأن
كلامي سيكون
عنوانا بنفس
اللغة التي
تتحدث بها
لقصيدة شعرية
أتمنى أن
تصلها، وأقول
متأسفا: "الشاوي،
تامازغا
تشكرك على
سوء التسمية!" وللإشارة
فإن جريدة "ثاويزا"
في عددها 60/أبريل
2002، وجهت نداء
إلى المرأة
المغربية
لتنضم إلى
جبهة الحركة
الأمازيغية
لأن الدفاع
عن هذه
الأخيرة هو
نفسه دفاع عن
المرأة
المغربية بكل
حق وإصرار.
وأنا أقرأ
هذه النداء
كنت أظن أن
الرد سيكون
قاسيا
ومتأخرا،
نظرا لوضعية
المرأة
المغربية
الغير
المستقلة رغم
الشعارات
المرددة هنا
وهناك، والتي
تجتر في
عمقها هزيمة
المرأة
العربية أسوة
بهزيمة أخيها
الرجل..، إلا
أن الرد جاء
أقسى
ومستعجلا
وعلى يد
معلمة حامية
للحقوق في
الجمعية
المغربية
لحقوق
الإنسان،
وشاعرة لا
ترى النوم
إلا وهي
مسندة الضمير
إلى قصيدة
شعرية، أو
متوسدة
ديوانا شعريا
حريريا ـ
يدعي
الإنسانية ـ
بكل
المقاييس،
إلا مع مقياس
الواقع
والمحك، فإنه
ينكشف
كشعارات
زائفة كما
انكشف الأمر
مع خطب عبد
الرحمان بن
عمرو، وفي
الجمعية
نفسها، ومع
منصفي الحق
في "منتدى
الحقيقة
والإنصاف"،
ولعل الزميل
سعيد باجي ما
زالت جراحه
لم تندمل إثر
"فضيحة منتدى
الحقيقة
واللاإنصاف". ولمن
يتوخى حب
الاستطلاع،
نقول بأن
حكيمة الشاوي
أجابت على
ذاك النداء
بثلاث قصائد
حماسية، لكل
منها قضية
جابت أصداء
القاعة
المتواضعة
للنقابة
الوطنية
للتعليم:
قضية المرأة،
القضية
الفلسطينية،
وقضية المهدي
بن بركة.
ثالوث
إيمانها
بالحق، وشفقة
عليها نقول: "ما
ضاع حق وراءه
طالب". الهوامش: 1
ـ نسبة إلى
ديوان الشاوي:
"إشراقة
الجرح والعشق" 2ـ ثاني
ديوان
للشاعرة تم
توقيعه في
هذا اللقاء
الثقافي بمقر
النقابة
الوطنية
للتعليم. 3
ـ تم إشهار
سيوف التكفير
في حق
الشاعرة من
قبة البرلمان
ومنابر
المساجد
بدعوى لعنها
لشخص الرسول (ص). 4
ـ سبق للشاعر
صلاح الوديع
أن حل ضيفا
على مدينة
قلعة مگّونة
ربيع 2000.
وللإشارة فإن
الوديع هو
صاحب التوطئة
والتقديم
لديوان حكيمة
الشاوي
المذكور.
|
|