بعد أسطورة خير الدين،
قمة إبداعية أخرى من تافراوت
بقلم: نجيب رشيد سيفاو (أكلميم
(
يتعلق الأمر هنا
بالأستاذ فريد زلهود المزداد سنة 1959بأداي، ناحية تافراوت، مدرس اللغة
الفرنسية بثانوية الأطلس بنفس المدينة. أصدر في الآونة الأخيرة ديوانه
الشعري الأول بعنوان
"Paroles de Paria"
عن منشورات
Les cahiers d'Anoual
بباريس، والتي يشرف
عليها الأستاذ Bouchain.
يعد الأستاذ فريد من
الوجوه النشيطة ثقافيا وفنيا بمنطقة تافراوت. فهو فنان تشكيلي ونحات
ينظم الشعر باللغة الأمازيغية والفرنسية. نال عدة جوائز إبداعية أدبية،
ومنها جائزة سعيد سيفاو سنة 1997، جائزة عبد الكريم الخطابي الدولية
سنة 2000، وجائزة تاماينوت سنة 2001،
إضافة
إلى كونه عضوا بمجموعة من الجمعيات لعل أبرزها جمعية محمد خير الدين
للثقافة والتنمية. وهذا ليس غريبا من شاعر يحب شاعرا من بلده ومن طينة
الشاعر العالمي العظيم محمد خير الدين. كما أن زلهود لا يغمض له جفن
إلا وبجانب وسادة نومه كتاب أو بيت شعر من إبداع خير الدين.
بهذا الإصدار يثبت
الأستاذ فريد أن محمدا خير الدين لم يمت، ما دام هو نفسه يشكل امتدادا
له ولتوجهه الشعري الحداثي، إذ تحضر نفس التيمات الإبداعية لخير الدين
في الديوان الأخير لزلهود: الهوية، شجرة أرگان، التيه، الطوارق، يوگرتن…
قصائد زلهود صرخة من أجل الحياة، التسامح، الأمل، التآخي، السلام، الحب…
هكذا إذن تكتسح
الثقافة الأمازيغية مجددا ساحة الكونية، بهذا الهرم الإبداعي الجديد
المسمى زلهود القادم من تخوم "تافراوت"، مدينة الورد والسينيما
والأساطير المتنوعة، مدينة الهامش والمغرب الغير النافع. ها هي تعطي
مجددا شاعرا متميزا تأبى قصائده إلا أن تزرع في نفس قارئها حب الشعر
والهوية معا. لكن الأسئلة التي ستظل تؤرقنا كمبدعين: أين وزارة الثقافة
في دعم إبداعات شبابنا جميعهم؟ إلى متى سننتظر من دور النشر الأجنبية
تعريفنا بطاقاتنا الإبداعية؟ أين يتجلى دور هذه المنظمات الغنية التي
تدعي كونها تمثل المبدع المغربي، ونقصد بالأساس ما يدعى باتحاد كتاب
المغرب و"بيت الشعر" في الالتفات إلى الأصوات الإبداعية المهمشة، والتي
هي من وزن زلهود؟ أين هي الملاحق الثقافية للجرائد التي تزعم الوطنية
والتي لم تعرف بالديوان؟.
أخيرا نلفت انتباه
القارئ إلى ما أشارت إليه جريدة
Hebdo Vlan
البلجيكية في عددها
ليوم 15/8/2001 إلى أن أحد عمالنا بالخارج، وهو امحمد بيحمدون المقيم
في بروكسيل منذ 1970، هو الذي تكلف بتغطية جزء من نفقات طبع هذا
الديوان إصرارا منه على حب الشعر وعدم التنكر لأصوله الأمازيغية.
هنيئا للثلاثي:
Bihmeden, Bouchain, Farid
على الباكورة
الإبداعية الأولى Paroles
de parie.
نجيب رشيد سيفاو.