|
عودة
إلى الماروك
والموارويكوس
(الجزء 2) هل
كان الأمازيغ
مسلمين قبل
غزو العرب
لشمال
إفريقيا؟ بقلم:
حمدي علي (خنيفرة) الكرة
الآن في مرمى
من يدعي أنه
أتى بالحق
إلى "البربر"
كي يخفي
أطماعه
الحقيقية في
خيرات بلادهم.
ونشير هنا
إلى أن
أجدادهم قد
تداركوا هذه
الورطة حين
قالوا بأن
الرسول (ص) قال:
"إن البربر لا
يجاوز
إيمانهم
تراقيهم". ولا
نحتاج إلى أي
جهد لنعرف أن
هذا حديث وضع
بعد موت
الرسول بكثير.
ذلك أنه،
وحسب تاريخهم
هم أنفسهم،
فإن العرب لم
يكونوا
يعرفون كلمة "بربر"
لما كان
الرسول على
قيد الحياة.
فهذه اللفظة
ـ بربر ـ لم
يعرفوها إلا
بعد موت
الرسول وبعد
شروعهم في
غزو شمال
إفريقيا.
قلنا
إن الكرة
الآن في مرمى
أعداء
الأمازيغ
والأمازيغية.
أما بالنسبة
لنا فلا ندعي
أن مقالا
متواضعا كهذا
يستطيع الحسم
في مثل سؤال
من هذا الحجم.
ولكن هذا لن
يمنعنا من
إيراد مجموعة
من الملاحظات
التي
ستساعدنا
نسبيا في
إعادة بناء
المشهد
الحقيقي لما
جرى. 1
ـ في مقطع
مسرحي من
مؤلفه "La guerre de
deux mille ans"(1)، يقول
كاتب ياسين:
ـ
ديهية إلى
البدويين: "يدعونني
الكاهنة،
وانتم
البربر،
مثلما كان
الرومان
يلقبون
أجدادنا
برابرة. نحن
في هذه الأرض
نحارب
البربرية.
على أية حال،
وداعا يا
تجار العبيد،
سأترك
التاريخ في
قلب أطفالي
وأحفادي،
وسأترك
الأمازيغية
في قلب شمال
إفريقيا". تحمل
دهية السلاح
لتقاتل
الطغاة فتقتل
في المعركة. ـ
البدويون:
"الحمد لله
أننا سمعنا
عن الإسلام
قبل أن نعرف
العرب، دهية،
لقد جعلت
نفسك كبش
فداء ونعدك
أن هويتنا لن
تطمس" 2
ـ يقول
الصادق
النيهوم في
مقال منشور
بالعدد 60 من
مجلة "الناقد"
لسنة 1993 تحت
عنوان: "الفقه
في خدمة
التوراة" ما
يلي: كل طفل
مسلم يتعرض
لقطع عزلته،
قبل أن يصبح
مسلما حقا.
فالختان ـ في
رأي علماء
المسلمين ـ
سنة نبوية لا
يستقيم إسلام
المرء من
دونها. لكن
مشكلة هذه
السنة أنها
ليست ذات
علاقة
بالإسلام ولم
يوص بها
القرآن، ولا
تخص الدين
أصلا لأنها
مجرد وصفة
بدائية
للوقاية من
الأمراض
التناسلية،
أخذها اليهود
عن المصريين
القدماء من
دون أن
يكتشفوا
هدفها الأصلي...
فالنظرية
اليهودية
تقوم على
الاعتقاد بأن
الختان هو
القربان
الذي
يقدمه اليهود
للدخول في
عهد الرب... أما
في الإسلام
فقد عمد
الفقهاء إلى
تبريره بحجة
انه تواصل مع
شريعة
إبراهيم، من
دون أن
يلاحظوا أن
الشاهد
الوحيد على
أن إبراهيم
كان مختنا هو
نص الأصحاح
السابع عشر
من سفر
التكوين الذي
يعلن صراحة
أن الختان
علاقة خاصة
بين الرب
وشعبه
المحتار فقط.
وأن العرب
بالذات ـ
ومهم النبي
محمد عليه
السلام ـ لا
يدخلون في
عهد الرب
لأنهم ليسوا
من نسل إسحاق
العبراني، بل
هم من نسل
إسماعيل بن
الجارية
المصرية الذي
لا يشمله
العهد أصلا...
والواقع أن
تمسك الفقهاء
المسلمين
بالختان لم
يصلهم بالنبي
إبراهيم...
بل عزلهم عن
بقية الجنس
البشري. ورغم...
محاولات
التلميع لهذه
العادة
البربرية...». 3
ـ أشار
باحثان
فرنسيان في
الإيجيبتولوجيا
في كتاب لهما
ـ يوجد بموقع
الكتبة
الوطنية
الفرنسية على
الأنترنيت
تحت عنوان:
Imhotep précurseur de la bible et du Coran"
ـ إلى الدور
العظيم الذي
لعبته هذه
الشخصية
المصرية في
الوعي البشري.
فبالإضافة
إلى كونه
واضع مخطط
Plan هرم
كيوبس، فإنه
يعتبر أول من
أدخل فكرة
انبعاث
الأرواح،
وكذلك
الاعتقاد في
الله الواحد
في الوعي
البشري. ولقد
ذهب الباحثان
إلى أن سلالة
Imhotep، أو على
الأقل قسم
منها استقر
فيما بعد
بجزر الكناري...
ثم أبحروا من
هناك باتجاه
المكسيك،
ويحتمل أن
يكونوا هم من
بنوا أهرامها
المشابهة
لأهرام مصر.
وقد تعاملت
معهم شعوب
أمريكا
اللاتينية
باعتبارهم
آلهة، وكان
ذلك حوالي 1000
سنة
قبل الميلاد.
ويتساءل
الباحثان
كذلك عن
علاقتهم
بحضارة الشعب
الأطلنتيس
وعن مصير
حفدتهم، وهل
لا يزال
هؤلاء يعبرون
عن أنفسهم
ويناضلون من
أجل إظهار
ذواتهم،
ويختتمان
الجزء الأول
بالقول إن
حقائق اليوم
قد تغيرها أو
تطورها
اكتشافات
الغد.
4
ـ يظهر بشكل
واضح لكل
متصفح للقرآن
علاقة
الأنبياء
بالمصريين
القدامى.
ومنهم من
تعلم على
يديهم العلوم
كالطب
والرياضيات
وعلم التنجيم
مثل يوسف
وموسى عليهما
السلام. وفي
الإنجيل نجد
أن الأقدر
على مجادلة
اليهود
بالمقارنة مع
الرسل الإثنا
عشر هو Apollos المصري.
وفي شرح ابن
كثير للقرآن
نجد أن الذي
بنى سقف
الكعبة هو "مهندس"
مصري. وحتى
بالنسبة
للرسول (ص) فقد
كانت له
علاقة غير
مباشرة
بإفريقيا.
ذلك أن جده
عبد المطلب
الذي تكلف به
كانت له
علاقة مع
ملوك اليمن
والحبشة،
علاقة ستتطور
بشكل سلبي
لدرجة انتهت
بغزو أبرهة
الحبشي لمكة،
وهي القصة
المعروفة
بأصحاب الفيل.
ولا شك أن
يتأثر صلى
الله عليه
وسلم
بجده من خلال
التربية
والاحتكاك.
ويقال عادة "الولد
سر أبيه". وقد
كان عبد
المطلب الذي
تكفل بالرسول
يتعبد في غار
حراء، خاصة
في شهر رمضان. 5
ـ لا تكاد أية
واحدة من
آيات القرآن
تخلو من
اختلاف
المفسرين
اختلافا يصل
حد التناقض،
كأن يفسر
أحدهم "x" مثلا
بالماء
والآخر
يفسرها
بالحجر. وهو
ما يطرح
التساؤل حول
الانتماء
اللغوي لتلك
الكلمات؛
وكثيرا ما
نقرأ أنها
لغة حبشية أو
قبطية أو....
ونورد هنا
بعض الأمثلة:
نقرأ
ابتداء من
الصفحة 29 من
المجلد الأول
من تفسير ابن
كثير ما يلي: "وحكى
الرازي عن
بعضهم أن اسم
الله تعالى
عبراني لا
عربي... فثبت أن
الخلائق كلهم
والهون في
معرفته... وقيل
إنه مشتق من
الارتفاع...
يقولون إذا
طلعت الشمس
لاهت...
الرحمان
الرحيم اسمان
مشتقان من
الرحمة... قال...
والرحمان
رحمان الدنيا
والآخرة
والرحيم رحيم
الآخرة... وقال
أحمد بن يحيى
الرحيم عربي
والرحمان
عبراني... وقد
زعم بعضهم أن
العرب لا
تعرف الرحمان
حتى رد الله
عليهم بقوله:
"قل ادعوا
الله أو
ادعوا
الرحمان أيا
ما تدعون فله
الأسماء
الحسنى..." وقد
جاء في حديث
سلمة أن رسول
الله (ص) كان
يقطع قراءته
حرفا حرفا... ...
عن ابن
عباس رضي
الله عنهما
قال: " قال عمر
بن الخطاب
رضي الله عنه
قد علمنا
سبحان الله
ولا إله إلا
الله. فما
الحمد لله؟
فقال علي:
كلمة رضيها
الله لنفسه...
قال ابن
العباس الحمد
كلمة شكر...
وقال كعب
الأحبار
الحمد لله
ثناء الله.
وقال الضحاك
الحمد لله
رداء الرحمان...
قال رسول
الله (ص) أفضل
الذكر لا إله
إلا الله
وأفضل الدعاء
الحمد لله" مثال
آخر جاء في
الآية 23 من
سورة يوسف: "وراودته
التي هي في
بيتها عن
نفسه وغلقت
الأبواب
وقالت هيت لك
قال معاذ
الله إنه ربي
أحسن مثواي
إنه لا يفلح
الظالمون"...
وكانوا
يطلقون الرب
على السيد
والكبير، أي
أن بعلك ربي
أحسن مثواي...
وقد اختلف
القراء في
قوله "هيت لك"
فقرأه
الكثيرون
بفتح الهاء
وإسكان الياء
وفتح التاء...
معناه تدعوه
إلى نفسها...
تقول هلم لك.
قال عمرو بن
عبيد عن
الحسن وهي
كلمة
بالسريانية
وقال السدي
أي هلم لك وهي
بالقبطية
وقال مجاهد
هي كلمة
عربية وقال
عكرمة هي
بالحورانية...
وقرأ آخرون "هئت
لك" بكسر
الهاء وكسر
التاء... وقال
أيضا "هيث لك"
بنصب الهاء
والتاء ولا
تهمز وقال
آخرون..." 6
ـ وأنا بصدد
كتابة هذا
المقال سمعت
صوت المحاضر
في الدروس
الحسنية ليوم
4/12/2001 يردد
الأمازيغية.
أثارني الأمر
واستغربت له
في نفس
الوقت، قمت
على التو
وتابعت
محاضرته التي
جاء فيها بأن
الأمازيغ
سمعوا عن
الإسلام قبل
مجيء العرب
إلى بلادهم ـ
صدفة أحسن من
ألف ميعاد ـ
وأن قبيلة
ركراكة
الأمازيغية
انتدبت سبعة
من رجالاتها
زاروا الرسول
بمكة وكلمهم
صلى الله
عليه وسلم
بالأمازيغية
وعادوا
بالإسلام إلى
المغرب؟!! كثيرة
هي المؤشرات
التي يمكننا
من خلالها
مقاربة ذلك
السؤال حول
إسلام
الأمازيغ،
ونكتفي بما
أوردناه
ونقول مع
الملاحظة رقم
1: هل نصدق
مناضلا
أمازيغيا من
عيار كاتب
ياسين حيث
قال على لسان
البدويين: "الحمد
لله إننا
سمعنا عن
الإسلام قبل
أن نعرف
العرب"، أم
نصدق أعداء
الأمازيغ
الذين لم
يدخروا جهدا
في سفك
دمائنا
وتخريب
حضارتنا
ومدننا
وإتلاف
وإحراق كتبنا. كاتب
ياسين يعرف
التاريخ أكثر
منا، وليس من
النوع الذي
يتكلم من أجل
أن يتكلم.
ولكن للأسف
الشديد رحل
دون أن نعرف
ماذا كان
يخبئ لنا،
رحل دون أن
يسمع بأذنيه
أن التاريخ
الرسمي
الإيديولوجي
العروبي بدأ
يكشف النقاب،
وفي حضرة
الملك، عن
جانب أريد له
لقرون طويلة
أن يبقى طي
الكتمان.
إنها سياسة
مسمار
الميزان. مع
الملاحظة
الثانية نقول
إن العرب
إبان غزوهم
لشمال
إفريقيا غزوا
بالسيوف وليس
بأدوات
الختان. وهم
لن يستطيعوا
أن يجيبونا
متى وكيف
علّموا
الأمازيغ
الختان
باعتبار هذا
يدخل في شروط
الإسلام حسب
فقهاء "التوراة"
المسلمين.
ببساطة لأنهم
لا يعرفون
متى بدأوا هن
أنفسهم
في
ممارسة
الختان. أي ما
معناه أن
ثقافة
المصريين
كانت تعم
جنوب/شرق
الحوض الأبيض
المتوسطي على
الأقل حتى
قبل ظهور
موسى عليه
السلام. والختان،
حسب رأي
الصادق
النيهوم،
يعتبر وصفة
للوقاية من
الأمراض
التناسلية
عند المصريين.
وفي
اليوهودية
يعتبر علامة
على العهد
الذي يجمع
بين الرب
وشعبه، والذي
في لغة
المصريين
تعني السيد،
الكبير؛
الأب؛ أب
الأسرة = رب
الأسرة...
ورأيناها في
الآية الخاصة
بيوسف: "...معاذ
الله إنه ربي
احسن مثواي...".
ويقصد هنا
بكلمة ربي "العزيز"
وزير فرعون
الذي أواه
وأحسن إليه.
وكان الفرعون
يقول مخاطبا
الشعب "أنا
ربكم الأعلى"
الآية. كان
الفرعون ربا
ثم أصبح
وسيطا بين
الناس والرب
ثم انسحب من
المشهد وبقي
الرب وفوتت
له كل
الصلاحيات
والسلطات
التي كانت
بيد الفرعون،
ومن بينها
ذلك العهد،
الختان، تلك
العادة
البربرية
التي اقتضاها
الفرعون/الرب
الأعلى في
شعبه باسم
الطب الوقائي
أو باسم
الاعتراف
بربوبيته.
سنرى ذلك
فيما بعد. إننا
نومئ هنا إلى
التطور
الدلالي الذي
عرفته كلمة
الرب من
مستوى مادي
محسوس إلى
مستوى ديني
مجرد، من رب
الأسرة إلى
رب السماوت
والأرض. بالنسبة
للأمازيغ
يعرفون الله
باسم Rebbi؛
فلو سألنا
طفلا
أمازيغيا في
القسم الأول
عن اسم الله
لأجاب لا
أعرف. ويمكن
لأي كان
التحقق من
هذا الأمر.
وإذا قلنا له
من هو Rebbi لقال
.Nnit Rebbi nnit هذه
لتأكيد شيء
معروف سلفا
ومتعارف
عليه، أي أن
الطفل يعرف
من هو الرب،
وحين نستفسره
عنه يجيب
بلغة
أمازيغية
بأنه هو الذي
خلقنا وخلق
الدنيا ويوجد
في السماء،
أي أن ما
يقوله الطفل
الأمازيغي هي
المعارف التي
سمعها في
وسطه العائلي
عن الرب، أي
أن تلك
العائلة
تستعمل كلمة
الرب وليس
كلمة الله.
وهو شيء مثير
للتساؤل فعلا:
كيف بشعب
أسلم على يد
العرب ولا
يعرف ولا
يستعمل في
حياته
اليومية كلمة
الله وهي
الكلمة
الأساسية في
الدين
الإسلامي
باعتبارها
تدل على
التوحيد؟ كيف
عُمم الإسلام
دون اللغة
العربية التي
هي "حاملته
الوحيدة"؟
تصوروا كيف
عممت
الفرنسية في
الجزائر في
ظرف 100 سنة من
الاستعمار
فقط ـ بينما
لم تتجاوز
اللغة
العربية
أسوار بعض
المدن
التجارية
ولمدة تفوق 14
قرنا. حين
دخلت فرنسا
المغرب وجدت
أن 90% من
المغاربة
أمازيغ
والبقية خليط
ومن ضمنه
المعربون.
إننا نعي
أهمية وسائل
الاتصال
العصري في
تعميم لغة ما.
وإليها يعود
الفضل في
تعميم
العربية
نسبيا حاليا
والمشروع
العروبي
لأنها تعي
أنه لا يشكل
المشروع
المجتمعي
النهضوي
الحقيقي
للمغرب،
المشروع
اللقيط ،
وليد اتفاقية
الحماية. لنعد
إلى اسم ربي
لنجد انه
يستحيل علينا
العثور على
قصيدة شعرية
أمازيغية
واحدة لا
تبدأ بذكر
الرب.
بالنسبة
للشاعر
الأمازيغي
ليس هناك ما
يستحق
البداية
باسمه إلا
الرب/الله
بينما الشاعر
العربي خبر
أنه لا يمكن
إثارة سماع
العامة دون
أن يفتتح
قصيدته بمطلع
يتغنى
بالمرأة، أي
اللاشعور
الجمعي
العربي تشكل
المرأة/الجنس
فيه ركنا
أساسيا، وذلك
ما يفسر أن
هذا العقل
يضع شرفه بين
فخذي المرأة
العربية. أما
الحرية
الجنسية،
كمال اللذة،
فتوجد هناك
وراء البحر
الأحمر حيث
الرب يعتبر
ركنا أساسيا
في العقل
الجمعي، وأما
المرأة فكائن
اجتماعي يمكن
التواصل معه
بدون عقد. وما
دام الأمر
كذلك فما على
رب هذه
الربوع التي
توجد وراء
البحر الأحمر
إلا أن يشترط
في كل من دخل
أرضه الختان،
الوصفة
الطبية
للوقاية من
الأمراض
التناسلية.
من يستطيع
منا أن يدخل
أميريكا دون
أن يقدم
شهادة طبية
بعدم إصابته
بالسيدا. لا
أحد. ببساطة
لأن كل من دخل
أميريكا يحق
له ويمكنه أن
يتواصل جنسيا
مع نسائهم،
بينما من
أراد الدخول
إلى بلاد
العرب فما
عليه إلا أن
يصوم، أو
يروض مخيلته
للتواصل مع
الغلمان،
فاكهة الجنة
العربية. (يتبع) |
|