|
الاسم
المركب
والاسم
المشتق في
الأمازيغية،
رد على مقال بقلم:
بوغانم خالد (فنيدق،
تيطّاوين) في
عددها التاسع
والأربعين (49)،
كتب الأستاذ
Lakbir Elghazi مقالا
بعنوان: "La
composition des mots en amazigh: quelques exemples". حاول
خلاله القيام
بتحليل Décomposition
بعض
الكلمات
الأمازيغية
التي بدت له
مركبة،
منوّها
بالمحاولات
التي يقوم
بها حميدي
علي من "إغرم
ن سوق" و"أودادس
موحا" من
الرباط في
هذا المجال. في
البداية،
أشيد
بالأستاذ
الغازي على
اهتمامه
وولعه
بالتنقيب
والبحث عن
جذور الألفاظ
والكلمات
الأمازيغية.
فتطور أية
لغة ـ في نظري
ـ لا يحصل إلا
بفهم أسرارها
المعجمية
والتركيبية،
والغوص في
أعماق محيطها
السوسيوثقافي. والأمازيغية
اليوم في أمس
الحاجة إلى
مثل هذه
المبادرات
الفردية، في
غياب مؤسسة
وطنية ـ إلى
حدود كتابة
هذه الأسطر ـ
تأخذ على
عاتقها هذه
المهمة الجد
حساسة. ولا
أرى عيبا
بالبتة، أن
تشوب هذه
المحاولات
الفردية، بعض
النقائص.
فيكفي أن
تفتح الحديث
عن موضوع
معين، عن
ظاهرة نحوية
أو صرفية
معينة... فإنك،
بفعلتك هذه،
تقدم عملا
أجره كبير
جدا. الأستاذ
الغازي بذل
جهدا كبيرا
في مقالته
المذكورة
سالفا، لكي
يوصل القارئ،
المتعطش إلى
إدراك أسرارا
وعبقرية
اللغة
الأمازيغية،
بعضا مما
تزخر وتتميز
به لغة الزاي.
فكان مصيبا
في العديد من
محاولاته
التي قام بها
من أجل تحليل
وتفكيك بعض
الكلمات
الأمازيغية
المركبة.
لكن
الأستاذ
الغازي لم
يكن بمنأى عن
السقوط في
بعض الهفوات.
والسبب ـ
فيما أعتقد ـ
راجع إلى عدم
تمييزه بين
الاسم الركب
Le composé والاسم
المشتق Le dérivé من
جهة، وبين
الاسم المركب
والغير
المركب كم
جهة ثانية. ولتمييز
الاسم المركب
عن الاسم
المشتق، يرى
A.Martinet في
كتابه “Eléments de
linguistique générale” بأن
المونيمات
Monèmes (مونيمان
على الأقل)
المشكلة
للاسم المركب
يكون لها
وجود خارج
المركب،
وتستطيع أن
تستقل بنفسها
دونما ما
حاجة إلى
الاتحاد
بالعنصر أو
العناصر
الأخرى
التي يتكون
منها المركب.
في
الأمازيغية
نجد على سبيل
المثال كلمة
Aghesmir، والتي
تتكون من I/Aghes
(العظم)
و(A)Mir )اللحية).
وتعني مجتمعة:
عظم اللحية….
فكما يلاحظ
القارئ: Ighes و
Amir لهما
وجود
واستعمال
خارج المركب
دون أن يكون
لأحدهما حاجة
إلى الآخر.
هناك
أيضا: Aghezdis والتي
تتكون من I/aghes
(العظم)
و (A)Dis (البطن).
وidvnat، تتكون
من Idv (الليل)
و Nat (التي
دارت،
الفارطة)..
وغيرهما من
الكلمات. وبخلاف
الاسم
المركب، يرى
A.Martinet أن
الاسم المشتق
Le dérivé يتميز
عن الأول
بكونه يتكون
من مونيمين
على الأقل،
يكون أحد
المونيمين
محروما من
وجود محتمل
خارج الاسم
المشتق. أمثلة:
Aberdvadv. تتكون
هذه الكلمة
من Aber التي
تعني: كبير
(Majeur) و
(A)Dvavd التي
تعني الإصبع (أصبع
اليد). وaber هنا
عبارة عن
سابقة Préfixe تلتحق
بكثير من
الكلمات
الأمازيغية
كما في:Aberkukes (أصلها:
Aberkuskus) وتعني:
كسكس من
الحجم
الكبير؛
Aberkuccu (هراوة
طويلة/كبيرة).
ولا يأخذ
مونيم Aber دلالته
إلا وهو
مقرون بإحدى
هذه الكلمات
وغيرها التي
دأب سكان
تامازغا على
مزجه بها.
بمعنى آخر: لا
مكان لـAber في
المعجم
الأمازيغي
Dictionnaire ككلمة
مستقلة،
وإنما وجودها
يبقى رهينا
ومرتبطا
بوجود كلمة
أخرى يتصل
ويلتصق بها.
وتجدر
الإشارة هنا
أن Aber الذي
نتحدث عنه
هنا لا علاقة
له بالمونيم
المعجمي Aber الذي
يفيد معنى "حاجب
العين". أعود
إلى مقالة
الأستاذ
الغازي،
وسأقوم
بالتركيز على
الفقرة التي
خصصها للحديث
عن الأسماء
الأمازيغية
التي تبتدئ
بـAm. Am
بالنسبة
للأستاذ
الغازي تعني:
Celui qui، وقد
عمم هذه
القاعدة على
كم هائل من
الكلمات
الأمازيغية
التي يسبقها
هذا المقطع
الصوتي. ومن
الأخطاء
الفادحة ـ
يضيف الغازي
ـ أن نقابل
Am بـTel
الفرنسية
في بعض
الكلمات كما
في Amerwas. هنا
أحاول أن أضع
بعض النقط
على الحروف
لاستجلاء بعض
الأمور، أو
على الأقل
المساهمة في
إغناء الحديث
عن هذه
المسألة التي
أثارها الأخ
الغازي من
خلال
الملاحظات
التالية: الملاحظة
الأولى: Am الأمازيغية
التي تفيد
Tel, comme واردة
في
الأمازيغية،
لكنها لا
تلتصق أبدا
بكلمات أخرى.
ولعمري ما
رأيتها اتحدت
واندمجت مع
كلمة
أمازيغية
أخرى كما هو
الشأن لـAber أو
Ighes أو..
وإنما هي
كلمة مستقلة
تؤدي نفس
وظيفة Comme وtel
الفرنسيتين،
و"بْحالْ"
التي تستعمل
بكثرة لدى
الناطقين
بالدارجة.
وكتابة هذه
الأداة (أداة
التشبيه)
متحدة مع
المشبه به هو
خطأ كبير سقط
فيه النحويون
"العرب"،
حينما أدمجوا
كاف التشبيه
في المشبه به
لأنهم كانوا
يظنون أن لا
وجود لكلمة
عربية بحرف
واحد. ونحن
الأمازيغ يجب
أن لا نسقط في
الخطأ نفسه.
فـAm في
جملة مثل Idir
am yizem (إدير
كالأسد)
علينا أن
نفصلها عن
Izem حتى
يسهل علينا
تلقين
الأمازيغية
وتدريسها. الملاحظة
الثانية:
بالنسبة
للأسماء
الأمازيغية
التي تبدأ بـAm
فإننا
بإمكاننا
تقسيمها إلى
ثلاثة أقسام: أ
ـ القسم
الأول: يعتبر
فيه Am جزءا
من الجذر
المكون
للاسم، ويظهر
حتى في الفعل
الذي منه
يشتق هذا
الاسم، وفي
المصدر كما
في: Amjar (المنجل)،
Yemjar (حصد)،
Tamejra (عملية
الحصاد)؛ وameqran
(الكبير)،
Yemghar (كبر)،
Tamghuri (الكبر،
الكبرياء)؛ و
Amezvyan (الصغير)،
Yemzvi (صغر)،
Temzvi (الصغر،
الشباب).… لهذا
فإن Amghar و
Amerwas التي
اجتهد
الأستاذ
الغازي
لجعلهما
كلمتين
مركبتين، هما
ليستا كذلك.
فالأولى
اشتقت من فعل
Yemaghar، ومنها
Amghar وameqran
(gh gh( q تتبادلان
في اللهجات
الأمازيغية)،
و Tamghuri. والثانية
بإمكاننا أن
نستشف منها
الفعل Yesmarwes والمصدر
Asmerwes. ب
ـ القسم
الثاني:
الأسماء
الجامدة التي
لا يشتق منها
لا الفعل ولا
المصدر مثل
Amucc (القط)،
Amir (اللحية)،
Amazigh (أمازيغي)،
Amur (الأرض)
ومنها Amurrakuc (أرض
الله)، Aman (الماء)…
وهذه الأسماء
أيضا لا يمكن
أن تدخل في
دائرة
الأسماء
المركبة. ج
ـ القسم
الثالث:
وتدخل في هذا
القسم كلمة
Amnay (الفارس،
الراكب) التي
ذكرها
الأستاذ
الغازي ضمن
الأسماء
الأمازيغية
المركبة التي
تبتدئ بـAm… وانطلاقا
من التعريف
الذي يعطيه
أندري
مارتينيه
للاسم
المركب، فإن
Amnay لا
يمكن أن تؤدي
معنى بدون أن
تتصل بكلمة
أخرى. فهو إذن (أي
Am) مجرد
سابقة Préfixe يؤتى
بها في
الأمازيغية
للحصول على
صيغة ما يسمى
في العربية
بـ"اسم
الفاعل". والسابقة
Am، من
بين العناصر
التي يجب على
الكتاب
الأمازيغيين
الاعتماد
عليها في
كتاباتهم
وإبداعاتهم
للحصول على "صانع
فعل معين".
فمثلا الذي
يصنع أو يقوم
بفعل النوم
Wen ig itetvsen هو
D amuttvis، من
فعل Yettves (نام)،
والذي يقوم
بفعل الصيد
Wen ig igemren هو
D anegmar (صياد،
تتحول M إلى
N)، من
فعل Igmar (صاد،
اصطاد)،
وهكذا دواليك. وإذا
كان الأستاذ
الغازي يلح
على اعتبار
مثل هذه
الأسماء
مركبات،
فإنني أحيله
على الكلمات
الفرنسية
التالية: Chanteur،
Ameghnuj، مغنِّ. Chasseur،
Anegmar، صياد. Danseur،
Amecdvah، راقص. فـEur
التي
تنتهي بها
الكلمات
الفرنسية
الثلاث: Chanteur,
chasseur, danseur تؤدي
الوظيفة
نفسها التي
تؤديها Am في:
Ameghnuj, Anegmar, Amecdvah. والفرق
بينهما هو أن:
Am تأتي
في اللغة
الأمازيغية
سابقة Préfixe، بينما
ترد في اللغة
الفرنسية
لاحقة Suffixe. من
هنا فـAmnay التي
أوردها
الأستاذ
الغازي ككلمة
مركبة هي
كلمة مشتقة.
لأننا لا
نستطيع أن
نتصور وجود
Am إلا
وهي مرتبطة
وموجودة
بمعية فعل
Inya أو
غيره من
الأفعال
الأخرى. ملاحظة:
هذه المقالة
كنت قد
أرسلتها إلى "تاويزا"
عبر البريد
منذ أزيد من
أربعة شهور،
لكنها لم تصل
إلى المرسل
إليه،
وبالتالي لم
يكن من
الممكن نشرها
في وقتها
المناسب الذي
كتبت فيه. |
|